ما وراء الخبر

آل خليفة والبحيرة الشريرة: نياشين وإبل.. وسيارات الجائزة الكبرى

خليفة

البحرين اليوم – (متابعات)

 

رئيس الوزراء “الذي يسرق قوتَ الفقراء” – كما قال عبد الهادي الخواجة ذات شعار مدوّ – يزور لندن ليضع يده على نياشين عساكر جُدد درّبهم البريطانيون على اختراع “القتل الناعم”، ثم ينتقل ليجلس إلى جنب تيريزا ماي التي تبدو الإبنة البارّة لدونالد ترامب. يحلّ خليفة في العاصمة البريطانية “دون إعلان مسبَق” وكأنه مجرمٌ فاضت من جبهته ضحايا عقودٍ من القهر، فاختارَ أن يُخفض صوتَ أقدامه لكيلا يتعرّض للمطاردة من الثّلة التي لازال أثرها يقضّ مضجع أحمد عسيري؛ “مجرم حرب” الذي واجه النشطاء بإصبعه القذرة.

IMG-20170413-WA0032

أما (الملك) الذي يهتف شعبه بسقوطه كلّ يوم، منذ ٦ سنوات ويزيد؛ فيدلفُ باتجاه المنتجع السعودي، روضة خريم، للاستمتاع بسباقات الإبل رفقة شيوخ القبائل الذي اجتمعوا، مرّةً بعد أخرى، على قتل البحرانيين، إتّباعاً لسنّة دار الندوة الجاهليّة. وبين هذا وذاك؛ يفرشُ حمد عيسى السجادةَ الحمراء لاستقبال “مجرم الحرب” عمر البشير الذي انقلبَ على “أطنانٍ” من مواقف الماضي، وسارعَ لتسجيل اسمه في قائمةِ الدول المشاركة في العدوان السعودي على اليمن، ووجدَ – بحَدْس المجرم الذي أرهقته المطاردات – أن ملاحقة “المحكمة الجنائية” له يمكن أن يخْفُت أمرُها فيما لو حجزَ مقعده الأوّل في مسرح الجرائم التي يعرفُ أن العالمَ، المنافق، لن يُحرّك لساناً ضدّها لكونها مختومة باسم آل سعود.

هو، إذن، مشهد مكثّف يجمع شيوخَ الاستبداد والشّفاهَ المبتلّة بدماء الأبرياء. ويعرف آلُ خليفة بأن هذا المشهد هو الأنسبُ لهم لكي يُمرّروا منه “سباقات الدّم” التي لن يجد البحرانيون “صوتاً مسؤولاً” في هذا العالم يدعو إلى وقْف نزيفها، كما تمنّى المعارض سعيد الشهابي. فلا شيء، في هذه البحيرة الشّريرة، غير نياشين وإبل وسيارات الجائزة الكبرى.

في هذه البحيرة؛ لا تلتذّ ثغورُ القتلة إلا حين تزيد الناسَ فقراً على جوعها، وقتْلا فوق القتل الذي يُمْطرُ عليها. الخليفيون، هنا، نموذجٌ خارج السيطرة لجينات آل سعود. سيُرهِق الخليفيون السكانَ الأصليين بكلّ العذابات، ولن يتنازلوا عن شيءٍ واحد من ملذاتهم المريضة. سيلهو سلمان مع سياراته الأجنبيّة، كما سينتعل والده حذاءه الأجوف ملاحقاً الإبل والخيول بعصاه البدويّة. أما الجلاّد ناصر؛ فلن يكفّ عن إنزال التفاهات الرياضيّة على البلاد التي قال صندوق النقد الدولي بأنها “بحاجةٍ إلى إجراء تخفيضات كثيرة في الإنفاق من أجل إعادة الاستقرار في موازنتها الحكومية”. بالنسبة لخليفة؛ فإن هذا الصّندوق – محبوب فاحشي الثراء – هو خيرُ جليسٍ لتعلُّم فنون سرقة الفقراء وامتصاص قوتهم اليوميّ، ولدى خليفة خبرةٌ تتجاوز مصّاصات “القيمة المضافة” وخططَ “ترشيد الإنفاق على الدعم”. أما الميزانية التي قالت وكالة (فيتش) للتصنيف الإئتماني بأن عجزها سيرتفع إلى أكثر من ١٥٪؛ فلا يشغل بالَ آل خليفة الذين وفّروا كتائبَ وقطعاناً من المطبلين واللّاحّاسين و”البزنز” الجبناء الذين سيتكفلون بصقْل حناجرهم ليقولوا للناس – مثلاً – بأن السّكنى في الشقق المربعة “أكثر أمناً واقتصاداً وراحةً”، كما صرَّح صاحب “شرف للإنشاءات” للصحافة. وحين يريد معذّبو قادةَ الثورة المعتقلين أن يُعيدوا الأنيابَ إلى المحاكم العسكرية؛ فإنهم سيجدون في مجلسَ “الغتمان” كفوفاً وأقداماً تبصم على بقائها في العبوديّة أبدَ الدّهر!

في هذه البحيرة؛ لا يملك شيوخ القبائل أن يُبحروا داخل الدّماء لولا الإنجليز والأمريكان. هؤلاء حاضرون وراء كلّ قطرةٍ تنزف من هذه الأرض، وفي هذه البلاد. يُعيد “الإنجلو ساكسون” اليوم ما كانوا يفعلونه حينما كانوا قبائلَ من الغزاة. ولكن البحرانيين ليسوا هنوداً حُمر، أو هم ما عادوا كذلك. نياشينُ الغزاة التي تُعلَّق فوق أكتاف القبائل في الخليج؛ لا تُنجِز ما عجزت عنه جحافلُ المدرعات. إنّ “ساندهيرست” لم تُخرّج إلا شيوخاً منبوذين، وهياكل بشريّة تُزرع فيها خلايا الماضي الاستعماري. ربّما، لسوء الطالع، لا يجد الأمريكيون في هذا ما يُغري كثيراً. فقصصُ التحرُّر الوطني، والنضال من أجل الحقوق المدنيّة؛ ما عادَت تُلهِبُ وعّاظ الكونغرس، ولا أولئك الذين ينحتون الرجلَ الذي يجلسُ على كرسي البيت الأبيض. في هذا العالم شرٌّ قميء، ومليء بالوقاحة. وما سيفعله، ويفعله، الناسُ في البحرين هو أنّهم يُصوّبون إصابعهم إلى الوجوه الشّريرة، ويرمونها تارةً بالنّعل وتارة ثانية بالبيض بالفاسد وتارة ثالثة باللّهيب. ولأنّ حماة هذا الوجوه وقحون؛ فلا بدّ من إغراق الجميع بالأدخنة الصّلبة، وإشعال الغضب في كلّ شيء يقبلُ القسمةَ على النار والضّرب مع الثورةَ، ليُوصِل سحابه الأسود إلى كلّ الجهات، وليس إلى حلبة السباقات في الصّخير فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى