العالمتقارير

السعودية بدأت تحرّك خيوط الابتزاز ضد لبنان: إما الانحناء للعرش أو.. ابتلعوا المرارة

a1433413227

البحرين اليوم – (خاص)

 

رغم التعقيدات غير المحدودة، وتجاذبات الداخل والخارج، إلا أن لبنان سعى خلال السنوات الخمس الماضية لأنْ يحافظ على سياسته المعروفة بالنأي عن مصادر النيران التي تشتعل في أكثر من مكان بالمنطقة.

الإرهابُ الذي كان يترصّد له من بؤره الصاعدة من سوريا، اضطرّ لبنان لأن يتّبع معه سياسة الكيّ المسبَق، وهي سياسة أمّنت – مع الوقت – لأن تظلّ الدولة اللبنانية في مأمنٍ من التداعيات الأعنف للأزمة في سوريا، إلا أنّ ذلك لم يستمر طويلاً مع شعور لبنانيين بأنّ شعلة النيران التي تحملها السعودية في أكثر من مكانٍ على وشك أن تُغرِق المنطقة، بما فيها الدول المحيطة بلبنان، ما يعني أن تكون العاصمة بيروت مفتوحة على الخطر الأكبر الذي كانت تدفعه عنها مراراً.

لم يكن حزب الله، فحسب، صاحب الصّوت العالي في رفض سياسة السعودية الرامية لإشعال الحرائق وتفجير براميل الطائفية، وبدا واضحاً للرياض أن صورتها في المشهد اللبناني تُشبه صورة “العدو” الذي يريد بالبلدِ شرّا مستطيرا. وهنا كان الرفضُ العلني، غير المسبوق، للسعوديةِ وبأوضح العبارات التي جلّاها الملفُ البحراني والعدوانُ على اليمن، وأخيراً إعدام الشيخ نمر النمر.

الانتقام السعوديّ متوقّع في أيّة لحظة. والإعلام السعودي بدأ يمهّد لإجراءاتٍ عقابية محتملة، وخاصة بعد الموقف اللبناني الرسمي إزاء ملف التوتر بين طهران والرياض، وامتناع وزير الخارجية جبران باسيل عن التصويت لقرار جامعة الدول العربية الذي دان إيران أحادياً.

utty

الكاتب السعودي، الآتي من ميادين “الجهاد المخابراتي”، داوود الشريان، توقع أن تُمسك السعودية يدها عن مساعدة لبنان،خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، كما “توقّع” في مقال اليوم الاثنين، 25 يناير، بصحيفة “الحياة” السعودية، أن تتشدد الرياضُ في منح التأشيرات للبنانيين، والتلويح لرجال الأعمال السعوديين بوقف الاستثمار في لبنان.

الشريان قال إن الشعب اللبناني سيتحمل “التداعيات”، في لغةٍ لم تخفِ حروفَ الابتزاز والتهديد، داعيا القوى السياسية الأخرى للتحرك. وهو يعني “إعلان الشتائم” ضد حزب الله.

حلفاء الرياض في بيروت استلموا الأوامر، وبدأ الحديث عن خطواتٍ سعودية تجعل لبنان “يندم” على قراره في الحياد، وهو أمر غير بعيد عن المعلومات التي تتحدث عن تبخُّر الهبة السعودية للجيش اللبناني، كما يقول السيد نواف الموسوي، من كتلة حزب الله في البرلمانيّة.

مع سحب البساط عن الرياض في ملف رئاسة الجمهوريّة بعد ترشيح سمير جعجع للعماد ميشيل عون (مرشّح حزب الله المعلَن)، باتت السفارة السعوديّة حبيسة الأسمنت المسلّح الذي يُحاصرها في رأس بيروت بشارع بلس. انحباسٌ قد يتحوّل إلى السياسة بانسحاب الاستثمار السعوديّ تدريجيا من لبنان، وطرد التجار اللبنانيين في السعودية.

ابتزازٌ يضع اللبنانيين بين خياري الانحناء أمام العرش السعودي، أو ابتلاع المرارة. فماذا هم فاعلون؟

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى