المنامة

ولي عهد البحرين الذي لوث سواحل البلاد يشارك في قمة غلاسكو للمناخ!

رأي البحرين اليوم – خاص ..

افتتح مؤتمر المناخ العالمي في غلاسكو باسكتلندا بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة. يركز المجتمعون على مواجهة تحدي التغير المناخي الذي بات يشكل خطرا جديا على مصير هذا الكوكب.

التغيرات المناخية أصبحت حقيقة واضحة للعيان, من أبرز آثارها الفيضانات وحرائق الغابات و الجفاف وانحسار القطب الشمالي وغيرها من المتغيرات التي لم تشهدها الكرة الأرضية من قبل بمثل هذا الحجم.

يتفق مختصون على أن الانبعاثات الكربونية والغازات المسببة للاحتباس الحراري أو المؤثرة على طبقة الأوزون, مصدرها المصانع والوقود الإحفوري من نفط ومشتقاته وفحم وغيره.

وتعد التغيرات التي تجري في المصادر الطبيعية بهدف تحقيق منافع تجارية وكذلك الحروب أحد أبرز عوامل التلوث التي تسبب تغييرات مناخية تترك آثارا مدمرة على الطبيعة وعلى الكائنات الحية.

ولعل من أبرز المفارقات أن قادة كثير من الدول المسؤولة عن هذه الكوارث المناخية يشاركون في هذه القمة كالولايات المتحدة والصين فضلا عن ممثلي الدول الأشد تضررا بتلك المتغيرات كالدول الأفريقية والبلدان التي شهدت حروبا خلفت آثارا بيئية وصحية طويلة الأمد .

وهنا لابد من الإشارة لمشاركة ولي عهد البحرين سلمان الخليفة في هذا المؤتمر رغم مسؤوليته وعائلته الحاكمة المباشرة عن التلوث في البحرين وفي المنطقة وخاصة في اليمن.

فسلمان الذي يعرفه البحرانيون ب” سلمان بحر” اشتهر في البحرين بطمره لسواحل البحار وتحويلها إلى منتجعات سياحية وعمارات سكنية درت عليه أرباحا بمليارات الدولارات.

وقد لخصت جمعية الصيادين البحرانيين مخاطر هذا الردم بأنها تؤدي إلى “عدم انتظام خط الساحل، وتخريب الساحل والبناء البيئي فيه، وانقراض الكائنات الحية الدقيقة النباتية والحيوانية , وتعكير المياه وبالتالي التقليل من نسبة الضوء والأوكسجين ما يؤثر سلبا على الكائنات الحية وخصوصاً النباتية، والقضاء على بيئة الشعاب المرجانية وبيئات أشجار القرم، كما هو حاصل في خليج توبلي.

ومن ضمن الأسباب أيضاً، أن للدفان تأثيرات تؤدي إلى ردم وقتل الحيوانات القاعية، و تبقى الكميات المصطادة من الأسماك رهن خطر التلوث نتيجة تغذيها على نباتات المنطقة التي تتم فيها عمليات الردم والإغراق. ولذا فيمكن تلخيص آثار طمر البحار بأنها تؤدي إلى الإخلال بموازين الطبيعة وبما يساهم في التغيرات المناخية.

وفضلا عن مشروع دفان البحار الذي دشنه سلمان في البحرين فإن العائلة الحاكمة في البحرين كانت ولاتزال من أبرز الداعمين للحرب العدوانية التي تشنها السعودية على اليمن منذ أكثر من ست سنوات. فقد شاركت البحرين فيها بشكل مباشر عبر إرسال قوات عسكرية وبشكل غير مباشر عبر دعم هذه الحرب وقمع كافة الأصوات المنددة بها.

لقد تسببت الحرب في أعظم تلويث للبيئة في اليمن عبر تاريخها نظرا لحجم المواد المتفجرة التي ألقتها طائرات التحالف على البلاد, إذ تشير تقارير إلى استخدامها اليورانيوم المنضب الذي يترك آثارا على البيئة وعلى حياة اليمنيين تمتد لعقود طويلة. وأما الدمار والقتل والأمراض التي أصابت البلاد والتي وضعتها على حافة أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث بحسب هيئة الأمم المتحدة, فإنها أسوأ بمراتب من الآثار التي تتركها التغيرات المناخية على اليمن.

ولذا فإن مشاركة ولي العهد سلمان في قمة المناخ وغيره من ممثلي الدول التي تشن الحروب كالسعودية أو المصدرة للأسلحة, لا يعكس سوى نفاق المجتمع الدولي, فمن يريد محاربة التغيرات المناخية عليه أن يمنع ملوثي البيئة مثل سلمان آل خليفة أو مثيري الحروب كالسعودية من حضور مثل هذه المؤتمرات, فإن حضورهم فيها يعكس عدم جدية المجتمع الدولي في وضع حد للتغيرات المناخية. فمن يضع هدفه ألا ترتفع حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية, عليها أن يخفض من سخونة الحروب التي تترك نارها مشتعلة لسنوات كما هي عليه الحرب السعودية على اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى