عبد الرؤوف الشايبمقالاتمنوعة

في الدّفاع الحقّ عن الشيخ عيسى قاسم ١-٣

 

البحرين اليوم – (خاص)

 

بقلم الناشط السياسي عبدالرؤوف الشايب

المعتقل في بريطانيا

 

حلقات هذا الموضوع تختص بموضوع الدفاع عن القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم الشيخ، وفي البداية أوجّه النظر إلى الذين معنا، ولا يرون ضرورة لهذا الدفاع، وأنصح بأن يكون موقفهم مبنيٌّ على قاعدة “سالبة بانتفاء الموضوع”! لذلك لا داعي لإضاعة أوقاتهم “الثمينة” في قراءة ما لا يعتقدون به، إلا إذا كان من باب الإطلاع على آراء “المخالفين” لهم، انطلاقاً من القول المعروف: “رأي غيري خطأ يحتمل الصواب”؛ فذاك شأن آخر، لذلك فضّلت أن ألفت عناية الجميع لهذا الأمر قبل الدخول في حيثيات الدفاع وتفاصيله، فمن لا يؤمن بوجود الله، فمن العبث أن نخوضَ معه في مسائل وجوب الصلاة والصوم والحج، وحرمة أكل الربا ومال اليتيم وأكل أموال الناس بالباطل.

وعليه، وبعد هذا الإيضاح، ينبغي أن نطرح الأسئلة التالية بخصوص هذا الموضوع: منْ الذي تقع على كاهله مسؤولية الدفاع عن الشيخ قاسم؟ هل هي مسؤولية أفراد؟ أم هي مناطة بالأحزاب والجماعات؟ أم أنها مسؤولية مجتمعية؟ وبمعنى فقهي: هل الدفاع عن الشيخ قاسم واجبٌ عيني أم كفائي؟

هذه الأسئلة تنقلنا تلقائياً إلى بعض الأسئلة الأخرى. والتي هي أكثر أهمية ومحورية، والتي بمعرفة الجواب عليها سنتمكن من رسم الخطوط العريضة للجواب على الأسئلة السالفة الذكر.

والأسئلة الأخرى هي: هل أساساً نحن مكلّفون بالحراك لتغيير النظام؟ أم نترك (ما كان على ما هو عليه)؟ ولو كان تكليف التغيير موجودا؛ فهل له نصاب في العدة والعتاد لينطلق؟ أم أنه بمعرفة الوجوب ينطلق المكلف، وكيفما كان؟ ولو لم يكن هناك تكليف للتغيير الابتدائي؛ فهل هناك حدّ للتكليف الدفاعي؟ بمعنى آخر؛ لو بدأت بعض الحقوق التي كنا نتمتع بها بالانحسار؛ فهل هذا إيذانٌ للحراك الدفاعي؟ وبحسب الإصطلاح الشعبي؛ هل هناك خط أحمر إذا حاولت الحكومة تجاوزه فإن الشعب يكون مطلوبا منه أن يبذل الأرواح والدماء سخية، ويعتبر أن بقاءه رهْن ببقاء تلك الأمور.. وإلا اختار “مصارع الكرام على معاشرة اللئام”؟

أسئلة كثيرة وحسّاسة ومهمة تجعلنا نقف ملياً للتأمل فيها، ولكننا إذا وجدنا الجواب الشافي، وانطلقنا؛ فإن انطلاقتنا لن توقف أية قوة، ولو استعلمت ضدّنا الأسلحة النووية وسائر وسائل الفتك بالبشرية، لأن منْ يصل إلى اليقين؛ لا يبالي: أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا”. لذلك؛ قيل “نوم على يقين خير من عبادة في شك”، فقط وقبل إتمام هذا الجزء الأول من المقال؛ أقول إن منْ يتوقع أن يخرج الشيخ إلى الناس ليقول “يا كرام ادركوني”؛ إما أنه يعيش في عالم من الأوهام؛ أو أنه لا يملك أي مبادئ في العلم والمعرفة، واسمحوا لي أن أقولها “مقشّرة” – كما نقول في اللهجة الدارجة – لكي لا تتلجلج في نفسي وأصاب “بقرحة معدة” بسبب الكتمان: أن ذلك الإنسان هو “أحمق” ومن “الحمير” التي تحمل أسفارا! ويقيني هو بعدم إمكانية حدوث هذا؛ يساوق يقيني لعدم إمكانية وجود هذا الكون بلا خالق، حذو القدة بالقدة.

يُتبع..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى