المنامة

البحرين اليوم: عن غضب الأرض والسماء يتحدّث الأوفياء الذين لا يتعبون

 

 

المنامة – البحرين اليوم

 

يتجدّد المشهد الغاضب في شوارع البحرين اليوم الاثنين، ١٦ يناير، بعد يوم من تنفيذ جريمة إعدام الشهداء الثلاثة.

الشوارع ظلت تشتعل بإطارات الحداد، وبالتظاهرات الغاضبة، وبعلمياتٍ من الردع التي طالت الآليات العسكرية وجنود المرتزقة.

في العاصمة المنامة نفذت مجموعة ثورية احتجاجها الغاضب على مقربة من مبنى القلعة، مقر الأجهزة الخليفية والمخابرات. وقامت المجموعة بإغلاق شارع رئيسي وسط العاصمة واشتبكت مع قوات آل خليفة التي لم ينفع قمعها في إجبار المحتجين على التراجع قبل أن يُصعّدوا نيران الاحتجاج فوق سماء المنامة.

في سترة، لا مجال إلا لكل ما يليق بـ”عاصمة الثورة”. حشد الأمة الغاضبة لا تُخطؤها العين في الأرض التي تعرف معنى حرارة دم الشهداء. رصاصات الشوزن التي تنطبع في أجساد المتظاهرين لا يشعر بها أولئك الذين انغرست أقدامهم بتلك الأرض الفيّاضة بالبطولات.

المشهد الثوري في بلدة كرزكان أخذ وتيرة ساخنة يُشبه غليان الأهالي الرافض لجريمة الإعدام. في شوارع البلدة، أغرق المرتزقة كل زاوية بالغازات السامة وأسلحة القمع، غير أن الشّبان كانوا يُعالجون حاسّة القتل لدى المرتزقة بمزيد من الصمود والثبات في الميدان. وفي شهركان، كانت حمم الغضب تناطح سُحب الغازات السامة، واختار المتظاهرون الثائرون أن يحيطوا مركبات آل خليفة بأكثر من غضبٍ ولهيب، وبأكثر من جولة، تواصَلَ مع رسالة النار التي رآها حمد الخليفة من قصره “القاصر” في الصافرية. أما الغضب الحامي في بلدة المعامير فكان أقوى من إيقاع المدرعات التي احتارت في أي جهة ترمي بقذائفها القاتلة. توزّع المحتجون على امتداد الساحة وسط البلدة، وتوزّعت حولها أدوات الدفاع والحماية التي يعرف أثرها المرتزقة المختبئون داخل حصون المدرعات. وفي العكر هبّةٌ محفورة في الطرقات لا تعرف الراحة منذ أن لاحق العكراويّون المرتزقة بالعصيّ وبغضبِ العيون ثأرا للحرائر.

 

وفي “مدينة الزهراء”، التي خلعت عن ثوبها اسمَ الحاكم المكروه من الناس؛ كانت الرسالة غير عصية على القراءة لكل منْ يمر على ضفاف المدينة ويجتاز شوارعها الرئيسية، وكانت ألسنة النيران المشتعلة في إطارات “الغضب” حاضرةً في استقبال المرتزقة الذين كانوا تائهين في المناطق والبلدات المحيطة بعد أن عجزوا عن إطفاء فتائل الغضب والمقاومة، كما هو الحال في بلدة بوري التي قدّم أهلها مشهدهم الغاضب بإخلاء الشوارع والمحلات من “الأجواء الطبيعية”، وخلف المتظاهرون وراءهم شوارع خالية من الناس إلا من علامات العصيان والغضب. علامات رسمها أهالي عالي في تظاهرات لم تتوقف حتى مساء اليوم.

ذهاباً إلى شوارع خطوط النار، يحتل الصورةَ شبانٌ من بلدة السهلة الجنوبية وهم يقاومون الغازات بخط مستقيم تارةً ومنحن تارة أخرى، ولكنها مصحوب بالنيران دوما وبانتشار للشّبان الذين ألقوا الرعب في القلوب الوعرة للمرتزقة وهم يتلفتون شمالا وجنوبا خشية انتفاضٍ مفاجيء من الشارع الناري الذي يمتد من البلاد القديم، وحتى السهلتين. ولا يهدأ الشارع إلا بالمشهد الذي تراه العين في بلدة المصلى، حيث يحل هدوء الغضب المحاط بحواجز إغلاق الشوارع والطرقات. هدوء يتفجّر في التظاهرات المحتشدة بالأوفياء في السنابس والديه وكرباباد، ذهابا إلى المحرق، ومرورا بالبلدات الوسطى، وعودة إلى الشارع الذي يبدأ من بلدة القدم، ولا ينتهي إلا بشموخ المرابطين في ساحة الفداء.

في شارع ٩ مارس لا يعرف مرتزقة آل خليفة الراحة. الأرض هنا تهتز على الدوام تحت أقدام المتظاهرين الذين يتناسلون في كلّ بلدة، كما يتناسل الإباءُ في محاضن الاعتصام المفتوح ببلدة الدراز المحاصرة. اهتزاز شارع “بلدات الشيخ المقاوم”؛ لا يكتمل إلا بحضور الإيقاع الثوري الذي يرتسم في الشوارع، ومن قبضات “رجال الله” الذين يخرجون من عيونِ الناس من غير إعلان مسبق، ولا تراهم فوهاتُ الموت إلا حين تُسدَّد عليها مشاعلُ المقاومة.

 

السهلة الجنوبية ٢

المصلي

المنامة

باربار

سترة

شهركان ٢

قصر الطاغية

كرزكان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى