تقارير

بعد “لقاء بلومبرغ”: ابن سلمان يخوض “حرباً” للوصول إلى العرش.. لكنها تتطلب الإطاحة بابن نايف

محمد بن نايف يمثل العقبة الكبرى في طريق ابن سلمان إلى العرش.
محمد بن نايف يمثل العقبة الكبرى في طريق ابن سلمان إلى العرش.

الرياض- البحرين اليوم

بعد مقابلة مطولة دامت 12 ساعة على مدى أسابيع مع ولي ولي العهد محمد بن سلمان، خلصت وكالة بلومبرغ الأميركية الجمعة الماضية، إلى أن ابن سلمان سيكون الملك القادم للسعودية.

منْ أجروا المقابلة قالوا إنهم يرون أن ابن سلمان هو الملك القادم للسعودية بعد والده، لكنهم لم يعطوا تفاصيل أكثر، وأشاروا إلى أن الدبلوماسيين الغربيين في البلاد يسمون ابن سلمان “بسيّد كل شيء”، بمعنى أنه الحاكم الفعلي للبلاد.

لكن تقف أمام ابن سلمان عقبة كبيرة عليه أن يزيحها ليصل إلى العرش، وهو ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف، والأخير بدأ تهميشه خلال الأشهر الماضية، ووظيفته اليومية، في الغالب، استقبال السفراء الأجانب لدى الرياض، وهي الوظيفة التي تولاها مقرن بن عبدالعزيز خلال الأشهر الأخيرة قبل الإطاحة به من ولاية العهد في نهاية أبريل من العام الماضي، لصالح المحمدين.

يروِّج ابن الملك  المدلل، الذي لم يتجاوز 31 عاماً، لنفسه من خلال مشاريع يقول إنها ستغير وجه البلاد على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وأبرزها مشروع التحول الوطني الذي ستعلن تفاصيله غداً الاثنين، ويزعم أنه سينهي اعتماد البلاد على دخل النفط الذي يشكل أكثر من 90 في المئة من موارد الميزانية العامة للدولة.

لا شك أن ابن سلمان يعرف التهميش الذي لحق بأبناء الملوك السابقيين، وأنه لن يكون استثناءاً. وكما هو واضح؛ فهو يخوض منذ 2009 معركة مع أطراف داخل الأسرة الحاكمة ترغب بإزاحته من السلطة، وقد نجح هؤلاء في طرده من العمل الحكومي، بأمر من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كما كشف هو في حوار “بلومبرغ”.

يكْثُر الحديث عن وجود خلافات بين ابن سلمان وابن نايف، وهو ما أشارت إليه الوكالة، لكن مقربين من الطرفين نفوا هذا الأمر، ودللّوا على تحسن العلاقة بـ “أن الرجلين يملكان مخيمين متجاورين في الصحراء شمال الرياض”!

الإطاحة بابن نايف قد تلقى معارضة أميركية، فالرجل معروفٌ لدى واشنطن بأنه “جنرال الحرب على الإرهاب في المملكة”، ولديهم تعاون وثيق معه منذ 1999م، وهو العام الذي تولى فيه إدارة الشأن الأمني في البلاد.

تعطش ابن سلمان “المجنون” للسلطة ليس له حدود، فهو الأمير الأول الذي تجرأ للسيطرة على شركة النفط الوطنية (أرامكو)، وتعيين نفسه رئيساً لمجلس إدارتها، بعدما كانت – منذ تأسيسها في 1933 – لا تخضع إلا للملك نفسه. وقبل هذا سيطر على مفاصل الدولة الاقتصادية والعسكرية، من خلال توليه وزارة الدفاع، وإنشاء مجلس الاقتصاد والتنمية الذي يضم غالبية وزراء الحكومة.

الأكيد أن طموح ابن سلمان لا يرضيه إلا الوصول إلى العرش، لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بالإطاحة بابن نايف. لكن السؤال الذي لم تستطيع بلومبرغ الإجابة عليه، كيف سيحدث هذا.. ومتى؟

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى