تقاريرما وراء الخبر

متابعات: بعد أن أعطت مصرُ تيران وصنافير للسعودية.. هل انفتح الطريق إلى إسرائيل؟

thumbs_b_c_5050adebc48fe1c83b96c4305dd97a7c

البحرين اليوم – (خاص)

متابعات

ما وراء الخبر

 

 

رسميّاً، أصبحت جزيرتا تيران وصنافير تحت “السيادة السعودية”، وذلك بعد قرار أصدره مجلس الوزراء المصري أمس السبت، وخلال زيارة الملك السعودي سلمان للقاهرة، والتي يريد السعوديون أن تكون “تاريخيّة”.

وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال اليوم الأحد، 10 أبريل، بأن كلّ الحكومات المصريّة المتعاقبة، ومنذ الملك فاروق، كانت تؤكد بأن الجزيرتين تتبع السعوديّة.

تصريح يتناقض مع ما قاله الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، وأكد فيه بأن الجزيرتين تتبعان مصر. (شاهد: هنا)

الجزيرتان اللتان تقعان في البحر الأحمر، وتمثلان موقعاً إستراتيجياً للكيان الإسرائيلي، شكل التنازل المصري عنهما لصالح السعودية؛ محوراً لسجال واعتراضات واسعة بين المصريين، والذين رأوا في هذه الخطوة “تنازلا عن السيادة المصرية”.

هناك منْ يعود إلى الوثائق الحدودية ليؤكد صواب القرار المصري، كما يفعل الباحث المعروف عمرو حمزاوي الذي يرى أن الوثائق تؤكد بأن الجزيرتين أديرتا رسيما منذ عام 1950م مصرياً، وبموافقة سعودية، وأنهما يقعان – بالفعل – خارج البحر الإقليمي المصري.

إلا أن القراءة الحدودية نفسها تذهب اتجاها آخر.

المستشارة، هايدي فاروق، المتخصصة في قضايا الحدود الدولية والثروات العابرة للحدود، تؤكد إن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان، وقالت إنه “لا يمكن لمجلس الوزراء التنازل عنهما”. (شاهد: هنا)

وأضافت أنها عملت سابقاً في ترسيم الحدود السعودية اليمنية، بما يعني أن لها خبرات في التعامل في تلك المنطقة، لتؤكد بأن “الجزيرتين مصريتان 100 بالمائة”.

يشير معارضون إلى أن السعودية كانت تشتري مصر تدريجيا عبر تقديمات مالية للقاهرة منذ يونيو 2013 بلغت نحو 14 مليار دولار. لكن عبد الفتاح السيسي باع جزءأ من الأراضي المصرية “إذعانا بالولاء”.

صنافير وتيران

زيارة سلمان لا يبدو أنّها ستمر بهدوء بعد موضوع الجزيرتين، حيث اعتصم عدد من النشطاء اليوم الأحد في ميدان طلعت حرب، وسط القاهرة، احتجاجاً على “هذه الصفقة التي فرّطت بالسيادة المصرية”، فيما رفع المحامي المصري المعروف خالد علي دعوى ضد التنازل عن الجزيرتين لصالح الرياض.

بمعزل عن موضوع السيادة، والجدل الذي لا ينتهي بشأن الحدود والترسيمات “الملغّمة” التي أتت بعد حقبة سايكس بيكو؛ فإنّ قلقاً “مشروعا” يثيره متابعون بعد منْح هاتين الجزيرتين للسعودية.

تقع جزيرة “تيران”، فى مدخل مضيق تيران، الذى يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كم عن ساحل سيناء الشرقى، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كم².

أما جزيرة “صنافير” فتقع بجوار جزيرة تيران من ناحية الشرق، وتبلغ مساحتها حوالى 33 كم².

عبد الناصر، في التصريح المشار إليه أعلاه، أوضح أبعاداً إستراتيجية لهاتين الجزيرتين في سياق المواجهة مع إسرائيل، وهو ما يعني أن ذهابهما إلى السعودية سيُعيد “الأمل الإسرائيلي” باستغلالهما من أجل توسيع الخطط القديمة التي كانت ترسمها تل أبيب.

يتعزّز ذلك مع “التموضع” الجديد للرياض، والتي باتت لا ترى في إسرائيل عدواً، وبالتزامن مع توسيعها للقاءات المتبادلة مع إسرائيليين، وفي أكثر من مناسبة ومكان. وهو أمر أكد عليه وزير الدفاع الإسرائيلي في ميونخ قبل شهرين، حينما قال بأن تل أبيب ترى نفسها في حلف مشترك مع السعودية والبحرين في مواجهة “إيران” وحلفائها.

يذهب مراقبون إلى القول بأن هيمنة آل سعود على هاتين الجزيرتين هو ما يجعل زيارة سلمان إلى مصر “تاريخية”، لكون ذلك سيفتح “ممرات” إستراتيجية، ليس فقط لتوسيع وتسريع” التلاقي بين السعوديين والإسرائيليين، ولكنه أيضاً سيصنع جغرافيا جديدة للمواجهة المحتملة بين المحور الذي يضم إسرائيل والسعودية، والمحور الآخر الذي يضم إيران وحزب الله. والتصعيد السعودي الأخير ضد المحور الأخير، والمساعي السعودية والخليفية المتكررة والثابتة لترسيخ هذا المحور “عدواً” بديلاً عن إسرائيل؛ يجعل من من هذه المخاوف ترتقي إلى درجات متقدمة من الجدية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى