حكايات الضحايا

وزارة الصحة تطالب خرّيجة بحرانية عاطلة بدفع 100 دينار شهريا مقابل عملها التطوّعي!

البحرين اليوم-(خاص)

البحرين تحوّلت في ظل حكم عائلة آل خليفة الى بلاد للعجائب! لكن عجائبها وغرائبها من غير ذلك النوع الذي تشتهر به البلاد المرموقة والمتحضّرة في العالم. فالبحرين تكاد ان تكون الدولة الوحيدة في العالم الذي يطالب فيها سكانها الأصليين بمساواتهم في الحقوق بالمهاجرين وبالأغراب الذين استوطنوها قادمين من شتى بقاع الأرض.

الوظائف في البلاد أضحت مستعصية على البحرانيين بعد ان شغلها الأجانب وفي مختلف القطاعات. فالأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية تعج بالمرتزقة من باكستانيين وسوريين ويمنيين وأردنيين وغيرهم, فيما غُيّب عنها البحارنة. وأما القطاع الصحي الذي كان يزخر بالكفاءات البحرانية, فقد تم استبدالهم بسقط المتاع من المستوردين, وأما الخرّيجون البحارنة فيجلسون عاطلين عن العمل في بيوتهم.

مخطط خليفي لتدمير شعب البحرين واستبداله بالمجنّسين وتسليطهم على رقاب أبناء البلاد الأصليين. أحد ضحايا هذا المخطّط فتاة بحرانية سهرت الليالي والأيام من أجل نيل شهادة في احد الفروع الطبية كي تنفع عبرها المجتمع, تعب أهلها على تربيتها من أجل تحويلها الى عضو نافع لبلدها, لكنها وبعد تخّرجها قبل عامين وضعت شهادة تخرجها على الجدار ولازالت تجاهد وبلا طائل من أجل الحصول على فرصة عمل.

إنها الشابة (م.ع) التي روت لوكالة أنباء (البحرين اليوم) معاناتها التي تعكس معاناة الكثيرين من امثالها. الفتاة نالت شهادة تخرّج من احد الفروع الطبية في العام 2014, لكن فرحتها بتخرجها سرعان ما تلاشت بعد أن تبخّرت آمالها بالحصول على عمل في القطاع العام او الخاص.

تقدّمت بطلب للعمل في المستشفيات الحكومية عن طريق ما يسمى بالخدمة المدنية الذي أغلق أبوابه بوجه البحرانيين وتوقف عن الإعلان عن الوظائف الشاغرة في بلادهم, في وقت ملأ به صحف إسلام آباد، وعمّان، والقاهرة، ودكّا بإعلانات عن وظائف شاغرة في القطاع الصحّي.
وجّهت الخريجة صوبها نحو القطّاع الخاص ولم تكن النتيجة بأفضل من سابقتها.

أرادت أن تعيل نفسها بنفسها وأن تخفّف عبء مصاريفها عن أبيها لكنها, وبعد عامين من الجهود المضنية خشيت الفتاة على ضياع العلوم التي درستها في حال عدم ممارستها لمهنتها, فقرّرت ان تتطوّع للعمل مجانا في المستشفيات الحكومية. كانت صدمتها لاتوصف لدى مراجعتها لأحد المستشفيات. إذ طلب منها المسؤولون دفع مبلغ من المال قدره 100 دينار مقابل كل شهر تعمل فيه مجّانا في المستشفى!!

في جميع البلدان التي تحترم حقوق مواطنيها يسمح للخرّيج في حال عدم الحصول على عمل بالتدريب في مؤسسات الدولة وبالحصول على معونة مادية طالما بقي عاطلا عن العمل لأسباب خارجة عن إرادته, إلا في البحرين التي يدفع العاطل عن العمل فيها رسوما الى الدولة مقابل عمله التطوعي!

إجراءات لا تكشف إلا عن مدى حقد عائلة آل خليفة الغازية على ابناء البحرين الأصليين وتجريدهم من عناصر قوتهم وفي طليعتها العلم والمعرفة, وهي كذلك تكشف عن مخططهم لاستبدال البحارنة بالأغراب المستوردين وتحويل أهل البلاد الى غرباء في وطنهم.

ممارسات تعزّز من إصرار الشعب على الأطاحة بهذه العائلة الغازية التي تستهدف حاضر البحرانيين وماضيهم ومستقبلهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى