سجن جوالمنامةتقارير

رمضان في البحرين.. بين شهيد وسجين ومطارد ومهجر

Screen Shot 2016-06-09 at 14.55.55

خاص – البحرين اليوم

أقبل علينا شهر الصبر والمواساة المملوء بالرحمة والغفران والخير، واستقبل العالم الإسلامي الشهر المبارك بالفرح والإبتهاج، وانشغل الناس في تحضير المأكولات الرمضانية وإعمار المجالس القرآنية، إلا أن البحرانيين استقبلوا شهر رمضان المبارك بغصة بعد غياب أبنائهم بين شهيد وسجين ومطارد ومهجر بسبب جرائم النظام الخليفي.

عذاب الأشتياق لم يكن سهلاً على تلك العوائل، ففي تلك الزاوية أم تبكي حسرةً على إبنها الذي راح شهيداً، وأخرى رافعة كفيها إلى الله تسأل منه أن يفك قيد أسر إبنها القابع في تلك الزنزانة المظلمة، وإما تلك ففي قلبها غصة على إبنها المطارد الذي لاتعلم عن حاله شيء، والأخيرة تترقب عودة إبنها المهجر بسبب ظلم وجور عائلة آل خليفة.

أجرت “البحرين اليوم” حديث مع بعض العوائل منها عائلة الشهيد علي الدمستاني، وعائلة المعتقل أحمد العرب، وعائلة أحد المطاردين البحرانيين، و عائلة الشاب المهجر عيسى العالي؛ سألناهم فيه كيف استقبوا الشهر المبارك وأبنائهم بعيدين عن ناظرهم واحضانهم.

حديث الذكرياتScreen Shot 2016-06-09 at 14.43.01

الحاج ابراهيم الدمستاني سرد لنا بعضاً من ذكريات إبنه الشهيد البطل علي، واستذكر والد الشهيد علي الدمستاني بعض من صفات إبنه التي تميز بها خصوصاً في شهر رمضان المبارك، وقال الدمستاني بأن الشهيد علي الدمستاني كانت له مواقف جميلة مع رفاقه حيث كان كريماً معهم وعطوفاً عليهم خصوصاً الفقراء منهم الذين كان يتقاسم مصروفه الشهري الذي يخصصه له معهم.

وقال الدمستاني بأن الشهيد الغالي كان دائماً يلح على والدته لإستضافة رفاقه على وجبات الإفطار والسحور.

ورغم لوعة الفراق ومرارة الفقد إلا أن الحاج ابراهيم الدمستاني يشعر بالفخر وهو يستذكر تلك الذكريات، وهو على يقين تام بأن الله سيعوض إبنه الشهيد على تلك الخصال الجميلة التي كان يتمتع بها.

وأضاف الدمستاني، إن الشهيد علي ومجموعة من رفاقه هم من حققوا الإنجاز الأكبر للشعب البحراني وهو “فتح ميدان الشهداء”، إذ كانوا يتحملون مسؤولية الحراك الميداني في بلدات البحرين قبل إندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير، معبراً عن فخره بهم رغم قلة عددهم.

وختم الدمستاني حديثه متمنياً الفرج للشعب البحراني وعن المطاردين بالخصوص بحق دماء الشهداء وأرواحهم الطاهرة.

غصة وقت الإفطار

Screen Shot 2016-06-09 at 14.34.13

وفي حديث مع والدة المعتقل أحمد العرب التي كان صوتها مثقلاً بالحزن، قالت بأن هذه السنة الثانية التي يمر فيها شهر رمضان المبارك وهي تفتقد بسمة أحمد التي اعتادت عليها، وقالت والدة العرب بأن العائلة تعيش القلق والمعاناة، ليس فقط لوجود إبنهم المحكوم بأكثر 120 سنة في المعتقل، بل بسبب الظروف التي يمر بها المعتقلين في البحرين وبالخصوص في سجن الحوض الجاف.

وأضافت والدة العرب، بأن هذا حال كل الأمهات التي يقبع أبنائهن في السجون الخليفية، متأملةً الفرج لجميع المعتقلين.

وعند سؤال والدة أحمد عن أصعب وقت يمر عليها هي والعائلة في الشهر الكريم، قالت بأن وقت الإطفار هو أصعب وقت يمر عليهم، حيث أن أخوان أحمد يضعون صورته كل يوم على مائدة الإفطار، وأن ألم الفراق يكون واضح على والدة وهو يرى المائدة ناقصة، إلا أنهم متمسكين بالأمل والصبر

وأختتمت الوالدة حديثها لوكالة “البحرين اليوم” بثلاث رسائل، الأولى وجهتها لإبنها حين قالت: ” أنت لست وحدك، وإذا كنت أنت في سجن فكلنا معتقلين في سجن كبير”.

كما وجهت والدة العرب رسالة لعوائل المعتقلين، إذ طلبت منهم التمسك بالصبر والصمود، وبأن يكونوا لساناً لأبنائهم المعتقلين لأيصال مظلوميتهم،

الرسالة الأخيرة كانت للشعب البحراني، حيث طلبت منهم الدعاء للمعتقلين بالخلاص من سجون الظلمة.

على أمل اللقاءScreen Shot 2016-06-09 at 14.30.52

كان صوتها مليء بالألم وهي تروي لنا حال العائلة في الشهر الفضيل، “ما أدري عنه إذا يتفطر أو لا، يتسحر أو لا، عنده مكان ينام فيه أو ينام في الشارع”، إنها والدة أحد المطاردين البحرانيين التي لاتعلم شيء عن إبنها، وكلت أمرها إلى الله وطلبت منه أن يحرس إبنها من أعين العملاء.

تقول والدة المطارد البحراني بأن العائلة كل يوم تستذكره وقت الفطور وتتمنى رؤيته، وإنهم على أمل مجيء إبنهم للمنزل في أي لحظة، وواصلت والدة المطارد “ماتدرون أي كثر أستانس إذا أجوفه داخل البيت”.

ووصفت الوالدة وقت السحور بـ “أصعب الأوقات”، حيث لاتعلم في هذا الوقت المتأخر من الليل عن حال إبنها، وما إذا كان قد تناول وجبة سحوره أم لا، وهل وجد له منزلاً يحتمي فيه من أعين العملاء المتربصة له.

ودعت الوالدة في نهاية حديثها إلى “البحرين اليوم” إلى احتضان المطاردين وأيوائهم، وطلبت من الشعب البحراني بأن لاينسى المعتقلين والمطاردين والمهجرين من دعائه في هذا الشهر الفضيل

الدموع قبل الكلام

“هالشي خالتنه في قلبي وساكته، وقبل أي شي دموعي سبقت كلامي”، بهذه الكلمات ابتدأت والدة المهجر عيسى العالي حديثها للبحرين اليوم، وقالت والدة العالي بأن شعورها لايوصف إلا بالدموع، حيث أن عقارب الساعة بالكاد تمشي، وألم الفراق ووجع الفقد والحسرة قطع قلبها بغياب إبنها البكر عن ناظرها؛ وواصلت حديثها، “أشعر بغصة عند سماع أذان المغرب وهو ليس بيننا، أشتاق لإبتسامته ومداعباته، إلا أن مايقوم به من أجل وطنه في غربته يخفف عني الألم”.

وأضافت والدة عيسى، “أنا فخورة به، وفي كل صلاة أطلب من الله سبحانه وتعالى أن يخفف على أمهات الشهداء والمعتقلين والمطاردين والمنفيين، وأن تقر أعيننا برؤية أبنائنا في القريب العاجل”.

FullSizeRender

جزء بسيط من معناة العوائل البحرانية خلال شهر رمضان المبارك، فبدلاً من أن يحلو الشهر المبارك بلم شمل العائلة صارت العوائل البحرانية تعيش الشهر الفضيل في قلق وغصة ولوعة بسبب حاكم الخليفي قتل أبنائهم وسجن وطارد شبابهم وجعل من المنافي أوطانناً لهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى