ما وراء الخبر

متابعات: محمد تنوير.. ضحية الارتزاق وإرهاب الخليفيين

CgMDgsrXEAA_mUE

 

البحرين اليوم  – (خاص)

 

متابعات

ما وراء الخبر

 

 

شرطيٌّ جديدٌ من مرتزقة آل خليفة يُعلَن عن مقتله في حادثٍ تقول الداخلية بأنه جاء بعد هجوم بالمولوتوف على “دورية” كانت تقوم ب”واجبها”.

“واجبُ” قوات آل خليفة في الشوارع وداخل منازل المواطنين؛ معروفٌ لدى الجميع، وتوثّقه الكاميرات كلّ يوم، منذ أكثر من 5 سنوات. وهو “واجبٌ” يصل إلى حدودٍ إضافية داخل المعتقلات وأقبية التحقيق، وإلى حدّ انتهاك أعراض النساء، وبأفظع الأساليب.

“أداءُ” القوات الخليفية لـ”واجبها”؛ أمرٌ لا نقاش فيه!

لن يتوقف البعضُ، وخاصة من المسارعين للإلتحاق بطوابير الإدانة للحادثة؛ عند السؤال عن سببِ مجيء مرتزقٍ إلى البحرين، ومشاركته في قواتٍ عسكرية لقمع شعب البحرين. هذا السؤال “القيمي” و”الوطني” لا علاقة له بأصلِ الحادثةِ وبظروفها وتفاصليها، وبمعزلٍ عن حقيقة ما تُعلنه الوزارةُ الخليفية التي لا تكفّ عن فبركة المسرحيات، واستغلال “التوقيت” للخروج من أزماتها المتراكمة.

محمد تنوير، الباكستاني الذي التحق بقوات آل خليفة، دُفِن اليوم الأحد، 17 أبريل، في “مقبرة المنامة”، أي في العاصمة التي لا يسكنها أهلُها، والتي مُنِع مواطنوها من إقامة تأبين فيها لأحد أبنائها الشهداء، الحاج عبد الكريم فخرواي، المقتولِ داخل سجونِ “العارفين” كيف يؤدّوا واجبهم في القتل.

تنوير كان يُفترَض أن يبقى في عمله السابق بإحدى فروع شركة “تويوتا” بالبلاد. لكن الخليفيين يبحثون، دون توقفٍ، عن إضافاتٍ جديدة لطواقم المرتزقة للمشاركةِ في قتْل السكان الأصليين، ودون هوادة. أو أن يكونوا “أعواداً” يحرقها ساعة يشاء. وتنوير لم يرفض ذلك، ولم يأخذ قراراً إنسانياً بعدم الإنضام إلى القتلة.

كان سيكون أفضلَ للباكستاني تنوير – ولابنته الصغيرة – لو بقيَ يحمل صفةَ “مقيمٍ آسيوي” في البلاد، بدل أن يحمل صفةً أخرى مليئة بالعار: صفة “مرتزق” بدرجة قاتلٍ محتمل.

لن ينفعَ محمداً وأهلَه، ولن يزيدهم شيئاً؛ أن يُوضَع على قبره علمُ البحرين، أو أن يُلحِق الخليفيون به لقبَ “شهيد الواجب”، وأن يكون اسمه وراداً في “صندوق شهداء الواجب” التي أعلن مرسومَه حمد عيسى الخليفة مؤخراً.

ومن المؤكد أن “السَّلوى” لن تدخلَ في نفوس أهلِه بإطلاق هاش تاغ “#استشهاد_شرطي_في_البحرين”، ومن زملاء له في الارتزاق، وهي حملةٌ يريد بها الخليفيون التمهيدَ لأجواءٍ تحفّز على الإسراع للحملات المقبلة، وبالتوازي مع حملة “القصاص” التي أطلقها موالون لآل خليفة، وممّن عُرفوا طوال سنوات الثورة بالتحريض على القتل والطائفية.

محمد تنوير ذهب ضحيةَ الارتزاق. وكفى.

أمّا آل خليفة فيريدون الذهابَ إلى الخطوة التالية، وعلى طريقة آل سعود في “الإندفاع المجنون”.

ربّما وضع وزير الداخلية الخليفي، راشد الخليفة، في تصريحاته اليوم بعضاً من ملامح الخطوات المقبلة، ولكن “وزير الإرهاب” – كما يصفه الأهالي – لم يتوقّف عن إطلاق التهديدات، والاتهامات، والفبركات.. طيلة الأعوام السابقة، وكان يجد نفسه مدفوعاً لمزيدٍ من السّفك؛ كلّما وجدَ جبينه ملأى بالخزي الأصيل، والذي يُريد أن ينشره على جبين قوّاته من الخليفيين والمرتزقة.. وعلى طريقة: “نجاسةُ العَيْنِ التي لا تزول.. غيّرْ حكمَ نجاستها”.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى