المنامة

والد الشهيد علي إبراهيم الدمستاني: خشية من استغلال “المتسلقين” لخطاب السيد الغريفي لإنهاء الحراك وحماية القتلة

 

البحرين اليوم – (خاص)

أبدى الناشط الحقوقي والنقابي إبراهيم الدمستاني، والد الشهيد علي الدمستاني، خشيته من استغلال النظام وبعض الشخصيات المرتبطة به للخطاب السياسي الأخير للعلامة السيد عبدالله الغريفي والذي تحدث فيه عن ضرورة إنهاء الأزمة في البحرين وإطلاق مبادرة في هذا الاتجاه مع النظام.

وأوضح الدمستاني، وبصفته معتقلا سابقا وأحد أولياء الدم وأبا لأحد المعتقلين السياسيين؛ بأن الخطاب الذي يؤيده “هو الذي ينهي حالة الأزمة بتحقيق المطالب المشروعة الذي ناضل من أجلها الشعب”، بما في ذلك “تحقيق العدالة الانتقالية وتقديم القتلة والمعذبين للعدالة وتعويض المتضررين”.

وأكد الدمستاني – في سلسلة من التغريدات على حسابه في موقع (تويتر) – على أن السيد الغريفي هو “شخصية مسؤولة ولها مكانتها الدينية والاجتماعية الرمزية”، مشددا على ثقته في إخلاص طروحاته وكذلك بالنسبة لبقية طروحات القوى السياسية والحقوقية التي ترمي إلى “إنهاء حالة الانتهاكات وعدم إفلات القتلة والمعذبين من العقاب”، إلا أن الدمستاني عبّر عن الأسف من انسياق من وصفهم بـ”بعض الكوادر والشخصيات الحقوقية والنشطاء خلف الدعوات المشبوهة لأحد المرتبطين بمشاريع النظام، والتي وظّف فيها خطاب سماحة السيد لمصالحه الشخصية ومساعيه الحثيثة للدخول في البرلمان الصوري وخلافاً لما يرمي إليه سماحة السيد”، وذلك في إشارة إلى بعض الأشخاص المرتبطين بجمعية “مبادرات البحرين الأهلية” والتي تم إشهارها مؤخرا وعمدت إلى الترويج لخطاب “المصالحة مع النظام” واستثمر أحد أعضائها خطاب السيد الغريفي تمهيدا للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في العام ٢٠١٨م.

ورأى الدمستاني بأن الخطاب السياسي للسيد الغريفي “يمكن الاختلاف أو الاتفاق عليه في هذه المرحلة”، غير أنه عبّر عن القلق من أن يكون خطاب “المصالحة والحوار” الذي طرحه السيد الغريفي فرصةً لـ”ركوب أشخاص للموجة، من الذين لهم رغبات شخصية وسياسية على حساب معاناة الأبرياء ودماء الشهداء وإفلات القتلة من العقاب”، مذكّرا بما حصل في العام ٢٠٠١م الذي شابته أجواء مشابهة تم استغلالها لتمرير مرسوم بقانون ٥٦ الذي شكل حماية للقتلة والمعذبين من العقاب.

وذكّر الدمستاني بـ”المحاولات المستميتة” التي تصدر عمن وصفهم بـ”أبواق النظام” و”بعض الشخصيات المحسوبة سابقا على المعارضة؛ لإنهاء الحراك القائم ومطالبه المشروعة”، مشددا على أن هذه المحاولات لا تتلاقى مع حقوق ومطالب “الشهداء والسجناء وكافة من انتهكت حقوقهم”، وأن المستفيد منها “هم المتسلقون والمتمصلحون” بحسب تعبير الدمستاني الذي رأى أن خطاب المعالجة السياسية التي وردت في كلمة السيد الغريفي “سيفتح شهية هؤلاء المتمصلحين نحو إفشال الحراك ومطالبه المشروعة”.

وبناءا على التوضيحات التي ذكرها، قال الدمستاني بأن الخطاب السياسي للسيد الغريفي لا يمثله في الوقت الحاضر، وخاصة “في خصوص شكل التعاطي مع الوضع القائم”، وأوضح بأنه من “الخطأ مقارنة مواقف الأئمة المعصومين بمواقف رجال الدين” مهما كانت منزلتهم الدينية والاجتماعية والرمزية، مشيرا إلى تجربة الدعوات “الدينية” السابقة للمشاركة في “البرلمان الصوري والذي ثبت فشله”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى