البحرين اليوم – من المنامة ..
تحت عنوان“ البحرين.. نصف قرن على انجلاء الاستعمار البريطاني“ نظمت ندوة افتراضية الجمعة 13 أغسطس أكاديميون وسياسيون نقابيون بحرانيون سلطوا فيها الضوء على واقع البحرين بعد مرور نصف قرن من نيلها الاستقلال.
تحدث فيها كل من الأكاديمي البحراني الدكتور عبدالهادي خلف والسياسيين رضي الموسوي وفاضل عباس والنقابي سيد هاشم الموسوي, فيما أدار الندوة الصحافي عباس صفوان.
كان أول المتحدثين الدكتور عبدالهادي خلف الذي تحدث عن خلفية الوجود العسكري البريطاني في منطقة الخليج الذي بدأته المملكة المتحدة بممارسة دور شرطي الخليج لحمايته من ايران ومن الجزيرة العربية وكذلك لحماية حكام المنطقة من بعضهم البعض.
لفت خلف إلى أن سقوط نظام الشاه الذي تولى مهمة شرطي الخليج عقب الانسحاب البريطاني من المنطقة, أحدث فراغا أمنيا فشلت السعودية في ملأه, مشيرا إلى أن الولايات المتحدة استعادت دور الشرطي عبر قواعدها العسكرية في المنطقة, وهي تتجه اليوم إلى تقليص تواجدها وتسليم دور شرطي الخليج إلى إسرائيل. واعتبر خلف أن البحرين هي اليوم المسرح الأول لاختبار هذا الدور الإسرائيلي.
وبشأن ما يطرح حول إمكانية إصلاح النظام في البحرين قال خلف ”لقد وصلت إلى أرذل العمر وخلال تجربتي الطويلة أقول لكم بأن النظام لا يمكن إصلاحه من الداخل، وهو يريد عبيدا فقط“.
وتطرق السياسي رضي الموسوي في حديثه عن حقيقة الانسحاب البريطاني من المنطقة معتبرا انه كان انسحابا شكليا. أشار رضي كذلك إلى أن واقع التنمية المستدامة ظل متخلفا رغم حجم الناتج المحلي المرتفع في الخليج الذي يبلغ أكثر من 1.5 تريليون دولار مع زيادة في العمالة الأجنبية. وفي ما يتعلق بالبحرين أشار رضي إلى وأد التجربة النيابية في البحرين بعد الاستقلال بعامين ودخلت البلاد في فترة وصفها بالمظلمة. وأكد الموسوي على أن خيار البحراني هو الصبر والاستمرار، داعيا السلطات أن مغادرة عقلية الاستفراد بالسلطة.
وتساءل السياسي فاضل عباس عن حقيقة الاستقلال وعما إذا كان مجرد تغير للحدود البريطاني في البحرين, مشيرا إلى وجود مختلف الخبراء والمستشارين البريطانيين في مؤسسات الدولة. واعتبر عباس ان هناك تغير في شكل الوجود البريطاني في البلاد, وأن السياسة الخارجية ظلت مرهونة بيد المملكة المتحدة.
أشار عباس إلى ان المنطقة يتقاسمها اليوم محوران أحدهما محور المقاومة والآخر هو محور الصهاينة الذي يضم عربا اليوم. وأكد عباس على ان الدور البريطاني لا يزال موجودا وان ما حصل لم يكن استقلال حقيقي. وبين أن الدولة العبرية تنوب عن شاه إيران في ممارسة دور شرطي الخليج. واختتم عباس حديثه بالإشارة إلى أن دول الخليج وضعت جميع رهاناتها في سلة الصهاينة معتبرا ذلك خيارا خاطئا, ومؤكدا أن 50% من أوراق اللعبة السياسية مرهونة بالتغيرات الاقليمية.
كان آخر المتحدثين النقابي سيد هاشم الموسوي الذي شدد على أن غياب الديمقراطية تسبب في كوارث اقتصادية مشيرا إلى حالة القمع التي اجتاحت البحرين منذ إلغاء البرلمان وتشريع قانون أمن الدولة. وتطرق إلى تاريخ العمل النقابي في البحرين مشيرا إلى أن المستشار البريطاني رفض في الخمسينات من القرن الماضي مقترحا لتاسيس نقابة في البحرين طرحه المناضل عبدالرحمن الباكر.واختتمت الندوة بتوجيه أسئلة من المشاركين.
