الخليجتقارير

المعلم يحذر السعودية ب”التوابيت”.. وإيران: يطلقون الرصاص على رأسهم.. ومحللون: حرب اليمن هي الاختبار

 

16ipj4-400x259
رئيس الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري

البحرين اليوم – (خاص، فرانس برس)

 

حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق اليوم السبت من أي “عدوان” بري في الأراضي السورية، مؤكدا أن “أي معتد سيعود بصناديق خشبية”، وذلك بعد إعلان الرياض استعدادها للمشاركة في عملية برية في سوريا.

وقال المعلم إن “أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان، والعدوان يرتب مقاومته التي تصبح واجبا على كل مواطن سوري”.

وشدد على أن “منْ يريد أن يكون إرهابيا ويشارك الارهابيين في العدوان على سوريا سيكون نصيبه ذلك”. وتساءل المعلم “ماذا فعلت السعودية في اليمن وهل أفلحت ؟ .. لقد دمرت ولم تبق حجرا على حجر”.

من جهة أخرى، أعلن رئيس الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري اليوم السبت، أن السعودية “لن تجرؤ” على إرسال قوات إلى سوريا.

وقال الجنرال جعفري، حسب ما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء، خلال تشييع ستة ايرانيين استشهدوا في سوريا، إن السعوديين “أعلنوا بأنهم سيرسلون قوات إلى سوريا. لا نعتقد بأنهم سيتجرأون على القيام بذلك لأن جيشهم كلاسيكي، والتاريخ أثبت أن لا قدرة على مواجهة مقاتلي الإسلام”.

وأضاف الجنرال جعفري أن السعوديين في حال قرروا إرسال جنود إلى سوريا فإنهم إنما يفعلون “كمن يطلق النار على رأسه”.

 

ويرى محللون أن السعودية وتركيا قد ترسلان عددا محدودا من القوات البرية إلى لسوريا لدعم الجماعات المسلحة الموالية لها، في ظلّ هزيمة ساحقة محتملة من قبل النظام السوري وحلفائه.

وتركت الرياض الباب مفتوحا الخميس الماضي أمام إمكانية نشر جنود، قائلة “سنساهم إيجابيا” في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا.

ويشكل مصير الفصائل المسلحة المدعومة سعوديا في سوريا والتي تقاتل للاطاحة بالرئيس بشار الأسد، مصدر قلق كبير للسعودية.

ويعتبر أندرياس كريغ من قسم الدراسات الدفاعية في كلية “كينغ” في لندن بأن السعودية “مستميتة للقيام بشيء ما في سوريا”.

ويقول إن المعارضة “المعتدلة” تواجه خطر التعرض لهزيمة كبيرة في حال سيطرت قوات النظام على حلب، خصوصا بعدما تمكن الجيش السوري من السيطرة على بلدات عدة وقطع طريق امداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا، بغطاء جوي روسي.

ويضيف كريغ الذي يعمل أيضا مستشارا للقوات المسلحة القطرية أن “هذه تعتبر مشكلة بالنسبة إلى السعودية وقطر اللتين استثمرتا بكثافة في سوريا من خلال طرح المعارضة المعتدلة كبديل لهما على الأرض”.

في هذا الوقت، اتهمت روسيا التي تعتبر إلى جانب إيران حليفا رئيسيا للأسد، تركيا بأنها تعد “لتدخل عسكري” في سوريا.

هذه الاتهامات وصفها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأنها “مضحكة”، متهما روسيا “باجتياح” سوريا.

لكن كريغ يعتبر أن سياسة أردوغان في سوريا لم تحقق شيئا حتى الآن.

ويضيف أن “تركيا والسعودية في حاجة إلى تغيير مسار هذه الحرب. لذا فإن أي تدخل سعودي سيكون بالتعاون مع الدوحة وأنقرة”.

وتعتبر محافظة حلب أحد المعاقل الرئيسية للمعارضة المسلحة في سوريا، التي تواجه ربما أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات تقريبا، تزامنا مع تعثر مفاوضات السلام.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية والمدعومة من السعودية، إنها لن تعود إلى مفاوضات السلام التي علقت مؤخرا في جنيف، في حال لم تتم الاستجابة للمطالب الإنسانية المزعومة.

وفي هذا السياق، يشير مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج إلى أن “السعوديين يعتقدون أن فرصة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية محدودة جدا”.

ويضيف العاني “انهم لا يرون أن هناك ضغوطا حقيقية على النظام لتقديم تنازلات كبيرة (…) ويعتقدون أن الأمور ستحسم ميدانيا في نهاية المطاف”.

ويوضح أن “تركيا متحمسة لهذا الخيار (إرسال قوات برية) منذ بدأ الروس حملتهم الجوية ومحاولته اخراج تركيا من المعادلة”.

يؤكد العاني أن السعوديين جادون في نشر قوات “كجزء من التحالف الدولي، خصوصا في حال مشاركة قوات تركية”.

لكنه ومحللون آخرون يعتبرون أن التدخل السعودي سيكون محدودا، نظرا إلى كونها تقود تحالفا عربيا مستقلا يقاتل في اليمن منذ عام تقريبا.

 

 

قوات خاصة سعودية

 

 

يقول العاني إن السعوديين “منهكون، ولكن من حيث المبدأ أعتقد أنهم لن يترددوا في إرسال عدد معين من مقاتليهم للقتال في سوريا”، مضيفا أن ذلك من المحتمل أن يشمل قوات خاصة سعودية.

تركيا والسعودية تشاركان في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يضم رسميا 65 دولة. ومهمة هذا التحالف منوطة بضرب أهداف لتنظيم داعش في سوريا والعراق، فضلا عن تدريب قوات محلية لقتال المتطرفين.

ويوضح كريغ أنه مع “تعثر” السعودية ودول خليجية أخرى في اليمن، فلا يمكن توقع سوى إمكانية توسيع عمليات “التدريب والتجهيز” وإرسال قوات خاصة خليجية لمساعدة المتمردين في سوريا.

ويقول إن “لدى السعودية وقطر شيكات على الأرض”، ويرى الدوحة حلقة وصل بين الرياض وانقرة وسط تحسن العلاقات بين البلدين.

وأمس الجمعة، رحب المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر “بإعلان السعودية بأنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف” ضد تنظيم داعش.

وتدعو الولايات المتحدة منذ أسابيع عدة شركاءها في التحالف الدولي ضد داعش إلى تكثيف جهودهم العسكرية ضد المتطرفين.

وفي نوفمبر، أبدت الإمارات استعدادها أيضا لإرسال قوات برية لمحاربة الجهاديين في سوريا.

لكن في ما يتعلق بالسعودية، أعربت الباحثة في “تشاثام هاوس” في لندن جين كينينمونت عن اعتقادها أن الرياض أكثر اهتماما بحرب اليمن من مكافحة تنظيم داعش.

وتضيف “لكن ما قد ترونه هو أعداد صغيرة من القوات البرية، وربما أيضا قوات خاصة من شأنها أن تكون هناك جزئيا كإشارة رمزية بأن المملكة السعودية تدعم قتال داعش”.

وتبدو كينينمونت “متشككة نسبيا” حيال احتمال تدخل الجيش التركي في سوريا، “لكننا قد نرى اهتماما لديهم في احتواء النفوذ الكردي”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى