مقالات

المراهق التافه ناصر في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ

 

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: كريم العرادي

كاتب من البحرين

 

أكذبُ الناس، وأكثرهم تفاهةً، هو ناصر بن حمد آل خليفة. وقد أظهر هذا المراهق المريض بالكذب؛ شيئا جديدا من وقاحاته اليوم الأحد (4 نوفمبر 2018) وهو يلتقي في مصر بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ليصعد بعدها على منصة مؤتمر بشرم الشيخ حول الشباب. قبل أن نعلق على ما قاله التافة ناصر في هذا المؤتمر، من المفيد ذكر بعض النقاط حول هذه الزيارة وخلفياتها.

طيلة الأسابيع الماضية، تحوّل ناصر إلى “مانشيت سخيف” بعد إعلان فوزه بمسابقة الرجل الحديدي. اليوم لم تعد هناك حاجة لبيان حقيقة هذا الفوز الوهمي، ولا لشرح الأسباب التي جعلت ثعالب آل خليفة تخطط لتحويل هذا الموضوع إلى “حدث وطني وعالمي”، وأن يتم الدّفع بهذا المراهق الوقح للصعود أكثر إلى المنصّة، ليكذب علينا حول جدوله بالمزدحم بتمارينه ومشاريعه الكونية، وببطولاته الخرافية في اليمن مع شقيقه الوقح الآخر خالد. فكل ما حصل في الفترة الأخيرة هو استمرار في تحويل التافه إلى صنم يُعبَد، ليتم تكبيره مع الوقت، ويزداد التطبيل والسبيح له، وقد يكون ذلك مؤشرا لتتويجه في مناصب جديدة تكون قاب قوس أو أدنى من خلافة والده، وخاصد مع الإعلان “المائع” الذي قال فيه ناصر بأنه “سيتقاعد” على بطولاته الرياضية الكاذبة، وسيتفرغ لنشر “القدوة” لشباب العالم.

في منتجع شرم الشيخ؛ اعتاد حمد وأولاده على قضاء معظم أوقات الاستجمام خلال العام، وتولى السيسي – بطبائعه المعروفة في الابتذال والتسول – توفير المكان الدائم للأب وأبنائه المراهقين لقضاء أوقاتهم الحرة في المدينة السياحية التي حولها السيسي إلى مركز لمؤتمراته التافهة، وآخرها مؤتمر يوم الأحد الذي شارك فيه التافه ناصر، بحضور آلاف من المراهقين من دول العالم، الذين استجلبهم السيسي بأموال المصريين الذين يشاهدون – وهم تحت قاع الفقر والفوضى الاجتماعية والسياسية – مشاريعَ فخافة الرئيس في بناء المدن والعمارات الشاهقة والنصب التذكارية، جنبا إلى جنب المعتقلات والسجون التي يرزح فيها أكثر من 40 ألف.

لن يجد ناصر مكانا وجمهورا وكاميرات يكذب فيها أكثر وأفضل من منتجع شرم الشيخ. الكل هنا جاهز للتصفيق، والمخبرون الذين يعملون في القنوات ووسائل الإعلام يعرفون – دون أوامر مباشرة – كيف يسلطوا أضواء الكاميرات وفي أي اتجاه، والجميع سيكون مهيئا لتصديق “رواية الوطن” الكاذبة التي تحدث عنها الجلاد الذي هدد الناس بإسقاط “الطوفة” عليهم قبل أعوام، وأصبح مدرجا على قوائم المعذبين في تقارير المنظمات الدولية. تم تلقين ناصر بعض المعلومات المدرسية عن الأمن والأمل، وتاريخ الفراعنة، ولكنه ظهر وكأنه طالب فاشل في مرحلة الثانوية العامة.

تحدث ناصر عن تاريخ الحيثيين في مصر الفرعونية، واجتهد – من غير جدوى – في أن يستخلص عِبرة مناسبة من هذا التاريخ، إلا أن تلقينه السريع لم ينفع في تجويده للكلام وفي تجنب الأخطاء اللغوية، ولا في إقناع الجمهور بأن هذا المراهق يستطيع أن يكون “قدوة” للشباب. كما تحدث عن الأمن، والتهديد من داخل البلدان، و”الخطر” الذي تمثله التكنولوجيا الحديثة والهواتف الذكية. هذا الأحمق الذي يأكل ويشرب ويتمرن وينام ويقضي حاجته وهو يرتدي أحدث أدوات التكنولوجيا؛ يريد أن يحذر الشباب عن مخاطر التكنولوجيا!

كان أوقح ما صدر عن هذا الوقح هو حديثه عن الأمل. في الوقت نفسه الذي تحدث فيه ناصر عن الأمل والوطن و”صنع المستحيل”، كان مرتزقته يهاجمون منازل المواطنين، ويختطفون الشبان، وينشرون الترويع بين الأهالي. يتحدث المجرم عن الأمل، ولكنه يعرف جيدا أن الأمل الأكبر الذي يتعلق به المواطنون في هذه البلاد هو اليقين بثبات السنة التاريخية بزوال الطغاة، خاصة من صنف التافهين الحمقى، من أمثاله.

لا أحد في هذه البلاد ينتظر من “أمير” فارغ، لا وقت له إلا اللهو والاستمتاع بالملاعق الذهبية التي ورثها وهو يرقد على سريره.. لا أحد ينتظر من “أمير” فاشل، لا يجيد إلا الهراء ونفْخ بالونه بالأكاذيب والإدعاءات والفشخرة.. لا أحد ينتظر من “أمير” جلاّد، يجبر الناس على حبه ولقائه، ولا يطيق أحد سماع هراءاته إلا غصبا وكرها.. لا أحد ينتظر من هذا التافه أن يتحدث لهم عن التاريخ، ولا أن يهددهم بالقمع. أما الأمل، فقد أخذه الناس هنا من ذلك الرجل الطاعن في السن المحروم من العلاج داخل سجنه، حينما قال لهم “عيشوا الأمل”، واختصر لهم الطريق إلى هذا العيش الكريم، وهم مازالوا عليه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى