اوروباغير مصنف

الوداعي في “هافنغتون بوست”: غطاء سياسي بريطاني لأنظمة الخليج مقابل صفقات التسلّح

Capture
من لندن-البحرين اليوم:

كتب سيد احمد الوداعي من معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ( BIRD) مقالا في “هافنغتون بوست” الإثنين (12 يناير 2016) بعنوان “اتفاق بريطانيا مع الشيطان: كيف تلفّق الأموالُ القيمَ في السعودية”.

الوداعي تطرق في مقاله إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بريطانيا بالسعودية، والقائمة على صفقات الأسلحة والاستثمارات، وعن كيفية تأثير ذلك على المواقف السياسية البريطانية.

وأشار بشكل خاص إلى كيفية التعاطي الرسمي البريطاني مع قضية الشيخ نمر النمر، وأوضح أن ردة فعل وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند عند صدور حكم الإعدام بحق النمر كانت “نحن نعلم أن إجراءات استئناف الحكم متواصلة، ولذا فلن تتدخل الحكومة البريطانية مع استمرار العملية القضائية”.

وقال الوداعي إن تصريحات هاموند “قوضت بشكل تام الدعوات السابقة للأمم المتحدة لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام، وادانة منظمة العفو الدولية لمحاكمته غير العادلة”.

وبيّن الوداعي أنه وبعد إعدام النمر لم يصدر تصريح من هاموند أو من رئيس الحكومة ديفيد كامرون، بل من وزير الدولة للشؤون الخارجية، الذي أكد على أن بلاده “تعارض بحزم” عقوبة الإعدام، وأعرب عن “خيبة أمله” من تنفيذ عمليات إعدام جماعية.

الوداعي وصف رد الفعل البريطاني على إعدام النمر بالضعيف، واعتبر أن خلفياته تعود إلى ست سنوات خلت عندما اتخذت الحكومة الائتلافية الجديدة قرارا سياسيا بالاستفادة من السوق الملكي الرئيسي في الخليج، وأطلقت “مبادرة الخليج في عام 2010”.

وقال الوداعي “أعقب تلك المبادرة ازدهار مبيعات الأسلحة إلى المنطقة وعودة الاستثمارات الخليجية إلى لندن”.

وأوضح الكاتب أن المملكة المتحدة باعت أسلحة إلى السعودية في الأشهر الستة الأولى من عام 2015 بمقدار 1.8 مليار جنيه استرليني، وأضاف “وفقا لحملة مناهضة التسلح ومنذ تولي ديفيد كاميرون منصبه، صدّرت بريطانيا أسلحة إلى دول الخليج بقيمة 14 مليار جنيه، وكانت 90 في المائة من هذه المبيعات من حصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة”.

الوداعي رأى أن بريطانيا ونتيجة لتلك الصفقات “وفرت الغطاء السياسي لحلفائها في الخليج في مواجهة أعظم خوف لهم: المطالب الداخلية بالإصلاح الديمقراطي”.

وقال الوداعي إنه “بإمكان بريطانيا لعب دور في المنطقة لتجنب العنف ودفع الأوضاع نحو الاتجاه الصحيح، لكنها لم تفعل، بل اختارت تعزيز الوضع الراهن”.

وانطلاقا من ذلك، اتهم الوداعي بريطانيا ب” التواطؤ في خلق هذه الفوضى الصادمة”. وحذّر من أن “مزيدا من العنف لا مفر منه” في المنطقة.

وأوضح الوداعي أنه بعد مرور ست سنوات على المبادرة الخليجية، وبعد أن “جنت صناعة الأسلحة البريطانية الكثير من المال؛ فماذا يعني لها إعدام مدافع سلمي عن حقوق الإنسان!؟”.

واعتبر الوداعي أن لإعدام النمر” آثارا عكسية على حالة حرب مع داعش وعلى محادثات السلام السورية، وعلى ارتفاع أسعار النفط، وعلى الحركات الاحتجاجية الجديدة وردود أفعال السلطات اتجاهها”.

وتساءل عما إذا كانت بريطانيا ستواصل بيع المزيد من الأسلحة في العام 2016  والتي “ستخلق المزيد من الأزمات الإنسانية؟، وهل ستواصل بريطانيا دعم السعودية في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وتهاجم منتقديها؟ ومتى تتوقف هذه العلاقة الدموية عن كونها تستحق كل هذا العناء”.

واختتم الوداعي مقاله بالقول “لقد وضع بدء العام الجديد السعودية وبريطانيا تحت المجهر ولسبب وجيه: إن مكاسب دعم هذه الدكتاتورية الوحشية يثبت أنها قصيرة الأمد بقدر قصور النظر فيها”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى