علي الجلاويكتاب يهود البحرينمقالات

العوائل اليهودية المعاصرة وتفاعلها في المجتمع

علي الجلاوي - كاتب بحراني
علي الجلاوي – كاتب بحراني

العوائل اليهودية التي بقيت في البحرين:-

العوائل التي بقيت في البحرين من الجالية اليهودية قليلة، بسبب بعض الأحداث التي مررنا عليها من هجرة وانتقال، إلا أن بعضها الذي بقي في البحرين، ضل يمارس أعماله ونشاطه التجاري، كما يذكر ذلك بلجريف: بقي عدد صغير منهم يزاولون أعمالهم السابقة، ومع ذلك عاد أحد المهاجرين اليهود من إسرائيل، وفضل أن يدخل السجن سنة واحدة، مقابل أن يبقى في البحرين!، وبعض العوائل استقرت في دول أوروبية، ولكن مازالت تجيء كل حين إلى البحرين، لزيارة أقارب لهم أو أصدقاء، أو لمتابعة شؤون تجارتهم.

بعض العوائل تكاد لا تجد لها أثراً، وبعضها لها اتصال بطبقة معينة من المجتمع، ولكنك تجد أكثرهم في متاجرهم وبعض الأسواق التي يرتادونها، ولا يمكنك التفريق بينهم وبين المحليين لسمة ما، وقد وجدت أن كبار السن منهم يجيدون اللغة العربية أكثر من الجيل الثاني، وأكثر أبناء هذه العوائل لا يدرسون حالياً في المدارس العامة، ولكن مع الجيل الثاني بدأ الاحتكاك والاختلاط في المحافل والمؤسسات الرسمية والأهلية، فنجد بعضهم دخل في مؤسسة لحقوق الإنسان والبعض الآخر في مؤسسات تختص بعضوية نيابية، وآخرون لهم نشاطاتهم التي لها اتصال بالمجتمع المسلم في البحرين، لم أجد فيهم الآن من يلبس الثوب أو “الصاية”، التي أتت معهم من الثقافة العراقية، ويمكن القول أنه تمت التبيأة للثقافة والتقاليد بصورة ما. فيما يلي سيأتي ذكر لبعض عوائل الجالية اليهودية في البحرين.

عائلة نونو عائلة قدمت إلى البحرين مع بداية القرن التاسع عشر، وسكنت المنامة، ومنها داود نونو وزوجته ابنة عائلة يهوذا، ويعد داود الآن عميد الجالية اليهودية في البحرين، من مواليد 1927م، أبيض طويل يضع نظارات، ذا شعر أبيض أنزع قليلاً من الأمام، قليل الحديث لكنه بشوش، التقيته مرة في المنامة وسألته عن الجالية اليهودية في البحرين إلا أنه لم يجبني في شيء، وحتى قناة الـ بي بي سي قامت بإجراء مقابلة معه، وقد ذكر أنه بعد إلحاح كبير، ولمدة ثلاثة أيام قبل المشاركة في الحديث عن الجالية اليهودية في البحرين، وقد قال لي حين وجهت له بعض الأسئلة “أذهب لنادر في المتجر”، ثم أغلق باب الاستفسار.

Screen Shot 2015-01-03 at 10.07.02 am
من اليسار السيد إبراهيم اسحق نونو وفي أقصى اليسار الأستاذ داود نونو وجنبه الأخ الأصغر عزرا وفي حضن والدته الأستاذ مير. وقد أخذت هذه الصورة في الأربعينيات.

ولديه من الأبناء ثلاثة، هم إبراهيم داود العضو السابق لمجلس الشورى في البحرين، وله من الأبناء اثنان “ألكس” و “جويل”، وأما أخوه فاسمه يوسف، ولدود أخوين واحد توفي في السعودية في حادث سيارة كان قادماً من الكويت، اسمه عزرا، كان مديراً لشركة سينما في البحرين وشريكاً فيها، وقد كان إبراهيم نونو والد داود عضواً في مجلس المعارف ومجلس البلدية، وهي التي كانت تضع أمور الجمارك في البحرين، أما أخوه الثاني فهو مير نونو.

وعائلة كوهين ومنها يعقوب كوهين، وهم من أصول عراقية، بعد الثورة في العراق توجهت عائلته إلى الهند ومن ثم إلى البحرين، يملك محلاً للأقمشة، وتعد عائلة كوهين من العوائل القديمة أيضاً في البحرين، ويذكر المعاصرون الذين التقيتهم أن كوهين كان يقوم بأعمال رجل الدين لعدم وجود رجل دين في البحرين، وقد أقام بعض الطقوس الدينية، ولسبب معرفته القليلة بالعبرية كان يقرأ بعض الأذكار للجالية.

وعائلة يادكار ويعرف منها اسحق يادكار، عرفوا بامتهانهم بيع الأقمشة، وكان لهم متجر بالمنامة، هذه العائلة من العوائل التي تنحدر من أصول إيرانية، و أحد أبنائها كان يملك متجراً آخراً في سوق “المقاصيص”، وهو سوق عام في المنامة، وهذا المتجر كان لبيع الأسطوانات، كان يأخذ المغنين إلى الهند لتسجيل الأسطوانات لهم، ويوجد أحد من هذه العائلة مدفون بمقبرة المنامة الخاصة بأبناء الجالية اليهودية واسمه الياهو صالح يادكار، ولد في سنة 1933م وتوفي في 14/6/2001م، وتجدر الإشارة أن لقب يادكار يخص عائلتان في البحرين، واحدة تدين باليهودية وواحدة تدين بالإسلام، والبعض يرجع هذه العائلة إلى القبائل التي هاجرت من السواحل المحاذية لإيران أو ما يطلق عليه بر فارس.

وعائلة سويري يعرف منها اسحق سويري والد سلمان الذي شغل منصب مساعد لمدير “شارتر بنك”، والبعض الآخر يذكره على أنه مدير البنك، وكان هو من يعطي القروض ويقابل التجار، كما تعارف بين العامة على توصيفه بـ”روح البنك”، كان خلوقاً لدرجة عالية، كما أن له أخ يقال له “إلبير”. وكان لسلمان ابنان، واحد يقال له إسحاق والآخر لم أجد اسمه، وأن اسحق هاجر إلى إسرائيل ثم إلى بريطانيا، أما أخوه فقد أحب فتاة شيعية من أصول إيرانية وتزوج بها، ويذكر والدي أنه حضر إعلان تشيعه على يد الشيخ باقر العصفور في المنامة، وأنه لما زار الهند التقاه هناك، فقد كانت له خالة في منطقة “قلابي”، وبعد ذلك توجه لإنجلترا.

كان بيتهم قريبا من جامع المهزع في المنامة، وفي مارس من سنة ألفين تزوج فرانكي بن اسحق سويري بالدكتورة أميرة نسيم صفر في بريطانيا، وقد شغل فرانكي عمل محاسب، وأما أمه فهي السيدة رحيمة سويري، وقد أنجب فرانكي وأميرة ابنتهما الأولى ناتالي، أما زوجته أميرة فهي ابنة نسيم صفر، هاجرت إلى إنجلترا من العراق، وقد تلقت تعليمها في بغداد، ومازالت أمها وأخاها يعيشان في بغداد، وبعد انتهائها من المرحلة الثانوية دخلت كلية الطب وتخرجت منها طبيبة في العام 1991م.

وعائلة مراد يعرف منها ناجي مراد كان تاجراً ولديه متجر في العاصمة المنامة، كان وكيلاً لساعات رولكس، وله عم يقال له إبراهيم، كما أن لناجي أبناء، منهم فيكتور وأنور ويوسف، وهم الآن يعيشون في بريطانيا، ويأتون إلى البحرين بين حين وآخر.

وعائلة بروين، عائلة لم نعرف عنها غير أنها عائلة يهودية تنحدر من أصول إيرانية، سكنت البحرين في بداية القرن التاسع عشر، هذا ما تناقله المعاصرون عنها.

وعائلة روبن، عائلة كبيرة وقديمة في البحرين تصل جذورها إلى مئة سنة، ويوجد منهم روبن الابن صاحب عدة وكالات للأجهزة الإلكترونية، وصاحب متجر تجاري، يتخطى الثانية والخمسون عند لقائي به، كان والد روبن يعمل في شارتر بنك مصرفياً، دمث الأخلاق دائم الابتسام.

وعائلة خضوري يعرف منها يوسف خضوري، وهي عائلة تنحدر من أصول عراقية، وقد تزوج من إحدى بنات يهوذا الذي سنأتي على ذكره، ولديه متجر مطل على شارع باب البحرين، يبيع فيه التحف والصوف والسجاد، وله متجر للأقمشة أيضاً، وهو تاجر كبير وصاحب أموال أفلس في العراق، وذلك بعد الحرب العالمية الأولى، ثم أتى إلى البحرين، كان مثقفاً ومتحدثاً وأنيقا، وكما تذكر بعض المصادر أن هذه العائلة مقتدرة بصورة كبيرة، فأحد أبناء هذه العائلة أهدى أرض كبيرة لبلدية هونج كونج، وقد أصبحت الآن حديقة ويطلق عليها لحد الآن حديقة خضوري، وقد دفن أحد أبناء العائلة في مقبرة اليهود واسمه يوسف الياهو خضوري، ولد في 25 ديسمبر 1891م، وتوفي في 19 سبتمبر من عام 1982م، وقد كتب اسمه وميلاده وتاريخ وفاته باللغة الإنجليزية.

وعائلة هارون لم نعرف عنها غير أنها عائلة يهودية سكنت البحرين في بداية القرن التاسع عشر، وقد ذكرها أكثر المعاصرين.

وعائلة حسقيل، عائلة يهودية تنحدر من أصول عراقية، وقد عملت في حقل الصرافة، وكان لابنها عزرا حسقيل متجراً على باب البحرين، وقد وجد مقتولاً في متجره في شهر رمضان لسنة 1973م، وله ابن يقال له إبراهيم، درس في المدرسة الغربية التي يطلق عليها حالياً أسم مدرسة أبي بكر الصديق بالمنامة.

وعائلة حوقي، يعرف منها خضوري حوقي، له متجر في العاصمة المنامة لبيع الأقمشة، وقد تزوجت احدى بناته من مسلم وهي السيدة “تفاحة”، ولاتزال السيدة “تفاحة” في البحرين، أسلمت ولها أبناء من زوجها.

وعائلة غرجي، عائلة لم نعرف عنها شيء غير أنها من الأسماء التي يتذكرها المعاصرون، على أنها عائلة يهودية سكنت البحرين في بداية القرن التاسع عشر.

وعائلة زلوف، يعرف منها سلمان زلُّوف، وله أربع أخوات، كما أن له أخ يقال له سلمان، ملكوا بيتا على شارع الإرسالية الأمريكية، كما أن أحد أبناء الجالية يقال له صهيون زلوف، لكننا لم نطلع على صلة القرابة بينهم، وفي مجلة تختص بشوؤن الجالية اليهودية في لندن، أشار أحد أبناء العائلة وهو حسقيل زلوف أنهم ذهبوا لمدينة مومبي الهندية، ثم بعد ذلك في سنة 1949م، هاجروا إلى إسرائيل.

وعائلة منشي، يعرف منها داود منشي، يعمل في حقل الصرافة، وله ابنة يقال لها منيرة، هاجرت العائلة من البحرين إلى مدينة طهران بالجمهورية الإيرانية، وقد كان داود منشي شريك لإبراهيم والد داود نونو في بعض التجارة ثم انفصل عنه، وكانت حادثة الشراكة والانفصال تتكرر بينهما.

وعائلة يهوذا، يعرف منها يهوذا وزوجته تفوحة، وقد عرفت زوجته في مجال التجارة، وفي بيع الأقمشة بالخصوص، فقد كانت تجول على كل قرى ومدن البحرين تقريباً لبيع الأقمشة، ولها أبناء هم ساسون وجميس وقد كان هذا الأخير أغتما، وابنتان واحدة منهن تزوجت بداود نونو والثانية بيوسف خضوري.

وعائلة خضوري سيّار، لا يعرف عنه غير حادثة وقعت لابنته، أنها تعرضت لاغتصاب، ولم يعرف من وراء هذه الحادثة، على أثر الحادثة سافرت العائلة، ثم استقرت في لندن، ولم ترجع إلى البحرين بعدها، وبقي متجره في البحرين يدار من قبل موظفيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى