مغردون

مغردون في رمضان: المدون حسن الشارقي يغادر تويتر في الشهر الفضيل “لأسباب خاصة”

٢

البحرين اليوم – (خاص)

المدون الشاب حسن الشارقي، وبشكل مفاجيء، نشر في ٢٨ مايو ٢٠١٧، تغريدة أعلن فيها التوقف عن التغريد “لأسباب خاصة”. بدأ التغريدة بمخاطبة متابعيه بـ”الأحبة”، وطلب منهم السماح والدعاء و”براءة الذمة في هذا الشهر الفضيل”.

“الأسباب الخاصة”، ومع موجة استدعاء النشطاء والمعارضين بعيد اجتياح الدراز، هي أسباب “معروفة” بالنسبة للناس. اتضح بأن المدون حسن تم استدعاؤه للتحقيق في المركز الذي يتردد اسمه كثيرا إلى جانب قصص الوحشية في التعذيب، مركز شرطة المحرق (فرع جهاز الأمن الوطني). من المؤكد أن المدوّن حسن لم يجلس مرتاحاً قبالة المحققين، ومن المؤكد أيضاً أن المحققين لم يناقشوا معه الأفكار والآراء التي ينشرها على حسابه في توتير، استناداً على المقولة التي نشرها في البروفايل الخاص به: “أحب النقاش وأكره الجدل”. كان هناك شيء آخر دفعَ المدون حسن لإعلان توقفه عن التغريد، هو شيء – أيضاً – لا يجهله الناس في هذه البلاد المحاصرة بالجلادين وكارهي الحرية والكلمة الحرة وتداول الكلام والنقاش فيه.

٣

ماذا قال المدون قبل أن يغادر تويتر؟

قبل الاستدعاء بيومين كتب حسن الشارقي خلاصة الأمر: “ما كنتُ أحسبُ يوماً أنهم بهذا المستوى من الوحشية والسادية والانحطاط! نحن في زمن سقوط الأخلاق والقيم!” ربما كان المشهد “العام” في بلدة الدراز كفيلاً بإيصال المرء إلى هذه النتيحة، ولكن “المشهد الخاص” الذي عاناه حسن شخصياً في مركز المحرق؛ يُضيف إلى هذه النتيجة شواهد قد تكون أكثر رسوخاً في ذاكرته.

١١١١١

إسكات صوت حسن له علاقة بقرار له صلة بعدم السماح بكشف حقيقة ما حصل في الدراز يوم الثلاثاء ٢٣ مايو. فماذا وصف حسن هذا اليوم؟ بثلاث كلمات: “مجزرة بمعنى الكلمة”.

نشر بعدها حسن تغريدات ردّ فيها على تصريحات رئيس ما يُسمى الأمن العام في البحرين، طارق الحسن، وخاصة فيما يتعلق بأكاذيبه بشأن حقيقة “المهمة” التي قامت بها القوات الخليفية في الدراز، إضافة إلى تدخله في الشأن الديني لمذهب الشيعة، حينما تحدث عن شرط “الجنسية البحرانية” لإمام الصلاة.

سجّل حسن التعازي بالشهداء، والتنديد باحتجاز جثامينهم، وكأن هناك شيئاً يُراد إخفاؤه، كما قال. وكانت له مشاركات في الحملة التي حملت “أنا بحريني ولست بخير”، كتب فيها جوانب من الاضطهاد الذي يواجهه المواطنون على أيدي النظام، وخاصة مع بلوغ استهداف الشيخ قاسم والعقائد الدينية مستوى غير مسبوق. ومع تجربته الخاصة “المؤلمة”؛ سيأتي اليوم الذي يغرّد فيه حسن الشارقي عن قصص هذا الاضطهاد والشّر، ولكن بعد أن ينقشع هذا الظلام ويسقط الطغاة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى