المنامة

تحذيرات من تفاقم الإصابة بأمراض السرطان داخل سجون البحرين بسبب سوء الأوضاع والإهمال الطبي المتعمد

أمراض مزمنة جسدية ونفسية تنتشر في السجون: قتل بطيء مبرمج

 

المنامة – البحرين اليوم

حذرت مصادر في البحرين من اتساع خطر إصابة المعتقلين في السجون الخليفية بالأمراض الخطيرة بسبب سوء الأوضاع داخل السجون، بما في ذلك الحرمان من الرعاية الصحية وعدم توفير الطعام والشراب المناسبين.

وأشارت مصادر حقوقية وأخرى من داخل السجون بأنّ هناك العديد من حالات المرضى داخل السجون؛ تعاني من التدهور في أوضاعها الصحية، وبعضها وصل إلى “مراحل شديدة من الخطورة”.

وأوضح مصدر متابع داخل السجن بأن هذه الأمراض المزمنة تتراوح بين الأمراض الجسمية والأمراض النفسية، وأغلبها ظهرت بسبب التعذيب والحبس الإنفرادي والحرمان من الطعام وسوء الوضع الصحي داخل مباني السجون، فضلا عن إهمال العلاج.

وذكر مصدر حقوقي – فضل عدم الكشف عن اسمه – بأن الحالات المعروفة بالإصابة بالسرطان مثلا – والتي أخذت ظهورها في التقارير الحقوقية والأعلامية العلنية – “تمثل نسبة بسيطة من أعداد الحالات المشابهة، والتي يعاني فيها أصحابها من أمراض مزمنة، وخطيرة”، وحذر المصدر من وقوع حالات وفاة بين أصحاب هذه الحالات سواء داخل السجن خلال فترة اعتقالها، أو بعد إخلاء سبيلها.

وأكد المصدر بأن السلطات الرسمية تتحمل مسؤولية مباشرة عن هذا الوضع “المأساوي”، وشدد على وجود “خلفية انتقامية ظاهرة في هذا الأمر”، ووصف ما يجري بأنه “تطبيق فعلي ومبرمج للقتل البطيء”.

وقد استُشهد خلال العام 2017 اثنان على الأقل بسبب مضاعفات مرض السرطان الذي أُصيبا به خلال تعرضهما للتعذيب وسوء المعاملة داخل السجن، وهما الشهيدان حسين محمد حبيب ومنصور الشيخ إبراهيم المبارك من بلدة عالي.

وقبل أسبوعين، أٌخلي سبيل الناشط علي قمبر بسبب تدهور وضعه الصحي نتيجة الإصابة بمرض السرطان، وقد بدا بعد إطلاق سراحه مرهقاً وعليه آثار المرض التي أثارت “الصدمة” لدى أقاربه وأهل بلدته نويدرات، حيث ظهر أثر المرض على وجهه وعينه، كما بدا جسمه ضعيف المناعة، وطُلب عدم تقبيله والإثقال عليه خلال الزيارات.

في هذا السياق أيضا، فقد تأكد إصابة المعتقل سيدكاظم سيدعباس بورم سرطاني خبيث، بحسب نتائج العينات الأخيرة. وعبرت عائلته عن الخشية من إهمال علاجه والإبقاء عليه داخل السجن بما فيه من ظروف سيئة، مشيرين إلى حالة المعتقل المريض بالسرطان (سرطان القولون) إلياس الملا، الذي بات “نموذجا لطبيعة التعامل الرسمي مع المعتقلين المرضى بأمراض خطيرة”، كما يقول أحد النشطاء الحقوقيين، حيث عانى من إهمال متعمّد في العلاج، حتى تدهور وضعه الصحي، وخصوصا مع إصرار السلطات على احتجازه في ظروف غير صحية، فضلا عن إخفاء المعلومات عن أهله بشأن وضعه الصحي.

وقد اضطرت عائلة الملا للجوء إلى “شرطة النجدة” كما قالت الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ، وذلك بعد أن “أُغلقت كل الأبواب، ولم تعد الشكاوى ذات جدوى بسبب حرمانه من الأدوية وسوء الأوضاع في السجن (مع تعطل المياه والتكييف)، ودون تمكينه من وجبته المخصصة من الطبيب المشرف على علاجه، والألم (الذي يعانيه) ويحرمه من النوم والراحة”.

ودعت الصائغ إلى توجيه الاهتمام الجاد بحالات السرطان داخل السجون، وأن يتم العمل على تدارك هذه الحالات في بدايتها. وحمّلت الجهات الرسمية مسؤولية “الإهمال والمماطلة” من خلال عدم المسارعة في توفير الكشف الطبي، فضلا عن تعريض المعتقلين لسوء الظروف المعيشية والصحية داخل السجن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى