الخليج

“داعش” يستخدم انتحاري “ثلاثيني” للمرة الأولى.. وحديث أنه هُرب من سوريا إلى نجران

سعد الحارثي

الرياض- البحرين اليوم

كان لافتاً أن يستخدم تنظيم “داعش” شخصاً في 34 من عمره لينفذ العملية الانتحارية التي استهدفت أمس مسجداً يرتاده ابناء الطائفة الإسماعلية في مدينة نجران جنوب السعودية، وأدت إلى استشهاد اثنين من المصلين.

وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت أن الانتحاري هو سعيد الحارثي من مواليد 1982.

وجرت العادة أن “انتحاريي” داعش الذين استخدمهم في عملياته في سوريا والعراق والسعودية وغيرها، تتراوح أعمارهم بين 18 و23 سنة.

حتى تنظيم القاعدة كان جميع الانتحاريين الذين استخدمهم في عملياته داخل السعودية لا تزيد أعمارهم عن 23 في أغلب الحالات، ولم يحدث مطلقاً أنها استخدمت شخصاً في منتصف الثلاثينات لتنفيذ عملية انتحارية.

الأمر الآخر بشأن الانتحاري الذي يثير الكثير من علامات الاستفهام، هو تضارب الأنباء حوله التي سربتها مصادر أمنية سعودية، فبعضها قال إنه عاد إلى البلاد مؤخراً بطريقة غير شرعية بعدما قاتل في سوريا لمدة أربع سنوات في صفوف تنظيمات متطرفة كان آخرها داعش، فيما قالت مصادر أخرى أنه قبض عليه قبل ثلاث سنوات خلال محاولته السفر إلى سوريا عبر لبنان، وأطلق سراحه بعد مدة.

كما أن “داعش” نفسه قدم معلومات متضاربة حول الانتحاري، فهو أعلن قبل سبعة أشهر “استشهاد أبو إسحاق الحجازي (كنية الانتحاري) في سورية”، لكن التنظيم المتطرف عاد وأعلن “استشهاده” ثانية أمس لكن في نجران هذه المرة “بعد أن فجر نفسه في معبد للمشركين الإسماعيليين”.

ويبدو أن كبر سن الحارثي جعله متردداً ومرتبكاً قبل تنفيذ العملية ما أدى إلى فشلها في تحقيق أكبر عدد من الخسائر، كما قال شهود عيان.

ومن الواضح أن الشاب الثلاثيني كان يمر في أزمة “عاطفية” دفعته إلى ارتكاب جريمة كبرى في نظر التنظيم قبل أن يفجر نفسه، فهو لم يلتزم بالإجراءات الصرامة التي تحرم على  أعضائه داخل السعودية وخصوصاً ممن هم على “قائمة الانتحاريين” من التواصل مع عائلاتهم أو ترك وصايا لهم، فالحارثي في خطوة لم يسبقها إليها انتحاري، ترك خلفه رسالة في سيارته التي ركنها بالقرب من المسجد وجهها إلى والديه يشرح لهما “أسباب إقدامه على تفجير نفسه”، وفقاً لما ذكرته وزارة الداخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى