عبدالإله الماحوزيمقالات

المعارضة البحرانية في الخارج.. أين هي؟

Untitled
عبد الإله الماحوزي – ناشط سياسي من البحرين – برلين

حكمت السلطات في البحرين الثلثاء ٦ يونيو الجاري على أمين عام جمعية الوفاق الإسلامية الشيخ علي سلمان بالسجن أربع سنوات ظلما وجورا، وقبله حكمت بالمؤبد وبالأحكام القاسية الجائرة على الرموز السياسية، وبات منْ بالداخل –  أيا كان موقعه – مستهدفاً من قبل السلطات الأمنية، بل وتسعى اليد الأمنية لأن تضرب بيد من حديد أي شخص مؤثر وفاعل، وتسعى جاهدة لتفتيت التجمعات السياسية أو الدينية بطريقة أو بأخرى، كما فعلت من قبل مع جمعية العمل الإسلامي (أمل) و التجمع الوحدوي، والمجلس العلمائي.

في كل منعطف وضربة أمنية للشعب ورموزه؛ يتسائل البعض: أين هي المعارضة البحرانية في الداخل؟ أين هي الجمعيات السياسية؟ ما هو برنامجها؟ ما هي إستراتيجيتها؟ ما هي الأهداف القريبة والبعيدة المدى لهذه الجمعيات، وفقا للمعطيات والتحديات الجديدة؟ ماذا يمكن أن تقدم للثورة وبما يتناسب مع حجم التصعيد الأمني والتصفية للشخصيات الفاعلة إلى أن طال النظام زعيم أكبر جمعية سياسية وهو الشيخ علي سلمان؟

إذا تجاوزنا كل هذه الأسئلة، وهي مشروعة بالطبع، حق لنا أن نسأل بشكل مغاير هذه المره، والوقت مناسب لمثل هذا السؤال، لاسيما أن منْ بالداخل هو بين معتقل ومحكوم ومطارد ومهدَّد بالاعتقال. السؤال المشروع هو: أين هي المعارضة البحرانية في الخارج؟ ما هو عملها؟ ما هي إستراتيجيتها؟ هل تعمل وفق رؤية مشتركة؟ أم كلٌّ يعمل على شاكلته؟ هل هناك تنسيق بين كل قوى المعارضة في خارج البحرين بما يتناسب مع حجم القبضة الأمنية ضد منْ هم داخل البحرين؟ هل هناك تواصل بين أطراف المعارضة من مختلف التوجهات بما يتناسب مع حجم التضحيات لمن هم في داخل البحرين؟ ألم يحن الوقت بعد إلى لقاء بين كل أطياف المعارضة في الخارج، وهو ما لا تستطيع أن تقوم به المعارضة في الداخل بسبب الوضع البوليسي الضاغط؟ أليس هناك حاجة إلى هكذا لقاء من أجل عصف ذهني لكل ما يتصل بالثورة بصلة؟ أليست المعارضة البحرانية في الخارج لديها مساحة للعمل أكبر بكثير من الذين بالداخل؟ فهل هذه المعارضة تعمل في هذه المساحة الواسعة بشكل فعال يتناسب مع ثورة شعب قدّم آلاف من شبابه في سجون لا ترحم الصغير ولا الشيخ الكبير، ويتعرض المعتقلون خلالها لأبشع أنواع التعذيب والحرمان والإهانة؟ ألم يحن الوقت بعد إلى عقد مؤتمر بين المعارضة البحرانية في الخارج للملمة الأمور وتوحيد الصف والرؤى والعمل على المشتركات، في ظل معارضة مقيدة ومعتقلة في داخل البحرين؟

الأسئلة كثيرة بالطبع حول عمل المعارضة البحرينة في الخارج، و هذا لا يعني أن هذه المعارضة لا يوجد لديها عمل، بل الهدف هو أن تكون هناك مراجعة وتقييم ذاتي من قبل المعارضة بما ينتج عنه عمل منسق وفعال أكثر، ويتناسب مع الأهداف والتضحيات من جهة، ومن جهة أخرى يتناسب مع التحديات والتهديدات التي تواجه المعارضة والشعب بالداخل.

ولكي نكون منصفين عندما نسأل أين هي المعارضة في داخل البحرين أمام كل هذا التصعيد، علينا أن نسأل بشكل متواز أيضا: أين هي المعارضة في خارج البحرين المتواجدة في أستراليا وأوروبا وكندا وأمريكا وغيرها من دول العالم أمام كل هذا المشهد؟

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى