حكايات الضحايا

حكايات الضحايا: عائلة الغانمي تشكو تغييب أربعة من أبنائها في الطوامير الخليفية

b26aeef4b616c453caf53453c0349b3c

حكايات الضحايا-البحرين اليوم:

بلدة بني جمرة البحرانية نالها قسط وافر من الظلم والإستهداف الخليفي الذي توزّع على مختلف القرى والبلدات البحرانية.

كان للشباب حصة الأسد من هذا الظلم الذي وقع على البلاد، ولم يستثنِ شيخا ولا طفلا ولا شابا ولا امرأة؛ رفع صوته بوجه الظلم والطغيان الخليفي.

حكاية عائلة محمد طاهر الغانمي تروي جانبا من هذا الحيف الذي وقع ولا زال يقع عل البحرانيين، ومنذ دخول آل خليفة البلاد قبل أكثر من قرنين من الزمان.

أربعة أشقاء من البلدة تم تغييبهم في طوامير السجون الخليفية، لا لذنب ارتكبوه سوى مطالبتهم بالعدل والمساواة وإنهاء عقود من الظلم والإقصاء والتهميش للبحرانيين.

أول هؤلاء الأشقاء هو إبراهيم محمد طاهر الغانمي، حكايته مع المعتقلات الخليفية طويلة وتعود إلى فترة ما قبل ثورة 14 فبراير 2011. إذ اعتقل قبلها، وكان طالبا ولم يفرج عنه إلى بعد إندلاع الثورة التي اتخذت من دوار اللؤلؤة رمزا لها.

وبعد أن أعلن الحاكم الخليفي حالة الطواريء في البلاد، واستعان بالجيش السعودي لقمع الثورة الشعبية؛ شنّت قواته حملة من الإعتقالات طالت آلاف البحرانيين، ومنهم إبراهيم الذي عاد إلى المعتقل مرة أخرى ليمكث فيه مدة عام قبل أن يُفرج عنه.

لكن السلطات عادت مرّة لأخرى ولكن ليس لإعتقاله بل لقتله! إذ أحاط به مرتزقة النظام وهو داخل سيارته ليطلقوا عليه الغاز الخانق داخل السيارة، في الوقت الذي كانوا يحاولون منعه من الخروج منها. تم اعتقاله وتعذيبه ومحاكمته وصدرت لأحكام بحقه بالسجن بلغ مجموعها 35 عاما مع سحب جنسيته البحرانية وفرض غرامة عليه.

حال أخيه الأكبر جابر لم يكن بالأفضل منه، حيث اعتقلوه قبل الثورة وهدّدوه بالقتل إن لم يسلم أخاه الأصغر طاهر، وبعد الثورة ظلّ مهدّدا بالقتل وحتى اعتقاله في نقطة تفتيش لينال وبعد رحلة من التعذيب والمعاناة؛ أحكاما بالسجن بلغ مجموعها 30 عاما مع سحب جنسيته وفرض غرامة مالية عليه أيضاً.

وأما طاهر فقد كان مطاردا قبل إندلاع الثورة، ولم يتمكنوا من اعتقاله إلا بعد اندلاعها وفي بلدة بني جمرة.

تعرض للتعذيب في المعتقل قبل أن يطلق سراحه. لتعود السلطات لاعتقاله مرة أخرى قبل أن يُطلق سراحه، ليتم اعتقاله مجددا في العاصمة المنامة.

وآخر اعتقال له لبث بعده في السجن بعد صدور أحكام عليه بالسجن لأكثر من ثلاثين عاما مع إسقاط جنسيته.

علي الصغير، اعتُقل لأول مرة من البيت، ولم تكن هناك أي أحداث تذكر حينها، ومكث في المعتقل 6 شهور قبل الإفراج عنه. وحتى تاريخ آخر اعتقال له في شهر أبريل الماضي، اذ وجهت له السلطات تهما لا أساس لها من قبيل الشروع بالقتل، فضلا عن التهم التي اعتادت السلطات على توجيهها للمعتقلين، وهي التجمهر والحرق وغيرها.

أصدرت محكمة خليفية حكما عليه مؤخرا بالسجن لمدة 3 سنوات مع غرامة مالية. ثلاثة من هؤلاء الأخوة يقضون محكومياتهم في سجن جو سيء الصيت، وأما الأخ الأخير ففي الحوض الجاف.

ترك غيابهم أثرا كبيرا على العائلة، وخاصة على والديهم اللذين مرضا، وأضناهما غياب أولادهما. وأما الأخوات فيفتقدن اخوتهن الذين حرموا من إكمال دراستهم.

عائلة المعتقلين الأربع وجّهت نداءا عبر وكالة أنباء (البحرين اليوم) طالبت عبره بالإفراج عن أبنائها المعتقلين الذين لم يرتكبوا جرما سوى ممارستهم لحقهم العالمي في حرية التعبير.

وعبّرت العائلة عن حزنها لفراق أحبتها الذين ترك غيابهم أثرا كبيرا على العائلة. وأوضحت “لقد تحولّت البحرين إلى سجن كبير تستهدف فيه السلطات الشباب الذي لم يعد لهم وجود في بلدة بني جمرة.. إلا ما ندر”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى