المنامةاوروبا

٢٣ مارس.. ذكرى عودة الدكتور سعيد الشهابي إلى البحرين بعد غربة دامت أكثر من ٢٠ سنة

 

البحرين اليوم – (خاص)

تحلّ هذا اليوم، ٢٣ مارس، ذكرى عودة القيادي البارز في المعارضة البحرانية، الدكتور سعيد الشهابي، إلى بلده البحرين، وذلك في مثل هذا اليوم من العام ٢٠١١م، بعد غربة عن البلاد دامت وقتها ٢٢ عاماً.

وكان الحاكم الخليفي حمد عيسى اضطر في العام ٢٠٠١ إلى الرضوخ للمطالب الشعبية التي رفعتها انتفاضة التسعينات، المعروفة بـ”انتفاضة الكرامة”، وبينها العودة الكاملة وغير المشروطة للمنفيين والممنوعين من العودة إلى البحرين.

وقد استُقبل الشهابي – الذي يقود حركة أحرار البحرين في لندن حتى اليوم – استقبالا حاشدا من المواطنين، ونُظّم حفل خاص للاستقبال في ذلك اليوم بجامع الإمام الصادق ببلدة الدراز، مسقط رأس الشهابي، وبحضور شخصيات شعبية وفعاليات سياسية من مختلف التوجهات، إضافة إلى آية الله الشيخ عيسى قاسم.

وألقى الشهابي في ذلك اليوم كلمة في الجامع أكد فيها بأن انتصار انتفاضة التسعينات جاء بفضل عوامل مختلفة، وبينها “دماء الشهداء والتضحيات الجسيمة لأبناء البحرين”، كما أشاد في الكلمة بالوحدة الوطنية التي حرص عليها البحرانيون خلال الانتفاضة وما قبلها، واعتبر الشهابي ذلك عاملا آخر في نجاح الانتفاضة.

وفي حين أكد الشهابي في تصريحات صحافية على أن عودته للبلاد تأتي للمشاركة في الأجواء السياسية الجديدة بعد الإعلان عن ما يُسمى بميثاق العمل الوطني؛ إلا أن حمد عيسى سرعان ما انقلب على وعوده، وذلك في العام ٢٠٠٢م، حيث أصدر دستورا إنفراديا، خلافا للاتفاق مع المعارضة التي قضى بالمحافظة على دستور البلاد التعاقدي (دستور ٧٣). وتلى هذا الإنقلاب سلسلة من التراجعات التي لم تتوقف عندها قوى المعارضة، وارتأت المضي فيما وصفته بـ”المشروع الإصلاحي”.

وكان الشهابي من أوائل الشخصيات المعارضة التي حذّرت من المشاريع “الخفية” التي يعمل عليها النظام، وعمل على تأسيس وعي من أجل التصدي لهذه المشاريع والممانعة ضدها، وعلى رأسها مشروع تدمير التركيبة السكانية والإخلال بديموغرافيا البلاد. كما نشر عدة مطبوعات حذّر فيها من الانجرار المتواصل في المشروع الخليفي، ودعا للتحرُّر منه، ابتداءا من مقاطعة الانتخابات، وعدم القبول بقوانين الاستبداد، بما فيها قانون الجمعيات السياسية، حيث شدد على خطورة تسجيل الجمعيات تحت مظلة هذا القانون.

وبسبب توجّه جمعية الوفاق – التي كان الشهابي أبرز مؤسسيها – في القبول بـ”الأمر الواقع”، وتسجيلها في قانون الجمعيات، ودخولها الانتخابات البرلمانية؛ فقد أعلن الشهابي في سبتمبر ٢٠٠٥ مع قيادات أخرى – الأستاذ عبد الوهاب حسين، الأستاذ حسن مشيمع، الدكتور عبد الجليل السنكيس – الاستقالة من الجمعية. وجرى إعلان الاستقالة في جامع الإمام الصادق ببلدة القفول.

ويقول مراقبون بأن جزءا كبيرا من التحذيرات التي أطلقها الشهابي “تحقّقت تدريجياً على أرض الواقع” عبر السنوات المتتالية، وخاصة بعد اندلاع ثورة ١٤ فبراير في العام ٢٠١١م، والتي كان الشهابي أحد قادتها أيضا.

ويمثل الشهابي أحد أعمدة التيار الممانع اليوم، وهو يملك ثقلا واسعاً في الأوساط العربية والإسلامية منذ أكثر من ٣ عقود، ويحظى باحترام واسع في هذه الأوساط، حيث يُنظر إليه باعتباره من الجيل المخضرم في قيادات الصحوة الإسلامية المعاصرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى