المنامة

محمد خاتم: “يا رئيس الوزراء أنت المسؤول عن ضياعي وضياع أسرتي”

المنامة – البحرين اليوم
“مواطن مضطهد.. محروم في وطني”.

يسجّل المواطن البحراني محمد علي حسن خاتم على حسابه في موقع (تويتر) يوميات المعاناة في بلاده. يوثق بالتدوين التلقائي وبالتسجيل المرئي الحيّ لحظاته وهو يبحث عن حقه في العمل والسكن الكريم، وينقل صورا مباشرة من هذه المعاناة في مختلف الأماكن. من منزله، وفي السيارة، وفي الشارع، ومن النيابة العامة، ومن المؤسسات الحكومية التي يتنقل فيها بحثا عن حقه المسلوب.

خاتم فُصل من عمله في وزارة البلديات ضمن الحملة التي شملت المئات من المواطنين. لا يجد اليوم مصدرا للرزق، وهو الأب الذي يشعر بألم أبنائه الستة وأهله. لا يتردد خاتم في توصيف حالته وحال أمثاله: “هو مواطن، وصاحب حقّ مُغتصب”. يحمّل مسؤولية ما يحصل إلى رئيس الوزراء، فهو – كما يقول خاتم – المسؤول عن وزرائه، وهو “رأس الهرم” الذي يمنع العدل عن المواطنين.

بدأ خاتم “سيرة الاحتجاج” من على حسابه في (تويتر) في شهر أغسطس الماضي. ابتدأ الحدث بتوجيه السلام والتحية إلى شعب البحرين. بعد نحو شهر، خرج خاتم عن صمته، وابتدأ مسيرته بهذا السؤال: “أين تقرير بسيوني يا حكومة بإرجاع المفصولين إلى أشغالهم. أنا مفصول من عملي، ولم يتم إرجاعي”. هذه هي “اللافتة” الأساسية التي سيرفعها خاتم وهو يناضل بحثا عن حقه المسلوب، جنبا إلى جنب حقه في السكن بعد تجميد طلبه الإسكاني ولأسباب لها علاقة بالأحداث السياسية في البلاد.
أبواب المسؤولين.. وأبواب السجون
يسخر خاتم من “الأبواب المفتوحة” أمام المواطنين، ويقول بأن المسؤولين يقبعون داخل “حصون مغلقة عن المواطنين”. بين السطور يُرسل خاتم مفاتيح المشكلة: فهو “مواطن بحراني أصيل”، ولهذا لم ير أمامه إلا “أبواب السجون المفتوحة”. السجون هنا ليست فقط الزنازن، ولكنها أيضا الحرمان من العمل والسكن والعيش الكريم. هكذا يخبرنا خاتم وهو ينقل قصته بالكلمة والفيديو: “الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن”، وخاتم كما يقول “غريب في وطني، بلا عمل ولا سكن”، فـ”أين العدل والمساواة والحرية يا حكومة؟” يسأل خاتم.

يقول خاتم بأنه لن ييأس، و”نفَسه طويل”، وتعويله على الله تعالى الذي “إذا أحب عبدا ابتلاه”. هذا أول تسجيل فيديو يرفعه وهو يبحث عن حقه وسط المنطقة الدبلوماسية في العاصمة المنامة التي ستكون مسرحاً لنضاله الطويل على الأرض. من النيابة العامة، يصور خاتم لحظة خروجه من المبنى بعد التحقيق معه بعد رفض ردّ الاعتبار إليه لكونه معتقلا سابقا. يلخّص خاتم ما دار في النيابة بأنه شكل آخر “البَهْدَلة”. ومن وزارة الإسكان، ينقل “البهدلة” التي يمارسها المسؤولون مع المواطنين لأجل أن “يفرح أصحاب الكراسي وتطيب نفوسهم وهو يرون المواطن (دايخ)”.
‫”‬يا رئيس الوزراء أنت المسؤول عن ضياعي وضياع أسرتي في وطني”. هذه العبارة التي يرفعها الآن خاتم الذي يحاجج المسؤولين في زعمهم بوجود “الديمقراطية والحرية”، في حين أنه يعاني “الأمرّين”. ‬

يقتصر خاتم على الحديث عن ظلامته الخاصة ويجاهر بها، ليس تجاهلا لظلامة الناس، فـ”قضية شعب البحرين لها ربّ يحميها” كما يقول، وهو في هذه المساحة من الاحتجاج يريد أن يختصر المعاناة العامة في قصة مظلوميته التي لا يسمعها أحد، ولكنه لا يجد في ذلك مدعاة لليأس، فهو لن يسكت عن حقه المغصوب، ولن يتنازل عن محاسبة المسؤولين عن ظلمه – وعلى رأسهم رئيس الوزراء – في الدنيا والآخرة. يريد خاتم من كل صاحب ظلامة أن يكون صوتا مسموعا، وفي كل مكان، وبلا تردّد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى