مقابلات

الناشط السياسي العراقي حيدر عيسى لـ “البحرين اليوم”: وجود القوات الأمريكية في العراق هدفه ضرب محور المقاومة..وعلى المعارضة البحرانية تكثيف جهودها في الخارج

البحرين اليوم – (خاص)

 

العراق مقبل على انتخابات رئاسية، ويشوبه عدد من التعقيدات على مستوى الكتل والتحالفات والوجود الأمريكي، كما أن خطر “عودة” الجماعات المتطرفة ليس ببعيد عنه، في ظل كل تلك التعقيدات يمثل وجود القوات الأمريكية إشكالية كبيرة، سواء على مستوى السياسة أو على مستوى الأمن، وهذا كله له التأثير البالغ على المنطقة، الذي يقع ضمن  نطاقها الخليج، في هذه النقاط حاورت “البحرين اليوم” الناشط السياسي العراقي حيدر عيسى، ليطلعنا عن رؤيته القريبة من المشهد العراقي وأثره على المنطقة، وهذا نص المقابلة:

  

·       هل تمثل الانتخابات المقبلة في العراق مدخلاً سلبياً للقوى الدولية التي تريد شراً ببلاد الرافدين؟

العراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة كان وللأسف ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية و التأثر بسياسات بريطانيا ومن بعدها أمريكا، وابرز أوجه هذه التدخلات هي مرحلة صدام حسين المظلمة، منذ ان جاء بقرار من الخارج و سيطر وقمع وادخل البلاد في حروب مدمرة حتى انتهى المطاف باحتلال عسكري خارجي تقوده الولايات المتحدة، لذا فالعراق لم يكن بعيدا عن التأثير الخارجي على قراراته وسياسته واقتصاده، لكن ما فرض نوعا من الارادة المخالفة والمناوئة من الخارج هو تأسيس نظام ديمقراطي (مع بعض الملاحظات ) في العراق، حيث اصبح للشعب صوت في انتخاب الطبقة التي ترسم سياسة البلد وتسير عجلته، وهذه الحالة  انتجت صعود طبقة سياسية كانت مستبعدة ومضطهدة ولها أيدولوجيات تختلف مع ارادات القوى العالمية، الى ان استطاعت بجهود مضنية انهاء الاحتلال الأمريكي في العراق في ظاهرة تعد نادرة في التاريخ السياسي الحديث، لذا الانتخابات ومنذ تثبيت قواعد الديمقراطية في العراق وصولا الى الانتخابات المزمع اجراءها في منتصف شهر مارس هي ساحة صراعات واثبات وجود بين مختلف الاتجاهات، ومن الطبيعي والوارد والمؤكد هو مساعي القوى الدولية في فرض نموذج يتماشى مع ما تخطط له تلك القوى وعلى راسها الولايات المتحدة، فهناك جهات سياسية وأحزاب ومنظمات ووسائل اعلام تمثل وتطبق الاجندة الامريكية والغربية في العراق، كما ان ساحة الصراع لم تكن فارغة لهم وحدهم وهنا تكون الآمال معقودة على الشعب والنخب المجتمعية في توعية وارشاد الناس في عدم الانجرار وراء المساعي الغربية التي بدأت بعض بوادرها من خلال فرض بعض الرؤى الاقتصادية من قبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تحت شعار الإصلاح لكن بهدف تكبيل وربط المنظومة الاقتصادية برؤاهم وبالتالي التاثير والتدخل السياسي. ومن جانب اخر فمفوضية الانتخابات ان حافظت على استقلاليتها ونزاهتها وكفائتها في ادارة الاستحقاق الانتخابي تعد ضمانة اخرى في الحفاظ على أصوات الشعب. 

 

·       بعد كنس “داعش”، هل من الممكن الاطمئنان من التجمعات المتعصبة في الأنبار وغيرها، أم أن الجيش والحشد لديهما استراتيجية وقائية عن خروج مثل تلك التشكيلات المتطرفة؟

 

 بطبيعة الحال داعش لم تكن وليدة لحظتها، بل هي نتيجة لتخطيط مبرمج ومعد منذ فترات تسبق حتى سقوط نظام صدام حسين، اما مرحلة التطبيق هي كانت بعد مرحلة صدام و ظهور القاعدة ومن بعدها داعش، لذا كانت هناك تهيئة مجتمعية كبيرة للقبول بأدبيات داعش ومن ثم تبنيها والانجرار خلفها والانضمام في صفوفها، ولا تنسى ان اكثر قيادات داعش هم من نفس طبقة الضباط والمحسوبين على نظام صدام حسين من مناطق غرب العراق، حيث التمرس على الجريمة والقمع والدموية لم تكن غريبة على اهل تلك المناطق، كل هذا يعطي مؤشرات لاخذ الحيطة والحذر من احتمال ولادة كيانات ومنظمات تشبه داعش وتتبنى فكره سواء بنفس الاسم او باختلاف المسميات، لحد الان الحكومة تبنت سياسة مسك الارض وعدم اخلاءها عسكريا، ولازال الملف الأمني يدار بصورة مركزية من قبل قيادة عمليات مشتركة تضم الجيش والحشد الشعبي، من جانب اخر قام البرلمان العراقي في خطوة مهمة بتشريع قانون الحشد الشعبي(مع بعض الملاحظات عليه) مما يعطي لهذا التشكيل صفة رسمية ويجعله رديفا للجيش العراقي، كل هذا ياتي في سياق التحرز والوقاية الأمنية، لكن لابد من البدء ببرامج توعية تبدأ من المدارس وتبني مشاريع تنموية من اجل رسم نمط مجتمعي يمنع المجتمع ان يصبح حاضنة لداعش واخواتها.

 

عشرة آلاف جندي في العراق لضرب محور المقاومة:

·       ما تموضع القوات الأمريكية في العراق، وهل فعلا يوجد انقسام شيعي شيعي إزاء وجود هذه القوات، وهل هناك تندر للطوائف الأخرى من هذا الوجود؟

 بعد دخول داعش الى العراق، اضطرت الحكومة من طلب المساعدة من الاخرين من اجل انهاء وجود هذا الكيان المشبوه، وكان الامريكان احدى تلك الدول التي أعلنت دعمها للعراق في مواجهة داعش، وبالفعل تم ذلك بتنسيق مع الحكومة العراقية، وتوجد هناك قوات أمريكية في مناطق غرب وشمال العراق، وتشير بعض المصادر ان عددهم يقترب من 10 الاف جندي، الامر الذي نفته الحكومة العراقية وادعت ان العدد هو 4 الاف مقاتل مهمتهم تدريبية، الامريكان من جانبهم يصرون بانهم لم يكرروا خطأ انسحابهم من العراق على لسان اكثر من مسؤول رفيع في الإدارة الامريكية، و من جانب اخر الحكومة العراقية تطمئن الشعب بانها ستعمل على انهاء الوجود العسكري في العراق.

في الساحة الشيعية يوجد شبه اتفاق على عدم القبول بالتواجد العسكري على ارض العراق، وتوزيع القوات جغرافيا يبين ان هناك رفض شيعي لهذا الامر، حيث قواعد الامريكان تقع في الجزء الغربي السني والشمالي الكردي، بل هناك تعاون وتعامل وحتى مطالبات من قبل هذين المكونين على انتشار وبقاء القوات الامريكية داخل العراق.

انا برايي ان هذا التوزيع الجغرافي يقع ضمن مخطط تحديد محور المقاومة وقطع طرق الامداد لهذا المحور الذي يزعزع استقرار الكيان الصهيوني في المطاف الاخير.

 

 المعارضة في البحرين تحتاج لتكثيف نشاطها في الخارج:

·       ما هي قراءتك لوضع المنطقة عموماً وإلى أين تتجه، وهل لديك أي رؤية تخص البحرين؟

 

تمر المنطقة بمرحلة صراعات وتجاذبات عنيفة، فهي في حالة إعادة الاصطفاف السياسية، وبروز حدود المحاور بشكل أوضح، وبما ان اغلب بلدان المنطقة ذات تنوع مذهبي، فالتمحور والاصطفاف يكون بصراعات وتجاذبات مجتمعية، فالانقسام المجتمعي في أي دولة من دول المنطقة بات واضحا وجليا، كما هو في البحرين اليوم، فالشعب البحريني يأبى ان يكون في محور يكون في نهايته يحقق مصلحة القوى الدولية وإسرائيل، لذا راينا كيف هذا الشعب خرج وهب وضحى للمطالبة بحقوقه، وبرايي فتقرير المصير وتحديد بوصلة الاصطفاف هي من ابرز الحقوق لدى أي شعب.

 

·       ما هي الطريقة الأنجح في رأيك لمقارعة نظام خليجي كالنظام الخليفي؟

 

 

 لكل عمل جماهيري لابد من قائد، وان وجد هذا القائد لابد من قاعدة تتحلى بروح الطاعة والتضحية، البحرين بلد علم وعلماء منذ القدم، والعلماء هم خير من يقود الامة ويوجهها، وبالفعل فان سماحة اية الله الشيخ عيسى قاسم فك الله اسره، من العلماء العاملين، الواعين، المجاهدين، فلابد من الالتفاف حوله والوقوف معه. لست بصدد إعطاء اليات القيام بذلك، حيث ان البحرين فيها من الرجال والمجاهدين، يميزون ويقدرون الظروف ويقررون بمقتضاها، لكني أؤكد على الوحدة والالتفاف حول القيادة، خاصة اذا كانت قيادة علمائية واعية. من جانب اخر فعلى الاخوة البحرينيين في خارج البحرين العمل الدؤوب في إقامة المؤتمرات والندوات والمعارض ودعوة الجهات الرسمية ومنظمات حقوق الانسان الدولية في تعرية النظام وخلق راي عام عالمي ضاغط من اجل تقويض جهوده الاجرامية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى