اوروبا

في ندوة بذكرى الاستقلال.. بريطانيا انسحبت من البحرين لكنها تركت إرثها استعماريا ثقيلا

البحرين اليوم – لندن

عقد تكتل المعارضة البحرانية ندوة سياسية عبر الانترنت الجمعة 14 أغسطس بعنوان “النضال الوطني نحو الاستقلال وتأسيس الدولة“ وذلك بمناسبة مرور 49 عاما على انجلاء قوات الاستعمار البريطاني عن البحرين .

شارك في الندوة كل من المعارض السياسي والباحث الاجتماعي وعضو المجلس الوطني لعام 1973 الدكتور عبد الهادي خلف والكاتب والمعارض السياسي البارز الدكتور سعيد الشهابي، كما كانت هناك مداخلات لناشطين ومعارضين بحرانيين، وأدار اللقاء الباحث والكاتب الستاذ عباس المرشد.

تحدث خلف عن سياسة العائلة الخليفية التي اتبعتها لحكم البحرين والقائمة على تفتيت المجتمع, وتقسيمه ليس طائفيا فحسب وإنما مناطقيا أيضا. واوضح خلف بان هيئة الاتحاد الوطني التي تأسست أواسط القرن الماضي سعت لتاسيس اول تنظيم سياسي شعبي يضم جميع الفئات الشعبية بصرف النظر عن انتماءاتها الطائفية او المناطقية، معتبرا ان الهيئة تركت أثرا سياسيا كبيرا في البحرين، إذ ولدت من رحمها لاحقا العديد من التنظيمات السياسية الوطنية.

وأما بشأن الاستقلال فأكد خلف انه كان ثمرة حركة نضال لم تستسلم برغم النكسات، لكنها أصرت على السلطات أن تقبل بالاستقلال. وأشار خلف إلى أن السلطات الخليفية كانت وماتزال تحت الحماية البريطانية، معربا عن أسفه من أن الاستقلال لم يؤدي لبناء الدولة، حيق أحبطت العائلة الخليفية كافة محاولات بناء الدولة.

وأما الدكتور سعيد الشهابي فأسهب بالحديث عن فكرة اعتماد الأنظمة الخليجية على الحماية الخارجية، معتبرا أن خوف هذه الأنظمة من الشعوب هو الذي يدفع بها نحو طلب الحماية الخارجية وماهو عليه الحال في البحرين. وقال الشهابي على هذا الصعيد “حكومة البحرين ابعد الانظمة عن الشعب وهي أكثر الأنظمة حماسا للوجود الاجنبي سابقا وحاضرا“.

وأما بشان التركة البريطانية في البحرين، فأكد الشهابي على أن تلك التركة لم تكن إيجابية لا حاضرا ولا في الماضي. لافتا إلى أن البريطانيين لا يتعاملوا اليوم مع قضيتين ايجابيتين وهما حماية حقوق الانسان والترويج للديمقراطية، وهما القضيتين اللتين كانتا في صدارة الاهتمام الغربي أيام الحرب الباردة.

وأشار الشهابي على ان أكبر تهديد للبحرين هو الظلم الخليفي ورفضهم اقامة دولة دستورية عصرية، مشددا على أن كل الشعب يد واحدة من أجل امن البلاد واستقلالها وحمايتها من الاجنبي.

وفي مداخلة قصيرة له لفت المعارض جلال فيروز إلى أن حاكم البحرين السابق عيسى الخليفة حاول التقرب من الشعب ومن العلماء والمرجعيات الدينية في بداية السبعينات وعاد فيما بعد وانقلب على الدستور وكذلك فعل نجله الحاكم الحالي عام 2001 عندما انقلب على الميثاق.

وانتقد الناشط حسن الساري الدور البريطاني في البحرين معتبرا أن بريطانيا تحكم قبضتها على البلاد منذ قرابة الثلاثة قرون من خلال دعمها للنظام الخليفي، الذي قسم المجتمع وهمش من يختلفون معه وأبعدهم عن مفاصل الدولة الحساسة. ووصف الساري الخليفيين هم مرتزقة للبريطانيين ولذا فليس من المستغرب ان يستعينوا بالمرتزقة من الخارج.

واعتبر الناشط محمد سلمان أن الاستقلال الحقيقي لم يتحقق في البحرين بعد خروج المستعمر البريطاني معتبرا أن هناك هيمنة من الادارتين الامريكية والبريطانية ومن آل سعود وأبو ظبي على البلاد، فضلا عن وجود قواعد وقوات عسكرية أجنبية .

وأما الناشط احمد جاسم فلقت إلى ان النظام الحاكم في البحرين هو النظام الوحيد في العالم الذي لا يحتفل بذكرى الاستقلال بل يسعى لمحو هذه الذكرى من الذاكرة الشعبية واستبدالها بما يسمى بيوم الجلوس على العرس في 16 ديسمبر. لكنه اعتبر أن إصرار بعض قادة البحرين وفي مقدمتهم الرمز حسن مشيع والأكاديمي عبدالجليل السنكيس الذين اخذوا على عاتقهم تذكير الشعب بنضال ابائهم لانمحت الذكرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى