منوعة

الصهيونية المقنعة في البحرين

البحرين اليوم – متابعات ..

أصبح اللعب على المكشوف وأقفل باب التحليلات والتكهنات حول انغماس حكام البحرين في الصهيونية، وتحولهم إلى ذيول ومرتزقة تحتمي وترتمي في أحضان “إسرائيل” طمعا في الحماية، وإمعانا في العمالة.

سقط القناع ولم تبقى قطرة ماء في وجوه آل خليفة وهم يمارسون العهر والفحش بأقذر صوره، وقد مات الحياء وبدأوا يتبجحون بإظهار الرذيلة و”الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون”.

ورغم المباركة الأمريكية والغربية على هذه السياسة الرخيصة، إلا أن آل خليفة ما يزالون يواجهون عقبة الجماهير الرافضة لمشاريع التطبيع، والذين يقفون حائلا لمنعهم من صهينة البحرين، ومسخ الثقافة والمبادىء الأصيلة فيها.

أدرك آل خليفة بأن هذه العقبة لا يمكن أن تنزاح قيد أنملة بالقمع والتهديد، بل أن أدوات القمع تزيدها رسوخا وقوة وصلابة، ولهذا يلجأ النظام إلى الأدوات الناعمة أو الغير مباشرة لتمرير خطط العمالة للصهاينة، أو جعل التعامل معهم مستساغ من قبل المواطنين!
أولى هذه الأدوات بثهم لفكرة أو ثقافة فصل قضية التطبيع عن الأزمة السياسية الداخلية، بحيث أنك تجد هناك من يرفض التطبيع ويعارضه، لكنه في نفس الوقت يتطلع إلى بناء الجسور وفتح أفاق للحوار والتفاهم من النظام الذي دخل عميقا في مشاريع التطبيع وتحول إلى آلة ضاربة ومعول مساعد لتصفية القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى. بات نظام آل خليفة يصنف فصائل المقاومة الفلسطينية على أنها منظمات إرهابية، وهو يستضيف ويستعين بالموساد ويتحالف معه، وهو جهاز مُصنِعٌ للإرهاب وجرائم الحرب والإبادة!

هذه الثقافة تحمل في طياتها مشكلة مركبة، فمن جانب يقوم أصحاب الخطاب الإنهزامي بالدفاع عن كذبة فرص الإصلاح والتغيير، ويزينون في خطابهم اغتنام فرصة المشاركة في البرلمان العام القادم، وإبداء حسن النية تجاه النظام وعدم تفويت فرص الاستفادة من المناخ المشجع على طي صفحة الماضي. وهذا الخطاب بجهل أو بعلم يعطي رسالة خطيرة فحواها بأن النظام إذا أقدم على إجراء بعض التحسينات على مستوى القضية السياسية والحقوقية، فسوف يسد باب مناهضة التطبيع والصهيونية في البحرين.أصحاب هذه الثقافة لا يقصدون توصيل هذه الرسالة، لكنهم عمليا يقومون بتقديمها من خلال فصلهم لقضية التطبيع عن القضية السياسية الداخلية.
ما يجب أن يكون واضحا في هذا الشأن هو أن نظام آل خليفة لم يُقدم على مسألة التطبع والإحتماء بالصهاينة لأسباب خارجية بحتة، وإنما دوافعه الرئيسية هي بسبب وضعه الداخلي المضطرب. وذهاب النظام في إبرام اتفاقيات على كافة الجوانب مثل التربية والتعليم، والصحة، والإنشاء، والأمن وغيرها من اتفاقيات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه يقوم بإدخال الصهاينة في حياة المواطنين اليومية والتفصيلية، ويقدم لنظام آل خليفة استشارات وخبرات للتعامل مع المواطنين في مختلف المجالات، وبطبيعة الحال على رأس تلك الأمور الشأن السياسي المرتبط بالتعامل مع المعارضين وتعقبهم وإضعاف مواطن الصمود عندهم.

لقد تعامل نظام آل خليفة بوضوح فاقع في هذه القضية وخرجت تصريحات رسمية كثيرة تتحدث عن التحالف الاستراتيجي بين كيان آل خليفة والصهاينة ومصيرهما المشترك وأهدافهما الموحدة، ورغبتهما في تعميق العلاقات على كافة الأصعدة
من هنا لا بد أن يكون واضحا بأن مشروع الصهينة أكثر خطورة على أمن واستقرار البلد والمواطنين من الأزمة السياسية الداخلية في مفهومها الضيق. وأن الفصل بين القضيتين يعكس تفكيرا سطحيا وخطيرا على المدى المنظور. وأن تجاوب أو تفاؤل البعض بالتقارب مع النظام الخليفي في ظل تعمق تطبيعهم مع الصهاينة هو فخ ومكيدة ليس من السهل الخروج منها.

أخيرا فإن النظام الخليفي بات اليوم في أكثر مراحله وحياته ضعفا ووهنا، بحيث ذهب يبحث عن شرعيته المفقودة في الداخل من كيان فاقد للشرعية وعاجز بقبته الحديدية من تحصين نظامه المحتل، والقضاء على المقاومة. وإنه أمر يحذو بالعارفين أن يحثوا الشعب على مواصلة المقاومة المدنية لتطهير البلد من دنس الصهاينة، واستبداد مرتزقتهم من آل خليفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى