ما وراء الخبر

متابعات: “البحرين مستقبلنا” حصان طروادة الخليفيين

Screen Shot 2016-05-25 at 15.41.07

متابعات

ما وراء الخبر

الوضع المتدهور الذي تعيشه البحرين منذ عدة سنوات، وانسداد آفاق الحل السياسي في البلاد، مع فشل الخليفيين في كل الإجراءات والمخططات لوأد الثورة أو فرض الحلول الترقيعة؛ دفعهم لمحاولات خائبة أخرى!

وبعد أن اصطدم الخليفيون بصخرة صمود التيار الثوري الذي عقد العزم على إسقاطهم؛ شكل موقف الجمعيات السياسية بمقاطعتهم الإنتخابات المزيفة قبل عامين؛ صفعة لمشروع حمد الخليفة، وسلب منه بساط الشرعية.

مقاطعة الإنتخابات الخليفية قبل عامين كان قراراً صادماً للخليفيين، وذلك ما يفسر الإجراءات القمعية التي أعقبت قرار المقاطعة،  حيث زُج بمعظم قادة الجمعيات السياسية في السجن.

استمر الخليفيون باستخدام القبضة “الحديدية” لقمع كل الأصوات المعارضة حتى اكتظت السجون بالمعتقلين، غير أنهم عجزوا عن وقف المد الثوري في البلاد، أو فرض حلول الأمر الواقع. ومع تفاقم الأزمة الإقتصادية في البلاد وتطورات الأوضاع الإقليمية، يبدو أن الخليفيين يشعرون بحاجة ملحة لكسر حالة الجمود بمحاولة اختراق بعض الشخصيات المحسوبة على المعارضة التي لا تزال تمثل تأثيرا في الوسط العام.

الحل السحري هذه المرة هو حصان طروادة الذي استخدمه “أخيليوس” واخترق عبره طروادة وأسقطها في قبضة الإغريق. آخر النسخ في هذا الصعيد هو مجموعة إلكترونية تطلق على نفسها اسم “البحرين مستقبلنا”، والتي يراد لها أن تمارس دورا يشبه حصان طروادة لصالح الخليفيين.

هذه المجموعة يمكن النظر إليها باعتبارها آخر اختراعات أجهزة المخابرات الخليفية البائسة. ويقودها مجموعة من الأشخاص المنعوتين بالعمالة والإرتزاق وبأوصاف أخرى لا تبعد عن المهام المساندة للنظام.

عراب المجموعة هو المدعو محمد حسن العرادي، والذي يُتهم بعلاقاته الوثيقة مع أجهزة المخابرات الخليفية. ما يدعو للغرابة في هذه المجموعة هو انخداع بعض الأشخاص الذين يُنظر إليهم بأنهم يحملون هم الوطن، ويسعون للمساهمة بكل ما هو متاح وممكن لرفع محنه، حيث انخرط هؤلاء في الخيوط التي يتم نسجها لأغراض تصب في أجندة النظام.

طرحت هذه المجموعة مبادرة أطلقت عليها “مبادرة المصالحة الوطنية”، ثم شُكل فريق لإعداد ورقة عملٍ “متكاملة” كمشروع يتم تقديمه “للمعنيين”. ما لبث أن أصبح للمجموعة ناطق رسمي يتحدث باسمها، وأعلنت عزمها إنشاء مجالس شعبية  في مناطق البحرين. وأنها بصدد ” خلق ظروف لإخراج البلاد من أزمتها”. وهكذا أصبحت الصورة واضحة، وأضحى المخطّط الذي رسمته الدوائر المخابراتية الخليفية جليا للعيان.

أربعة أمور يأمل الخليفيون أن يخرج بها حصانهم الخاسر الأخير:

– أولا: خلق بديل جديد للجمعيات السياسية المعارضة، وخاصة جمعية الوفاق الوطني التي زج النظام بأمينها العام الشيخ علي سلمان بالسجن واعتقل عددا آخر من قادتها. ويعمل الخليفيون اليوم لاستخدام المجموعة الجديدة لتكون بديلاً لسحب البساط من تحت أقدام الجمعيات،  وذلك عبر تولي هذه المجموعة لمشروع النظام للخروج من “الأزمة السياسية” التي تعصف بالبلاد. وهو مشروع لن يجني إلا الخيبة لأنه خرج من رحم أجهزة المخابرات الخليفية، ولا يمكن أن ينطلي على أحد من الناس.

– ثانيا: إن هذه المجموعة ستمثل البديل الذي يضفي الشرعية على النظام في حال فشلها في تسويق المشروع الخليفي،  وذلك عبر مشاركتها في الإنتخابات النيابية المقبلة في العام 2018 وخاصة بعد أن فشلت السلطات فشلا ذريعا في إيجاد بديل للجمعيات السياسية خلال الإنتخابات الأخيرة التي قاطعتها الجمعيات. لكنهم لن يكونوا أفضل من منظمات “الكونغو” التي ولدت أمثال حسن موسى شفيعي وفيصل فولاذ؛ وأضحت زبداً يذهب جفاء، وينضح بالسقوط.

– ثالثا: تتولى هذه المجموعة مهمة تسقيط الشخصيات المعارضة والمعروفة بتاريخها النضالي ومقامها الديني، وفي طليعة تلك الشخصيات آية الله الشيخ عيسى قاسم، الذي عملت هذه المجموعة نصب عينيها ومنذ إنشائها ابعمل على النيل من مكانته وتحجيم دوره، وهو أمرٌ لم يعد خافيا على العارفين، فهو يجري تحت نطر ومسمع عدد من قيادات جمعية الوفاق المنضوية تحت راية مجموعة العرادي.

-رابعا: خطورة هذا التجمع تنبع من كونه مشروعا يستهدف اختراق الجسم الشيعي، الذي يعاني من تهميش مزمن وضمن مشروع الإبادة المدمر. المطلوب هو إسقاط الشيعة في قبضة النظام كما سقطت طروادة من قبل عبر حيلة أخيليوس، مع فارق  أن من يركب حصان العرادي اليوم هم أنصار الخليفيين من أبناء الشيعة الذين تحولوا إلى سيف بيد ذباحيهم،  ويعينونهم على ذبح أبناء جلدتهم.

الأكيد أن هذه المجموعة بقيادة – الهاوي على وجهه – العرادي لن تنجح في استغفال الشعب البحراني المقاوم، الذي ضحى بعشرات الشهداء من أبنائه، ودفع ثمنا باهظا في طريق التحرر من هيمنة عائلة آل خليفة، ومن أجل تقرير مصيره بنفسه.

سبق العرادي كثيرون ممن اصطفوا في خندق العائلة الحاكمة وفشلوا، ولن يكون العرادي أفضل مصيراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى