حكايات الضحايا

الطالب محمد مدَن …من مقاعد الدراسة الى غرف التعذيب

Untitled

حكايات الضحايا-البحرين اليوم:

محمد جاسم مدن طالب بحراني يبلغ من العمر ١٦ عاما طالته حملات الاعتقالات العشوائية التي تنفذها القوات الحكومية في البحرين, ليجد نفسه خلف القضبان بدلا من الجلوس على مقاعد الدراسة لإكمال سنته الدراسية الاولى في المرحلة الثانوية.

خرج جاسم من منزله في منطقة النويدرات في شهر أبريل الماضي, متوجها نحو صالون للحلاقة وكانت المنطقة تشهد حينها تظاهرة احتجاجا على تنظيم سباقات الفورمولا وان للسيارات في البحرين .الدورية الحكومية المشكّلة من أفراد من المرتزقة المستوردين من كل حدب وصوت ,شنّت حملة اعتقالات عشوائية ضد شباب المنطقة أسفرت عن اعتقال الكثيرين, ومنهم الطالب مدن الذي لاحقوه واعتقلوه من داخل المنزل الذي عبروا سياجه غير مراعين لحرمة أهله الآمنين.

لكنها البحرين التي تختلف عن دول العالم ، ففي كل دول العالم يدافع المهاجرون عن حقوقهم ويطالبون بمساواتهم بابناء البلد الأصليين، الا في البحرين فان أبناء البلد يطالبون بمساواتهم بالمهاجرين في الحقوق والواجبات.

اصطحبوه معهم نحو المجهول, وانقطعت اخباره عن عائلته تاركين اياهم في قلق على مصيره حتى رِن جرس الهاتف بعد أربعة ايام ليخبرهم انه في مركز شرطة المنطقة الوسطى . تعرض في المعتقل الى شتى صنوف التعذيب التي تشتهر بها معتقلات ال خليفة الذين حولوا البحرين الى سجن كبير, حتى اجبر على الإدلاء باعترافات كاذبة وتم نقله الى سجن الحوض الجاف.

قدم والده ثلاث طلبات الى النائب العام للافراج عنه لغرض إكمال دراسته, لكنهم لم يتجاوبوا معه وأبوا الا ان يضيعوا سنة دراسية من عمره.

في داخل السجن يعاني وكغيره من المعتقلين من مضايقات السلطات التي تحرمهم من إقامة الشعائر الحسينية ومن تناول الطعام احيانا ومن الاتصال بالأهل احيانا اخرى.

كان وضعه الصحي سيئا عند نقله للمعتقل بسبب الام في أذنيه أدى التعذيب الى تفاقمها، وقد وافقت السلطات فيما بعد على إكمال دراسته في السجن ولكن بعد ضياع عام دراسي منه.

جاسم مدن المحب لكرة القدم والسباحة لم يعد يتمتع بهواياته في المعتقل ولا بدراسته التي حرم منها والتي لا تساعد اجواء السجن على اكمالها. فيما ترك غيابه اثرا كبيرا على أفراد عائلته وخاصة اخويه وأخته.

اخوه الصغير الذي يبلغ من العمر سنتين والمتعلق به كثيرا لم يعد يراه الا في السجن, ولكنه ليس بوسعه ضمه الى صدره ولا ملامسته. وأما اخته فهي تدعو له يوميا بالفرج.

اما اخوه الآخر والذي يبلغ من العمر 13 عاما فلم يعد يعرف للامن طعما بعد اعتقال أخيه، فهو يخشى الخروج الى الشارع خوفا من الاعتقالات العشوائية من أشباه رجال تجردوا من كل القيم والاخلاق ولاهم لهم سوى تنفيذ أوامر اسيادهم الخلفييين الذين أعلنوا الحرب على البحرانيين.

عائلته توجهت وعبر البحرين اليوم بالشكر للمنظمات الحقوقية التي دافعت عنه وخصت بالذكر الحقوقي نبيل رجب, وطالبت بايصال معاناتهم الى المجتمع الدولي عسى ان يستفيق من غفوته وعسى ان تنبعث الحياة في ضميره الذي مات حيال البحرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى