تقارير

السعودية ستتبع سياسة “الأرض المحروقة” للسيطرة على صنعاء.. وستتفرغ لمغامرة عسكرية في سوريا

 

موقع استهدفه الطيران السعودي في صنعاء. أرشيفية.
موقع استهدفه الطيران السعودي في صنعاء. أرشيفية.

الرياض- البحرين اليوم

من الواضح أن السعودية ستتبع “سياسة الأرض المحروقة” في حربها على اليمن خلال الأيام المقبلة، في سعي من الرياض لتمكين القوات الموالية لها للسيطرة على العاصمة صنعاء بحلول شهر مارس المقبل، ما يسمح للمملكة بدخول مغامرة عسكرية جديدة لكن في سوريا هذه المرة.

وطالبت الرياض الأسبوع الماضي من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بإجلاء موظفيها من المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصارالله، وهو الطلب الأول من نوعه منذ شن الحرب قبل 11 شهراً، لكن المنظمة الدولية قابلته بالرفض “كونه يتناقض مع القانون الدولي”، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز أمس الجمعة.

وكان العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، قال في تصريحات نقلتها عنه وكالات أنباء الأسبوع الماضي إن بلاده  ستكون مستعدة لإرسال قوات برية ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش إلى سوريا في شهر مارس المقبل. وأكد “أن المملكة لن تحارب على جبهتين في الشمال والجنوب، فالقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي ستتمكن من استعادة السيطرة على العاصمة صنعاء بحلول شهر مارس”.

رغبة الرياض واضحة في التخلص من ورطة اليمن بأي كلفة وبأسرع وقت، فالحرب مستمرة منذ نحو عام، رغم أنه كان مخططاً لها أن لا تستمر أكثر من شهر، ومع طول أمد المعارك في اليمن، يزداد الضغط الدولي على السعودية بسبب ما نتج عن التدخل العسكري من أوضاع إنسانية مزرية،سيعقد مجلس الأمن اجتماعاً الثلثاء المقبل لمناقشتها بطلب من روسيا.

وإذا كانت الرياض تستطيع تحمل الضغوط الدولية بخصوص مأساة اليمن، لكنها لن تتحمل خسارة معركتها في سوريا، حيث تتقهر للمرة الأولى منذ 2012، قوات المعارضة المسلحة المدعومة من الرياض، لصالح الجيش السوري المدعوم بقوة من روسيا وإيران.

انتقادات لاذعة وجهها صحافيون سعوديون موالون للحكومة لإعلان الرياض نيتها إرسال قوات إلى سوريا، إذ رأوا أن فتح جبهتين في الشمال والجنوب في وقت واحد قد يعني إدخال المملكة في مغامرة قد تهدد وجودها.

الأكيد أن الحكومة السعودية تعي خطورة هذا الأمر كما بدا في تصريحات العميد عسيري، وحريصة على أن تغلق جبهة اليمن المشتعلة، قبل فتح جبهة جديدة في سوريا.

الأكيد أيضاَ، حتى الآن، أن السعودية تتجه إلى إرسال قوات إلى سوريا تحت قيادة أميركية، فهي أعلنت أمس أنها لن تتراجع عن اتخاذ هذه الخطوة، فيما قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس الجمعة إن “الخطوات المصيرية” لإرسال قوات سعودية إلى سوريا تم اتخاذها بالفعل، وأشارت إلى اجتماع عقده وزير الدفاع محمد بن سلمان مع نظيره الأميركي اشتون كارتر الخميس الماضي في بروكسل بخصوص “طبيعة عمل القوات في سوريا، والتي قد تتولى مهمات منها تدريب قوات المعارضة والشرطة”.

“المغامرة السعودية” في سوريا لو حدثت فعلاً، فستكون كلفتها عالية جدا سواء اقتصاديا أو بشريا بسبب طبيعة الحرب هناك، وقد يكون فشل “المغامرة”، بداية لإنكفاء الدور السعودي في المنطقة، ما سيفاقم أزمات البلاد الداخلية الأمر الذي قد يهدد شكل النظام الحالي في المملكة، خصوصاً في ظل تفاقم المشكلات الاقتصادية في البلاد، وارتفاع معدلات البطالة، وفشل الحكومة في توفير السكن لنحو 70 في المئة من مواطنيها، وفقاً لأرقام رسمية.

وسيترافق الفشل في سوريا، بالضرورة، مع فشل في اليمن، فحتى لو حقق السعوديون خططهم بالسيطرة على صنعاء قبل مارس، فإنها ستكون سيطرة هشة يرجح أن لا تستمر طويلاً، فعدن التي يوالي غالبية سكانها السعودية بسبب “نزعات انفصالية”، لم تتمكن الرياض من فرض سلطاتها الكاملة على المدينة رغم انتشار  قواتها ودول أخرى متحالفة معها هناك منذ يوليو الماضي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى