العالمما وراء الخبر

ناصر الخليفة.. نجل حاكم البحرين: فضائح رياضية ونهب 250 مليون دولار من الموازنة

البحرين اليوم – (خاص)

متابعات

ما ورء الخبر

أعادت الفضيحة التي فجّرها البوليس الأوروبي أواخر الشهر الماضي, تسليط الضوء مرة أخرى على الفشل الرياضي الملازم لنجل حاكم البحرين حمد الخليفة أو نصور المعجزة كما يحلو للبحرانيين وصفه, وكذلك على حجم الفساد المالي ونهب موازنة البحرين على أيدي أبناء حاكم البحرين خاصة و العائلة الخليفية عامة.

فقد اقتحمت الشرطة ة الدنماركية الخميس 30 يونيو الفندق الذي ينزل فيه أعضاء فريق” البحرين فيكتوريوس” للدراجات الهوائية الذي يملكه نجل حاكم البحرين ناصر الخليفة” نصور المعجز’” بناء على طلب السلطات الفرنسية. كان الهدف هو البحث عن منشطات ومواد محظورة يستعملها أعضاء الفريق لتحقيق انتصارات في السباقات العالمية للدراجات الهوائية. لم تقتصر المداهمات على مقر الفريق في الدنمارك بل شملت سبع دول أوروبية.

أصدر عقبها اليوروبول بيانا أكد فيه على عثور الشرطة على مئات الحبوب ومواد محظورة أخرى صادرتها القوات المقتحمة. جرت المداهمات بناءا على طلب من الادعاء العام الفرنسي وقبيل انطلاق سباق فرنسا الدولي للدراجات الهوائية, الذي لم يحقق فيه الفريق أي نصر سابقا بالرغم من أن فريق بحرين فكتوريوس ممول من قبل سلطات البحرين وتقدر موازنته السنوية ب 20 مليون دولار. هذه الموازنة تعد جزءا يسيرا من موازنة مهولة موضوعة تحت تصرف ناصر الخليفة الذي يرأس مؤسسات عدة في الدولة تقدر موازنتها السنوية مجتمعة ب 250 مليون دولار.

فنصور المعجزة وبسبب مواهبه المتعددة وقدراته الخارقة في الفشل عينه والده حمد رئيسا لاتحاد الفروسية منذ العام 2003. يحظى الاتحاد برعاية خاصة من ناصر وأبيه لأن فريقه يشارك سنويا في سباقات ويندسور الملكية للفروسية والتي تجرى كل عام في المملكة المتحدة ويحرص حمد ونجلها على حضورها والمشاركة فيها رغم الفشل الذريع الذي لازم الفريق طوال سنوات مشاركته. إلا أن البحرين باعتبارها راعية للسباقات فإنها تنفق ملايين الدولارات على السباق, فضلا عن الإنفاق السنوي على الخيول ورعايتها وفرسانها وغير ذلك.

يرأس ناصر الخليفة كذلك مجلس أمناء المؤسسة الخيرية واللجنة الأولمبية والمجلس الأعلى للرياضة والشباب وهو قائد الحرس الملكي وأمين عام مجلس الدفاع الأعلى ومستشار في الأمن الوطني وعضو في مجلس التنمية الاقتصادية. وكما أسلفنا فإن موازنة هذه المؤسسات لا تقل عن 250 مليون دولار سنويا تخصص من موازنة البحرين التي تعاني عجزا منذ سنوات فضلا عن الديون التي أغرق الخليفيون البلاد فيها والتي تجاوزت 30 مليار دولار.

يحظى ناصر الخليفة بهذه الموازنة رغم أن المؤسسات الرياضة التي يرأسها فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق أي إنجاز رياضي, بل إنجازات وهمية كانت مبعثا للسخرية ومنها سباقات آيرون التي حل فيها ناصر بالمركز الأخير لكن الإعلام الخليفي الطبال كذب وأعلن فوزه حتى ظهرت الفضيحة.

تأتي هذه التخصيصات في وقت تعاني فيه البحرين من ازمة اقتصادية يدفع ثمنها المواطن البحراني عبر زيادة الضرائب وارتفاع مستويات البطالة والديون, دون تخفيض موازنة ناصر التي تذهب هدرا على ملذاته وهواياته وفشله مع غياب المساءلة والمحاسبة والشفافية.

فما يسمى بمجلس النواب في البحرين الذي يفترض به أن يمارس دورا رقابيا ليست لديه صلاحية مناقشة أوجه صرف الموازنة ولا حتى الاطلاع على موازنة العائلة الخليفية التي تظل سرية ولا يعرف حجمها. ومع الارتفاع الأخير في أسعار النفط فقد ازداد دخل البحرين من النفط مليارات الدولارات خلال الشهور الماضية ولكن لم ينعكس ذلك على الوضع المعاشي للمواطنين.

فمجلس النواب الشكلي الذي يتقاتل بعض السذج وأصحاب المصالح من أجل دخوله, هو مجلس صوري لا يهش ولا ينش وكل ما تريد منه العائلة الخليفية هو إضفاء شرعية شكلية على حكمها الفاقد للشرعية وخلق طبقة لا يهمها سوى الامتيازات والتطبيل للحكم الخليفي وبلا قدرة على سن قوانين تخدم الشعب وبلا سلطة لمحاسبة الفاسدين أو مسائلة المسؤولين عن أوجه صرف الموازنة.

تعكس حالة ناصر الخليفة مفردة واحدة من مفردات العائلة الخليفية وفشلها, فهناك أخيه غير الشقيق ولي العهد سلمان الذي تبلغ موازنة المؤسسات التي يرأسها أضعاف موازنة ناصر, فهو يرأس مجلس التنمية الاقتصادية ورئاسة الحكومة , وأما رياضيا فسباقات الفورمولا ون و شركة مكلارين التي ضخ فيها مالا يقل عن 500 مليون دولار لإنقاذها من الانهيار. وأما والده حمد الذي تقدر ثروته ب 50 مليار دولار فهي مثال صارخ على النهب المنظم للبحرين.

وبالعودة إلى ناصر فإن فضيحة فريقه للدراجات لم تكشف عن فشله وفساده فحسب, بل أعادت تسليط الأضواء أيضا على نشاطات رياضية أخرى ومنها شراؤه فريق قرطبة الإسباني لكرة القدم الذي لا يستبعد مراقبون وصحفيون استقصائيون أوروبيين بدؤوا تحقيقات بشأنه, أن يكون هو الآخر( فريق قرطبة ) موضوع صفقة مالية فاسدة تورط فيها ناصر ومسؤولين إسبان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى