حسين كاظممقالات

السلطة في البحرين قلقة من الإصلاح..لماذا؟

البحرين اليوم – (خاص)

حسين كاظم

كاتب ومدون من البحرين

 

 

حينما أصاب الشيخ عيسى قاسم منعطف صحي وصف بالخطير، تصدر المشهد الطبيب ورجل الأعمال فيصل الزيرة، وقام بدور “المصرّح” عن حال قاسم، لكن اللافت أنه صرح عن رسالة من الملك حمد إلى الشيخ عيسى قاسم، في ذلك الوقت، لم تشر الصحف التابعة للسلطة ولا التلفزيون الرسمي عن أي تصريح أو رسائل إيجابية من قبل حمد بن عيسى في هذا الإطار.

وحينما أطلق السيد عبدالله الغريفي قبل أسبوعين دعوته للمصالحة عبر بنود عامة-وصفها البعض بالمبادرة-دار كلام بعد ذلك عن لقاء (أو اتصال) دار بين الغريفي ورئيس الوزراء خليفة بن سلمان، لكن لم تصرح أي جهة رسمية عن أي أمر في هذا الصدد.

تخلل ذلك مناوشات من موالين : محمد خالد يهين عقائد الشيعة، ومستشار الإعلام سوسن الشاعر تصف الناس بعديمي الهوية، وسبق ذلك زيارة وفد شبه حكومي للقدس عبر البوابة الإسرائيلية، وبين كل تلك المناوشات وبين الأخبار التي تُصبغ بالإيجابية دون تأكيد/توقيع رسمي، ترتفع وتيرة الجدالات الشعبية وتنزل في شؤون متعددة منها تلك التطاولات والتجاوزات من قبل الموالين.

في هذا الخضم ترتفع أيضا أصوات المنادية بـ “ضرورة” الإصلاح، وخفض صوت المعارضة في الخارج، والجلوس إلى طاولة حوار، وكل ذلك لا يلتقى آذانا سامعة فضلا عن صاغية من قبل السلطة.

كل ذلك في  مجموعه له إشارة سياسية واضحة ومفهومة، مفادها أن البرج الذي يجلس عليه النظام الحاكم لا يعبأ بدعوات الإصلاح بهذه الطريقة.

وهذا يعزي إلى أن السلطة قلقة من الإصلاح، قلقة من إقليم لا يرحم، وقلقة من استحقاق داخلي لا تريد أن تقدمه، ويمكن أن تكون السياسة الاقتصادية (التي في مضمونها سياسة أمنية) دلالة على ذلك القول، فالاقتصاد حينما يُسخر لأفراد من عائلة آل خليفة (أمن ورياضة وترفيه وعلاقات عامة) بينما يُطحن المواطن العادي بين تروس الضرائب ومفرمة الغلاء، يتضح جلياً أن القائم على تلك السياسة لا يريد تهيئة مقدمات الإصلاح فضلا عن الإصلاح نفسه.

هنا تأتي المناقشة حول منطقية الدعوات المتكررة للإصلاح في ظل أذن طرشاء من جهة ويدٍ باطشة من جهة أخرى، مع فقدان مشروع مصالحة عميق يتجاوز استجداء تخفيف الوضع الأمني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى