المنامةتقارير

راشد الخليفة يستقبل أبل والدرازي: مشهد “حميمي” بين الجلاد والعصي التي يضرب بها

Capture

البحرين اليوم – (خاص)

 

هي ليست صدفةً أبداً.

الوقاحةُ ليس لها ميعاد، وخاصة حينما تهطلُ من سُحبِ آل خليفة الملأى بالموت. ولكن الخليفيين، والمرتزقة المسبّحين ببنادقهم، يختارون الأوقات المناسبة لإظهار بشاعةِ الوقاحةِ التي تسري في عروقهم.

أطلقت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم، الأربعاء 27 يناير، تقريرها العالمي للعام 2016م، وتضمّن فصلا خاصاً على البحرين، حيث كُشِف عمّا هو مُتاح من الانتهاكاتِ والصلافة التي يقوم بها آل خليفة بدعمٍ من “الحلفاء”، وعبر أدواتٍ مختلفة من صندوق “الارتزاق”.

إنّه التوقيت المناسب – إذن – ليُظهِر “قاتلُ الأطفال” و”منتهِكُ الأعراض” و”هامدُ المساجد”.. بعضاً من فنونه في الوقاحة.

يستقبل وزير “الإرهاب”، كما يصف البحرانيون وزير الداخلية الخليفي راشد الخليفة، وجهيْن من وجوه “الارتزاق المعاصر”، ليُقدّما له تقرير “المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان”. هل هنا عباراتٌ “حيادية” يمكن أن تصف هذا المشهد!؟

يُسلم عبد العزيز أبل – صاحب خدعة “عصا الخيزران” في برلمان 2006 – التقريرَ مبتسماً إلى الوزيرِ الذي لم يكف يوماً عن التهديدِ وإسالة الدماء من جماجم البحرانيين. جريمةٌ لم يملك معها الوزيرُ أن يتشجّع لكي يفتح شفتيه بالابتسامة، خلافاً لرئيس “المؤسسة الوطنية”، الذي أظهر أسنانه في قلب الصّورةِ، وكأنه يريد أن يقول لجمهور “الوفاق” الذين صعّدوه إلى برلمان “الضرورة”: “لقد ضحكتُ عليكم”.

أما عضو “المؤسسة الوطنية”، عبد الله الدرازي، فاختار أن يبتسم ابتسامةَ “الأطرش في الزّفة”، الذي اختارَ أن يضع “حقوق الإنسان” تحت أقدامه، إرضاءاً للميول “الآدميّة” في الجلوس على الكراسي الفخمة، وارتداء البدلات الرسمية (غير الأنيقة، لسوء اختيار الدرازي أو لقلّة خبرته في الموضة).

التصقَ الدرازي بأبل، الذي وقفَ أمام الوزير الخليفي وقفةَ عارِض أزياء. فيما أراد الدرازي بعملية “الالتصاق” أنْ يقول: “إنه عبد العزيز أبل، وليس أنا، منْ وضع هذا التقرير”.

المشهد لا ينبيء بأنّ تقريراً “حقوقياً” يكشف “انتهاكاتٍ بشعةً” يجري تسليمه إلى وزيرٍ مذموم في نظر النشطاء، وبتقييم التقارير الدولية.

ستكون “الحميمية” في المشهدِ مفهومة أكثر مع الاستماع إلى ما قاله راشد الخليفة في اللقاء عن “المشروع الإصلاحي” و”حقوق الإنسان” و”الاستقرار الاجتماعي”، وما علّق به أبل عن دور وزارة الداخلية في التعاون مع “المؤسسة الوطنية”. إنها حميميةُ الجلاّد مع العصيّ التي يضرب بها الضحايا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى