المنامةتقارير

الاحتفاء بذكرى عودة الأستاذ مشيمع.. ردا على فيلم “المخابرات السعودية والخليفية”

Capture

البحرين اليوم – (خاص)

 

في تاريخ 26 فبراير 2011م، عاد الأستاذ حسن مشيمع إلى البحرين. تركَ لندن، التي كان يتعالج فيها من مرض عصيب، وآثر الانضمام إلى الموج الذي اجتاح دوّار اللؤلؤة، معلناً فتح عهدٍ جديد، وغير مسبوق، من الصّراع من أجل الحرية والعدالة.

صحيفة “الوسط” المحلية، نشرت خبر الوصول (انظر: هنا). خبر لم يتجاوز السّطرين، ولكنه كان حدثاً سيتم التأريخ به للعديد من الأحداث التي غيّرت مسار البلاد، وأعطت الثورة – التي دخلت آنذاك أسبوعها الثاني – زخماً جديداً بمجيء قياديّ “عنيد” كان له السّبق في كسْر “الطوْق”، وبدء الدخول في معركة “كشف” قناع “الطاغية حمد”، كما يصف المعارضون الحاكم الخليفي.

الاستقبال كان غير عادي (شاهد: هنا). ارتفعت الأنوار في دوار اللؤلؤة، وكأن مجيء الأستاذ كان “انتصاراً” يُضاف إلى انتصار اندلاع الثورة، والتي كان أيضاً من أوائل منْ تنبّأ بها وبشّر. في يوم استقباله ترسّخ الشعار: “يسقط حمد”، والذي رُفع من كلّ الأفواه التي ردّدت أيضاً الشعار الذي سيظل يُقلق الخليفيين على الدّوام: “سير يا مشيمع.. كل الشعب ويّاك”. (شاهد: هنا، وهنا)

 

قد يكون من المصادفة أن تبث قناة “العربيّة” السعوديّة فيلم “البحرين.. صندوق فبراير” تزامناً مع هذه الذكرى. ولكن، المؤكد أنّ هذه الذكرى – وبوصفها حدثاً “تأريخياً” – ستكون أهم بكثير من كلّ ما يطمح آل سعود وآل خليفة الترويج له من بثّ الفيلم المذكور، والذي تناوله البحرانيون والنشطاء بما يستحق من “السخرية” و”التسخيف”، فيما كان اللافت أنّ تعليقات المواطنين أجمعت على أنّ “رمزية” الأستاذ مشيمع ومكانته؛ لن تتأثر “قيد أنملة” بفيلمٍ أُعدّ في غرف المعذبين، وزوّدت المخابراتُ معدَّه، المرتزق محمد العرب، بموادّه الأوليّة للقيام بدوره المعتاد في الفبركة ونسْج السيناريو المريض.

احتفاء المواطنين بالأستاذ مشيمع هي رسالة متعدِّدة الاتجاهات.

التصعيد الخليفي المتجدّد، والمسنود بجنون آل سعود الهائج، لن ينفع في إجبار النّاس على التراجع، والانسحاب من الميادين. وهم متمسكون ب”الأمل” الذي دعاهم الأستاذ مشيمع للتمسك به، والعيْش فيه ومعه، رغماً عن كلّ الطوارق والفظاعات.

عودة الأستاذ وتمجيد ذكراها؛ هو تمجيد للشعار المدوّي الذي أخذته الحماسةُ أكثر حينما أطلّ أبو هيثم على المواطنين، لأوّل مرة، من منصّة الدّوار. يتذكر الناسُ هذا اليوم، وفي كلّ يوم من أيام الثورة. أما ما سواه من التضليل، وأفلام الارتزاق؛ فلا تصمد أكثر من بضع يوم، لتعود إلى نفايات التاريخ.

عاد الأستاذ ليكون “خادماً للشعب”، كما قال. كان يريد أن “يحيا ويموت” من أجل الناس.

لم يكن يحجب شيئاً عن الناس. قال ذلك بلغةٍ أكيدة، وكأنه يستبصر الأيام المقبلة. لن تكشف قناة آل سعود شيئاً لا يعرفه أحبّاء الأستاذ، أو تخجل من معرفته عن المرء الذي فرشت القلوبَ لاستقباله في مثل هذا اليوم، قبل 5 سنوات.

“لن نكون عبيداً لآل خليفة”، “ومطلبي هو ما يتفق عليه شعب البحرين”. بهذه الكلمات يختصر الأستاذ يوم عودته إلى البحرين، وهي الكلمات التي تُثبت سيرةُ السجون التي عبرها طيلة العقدين الماضيين؛ بأن هذا الرّجل أقوى من جيوش الجلادين.. ومثله لا يبلغه مرتزقٌ أو دجّال أو سربٌ من الأكاذيب.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى