المنامةتقارير

غضب متجدد من “تدنيس” الصهاينة لأرض البحرين.. وآل خليفة يؤكدون على “العلاقات الوثيقة مع إسرائيل”

 

المنامة – البحرين اليوم

ينعقد في الحادي عشر من مايو الجاري اجتماع (كونغرس الفيفا) في البحرين وسط إدانات متصاعدة من المواطنين ومؤسسات مدنية محلية بسبب مشاركة “الوفد الإسرائيلي” في الاجتماع، وهي المشاركة التي سبق أن بررّها النظام الخليفي، وادعى بأن “المناسبة رياضية” داعيا إلى عدم “تسييس” الحدث.

وقد وافق النظام الخليفي على استضافة أحد اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد كان كان مقررا انعقاده في ماليزيا، حيث رفضته الأخيرة بسبب مشاركة “إسرائليين” في الاجتماع.

photo_2015-07-10_17-13-33

وقال علي خليفة الخليفة، رئيس ما يُسمى (الاتحاد البحريني لكرة القدم) في تصريحات صحافية سابقة بأن “استضافة البحرين لكونغرس الفيفا أكبر بكثير من مسألة دخول ثلاثة أعضاء من اتحاد الكرة الإسرائيلي إلى البحرين. نحن ننظر دائماً إلى الجزء المليء من الكأس، ومن الواضح جداً أننّا لسنا الوحيدين الذين فصلنا السياسة عن الرياضة”. وأقرّ بأن زيارة الوفد الإسرائيلي “تأتي بعد حصول اتحاد الكرة على الضوء الأخضر من الجهات المختصة في المملكة” على حد تعبيره.

 وبسبب ذلك، ثارت موجة في البحرين من الغضب والاحتجاج منذ أكتوبر من العام الماضي، ودشن المواطنون والنشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #البحرين_ضد_التطبيع.

10408499_990027591048272_7958718110751509622_n

وفي أغسطس من العام الماضي، تنازلت ماليزيا عن حقها في تنظيم (كونغرس) الفيفا لعام ٢٠١٧ بعد رفض حكومة كوالالامبور فكرة إصدار تأشيرات للوفد الإسرائيلي الذي من المفترض مشاركته في الاجتماع. وكان نائب رئيس الوزراء الماليزي، زاهد حميدي، صرح بأنه بلاده لا يمكنها منح “المسؤولين الإسرائيليين” تأشيرات للدخول؛ نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، “علاوة على أن الأمر قد يثير الحساسية لدى الماليزيين”.

وأعلنت اثنا عشر جمعية سياسية ومدنية في البحرين عن إدانتها المتجددة لاستقبال “وفد صهيوني” في البحرين، ووضعت الجمعيات ذلك في سياق “التطبيع المباشر وغير المباشر”، وشدد بيان وقعت عليه على أن هذه “الزيارات التطبيعية (…) تروج لها جهات رسمية وشبه رسمية داخل بلداننا”، وأكد على موقف الشعب البحراني الرافض لـ”تدنيس (أرض البحرين) بأقدام الصهاينة المجرمين”، كما أبدى بيان الجمعيات دعمه لـ”العمليات الفدائية والأفعال النضالية التي يقوم بها الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة بحق الصهاىنة الأنذال” بحسب تعبير البيان الذي دعا لمقاطعة الذين يطبعون مع “الصهاينة” من “التجار أو الفنانين أو السياسيين”.

ووقع على البيان، إضافة إلى جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، جمعيات سياسية معارضة وموالية، ومنها جمعية الإصلاح والمنبر الوطني الإسلامي، جنبا إلى جنب مع جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وجمعية التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي.

 

يُشار إلى أن علاقات وطيدة برزت بين آل خليفة والإسرائليين خلال السنوات الست الماضية، وإضافة إلى التقارير التي تحدثت عن تقديم تل أبيب لمعونات عسكرية واستخبارية لقمع ثورة ١٤ فبراير في البحرين؛ فقد صدرت عن الحاكم الخليفي حمد عيسى مواقف “نالت استنكارا واسعاً” بعد أن أبدى فيها الرغبة في “فتح العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل”، وذلك خلال لقاء في المنامة جمعه مع الحاخام مارك شنير، ونقلت مصادر صحافية بأن حمد قال بأن الإعلان عن هذه العلاقات “هو مسألة وقت فقط”.

alalam_636212779612584389_25f_4x3

وقد زار وفد تجاري إسرائيلى البحرين في ديسمبر من العام ٢٠١٦م تضمّن أعضاءا من حركة “صهونية متطرفة” قاموا بترديد أناشيد متطرفة عند (باب البحرين) المعلم السياحي والتاريخي في وسط العاصمة المنامة. وحسب تقرير نشرته القناة العاشرة الإسرائيلية وقتئذ؛ فقد قام رجال أعمال من البحرين بالمشاركة فيسلسلة رقص حسيدية وأشعلوا معا الشمعة الأولي لعيد الحانوكاه اليهودي. وعبر التقرير التلفزيوني عن ارتياح كبير داخل إسرائيل لهذه الزيارة التي شهدت إشعال الشمعة الأولى للعيد المذكور هذا العام في البحرين.

يهود

   كما أشار التقرير إلى ما وصفه بـدهشة اليهود من حجم الاستجابة لدى مضيفهم في البحرين للرقصة المعروف بأنها ذات طابع يهودي ديني متطرف، علما أن مشهد الرقص والغناء الذي قام به اليهود في منزل أحد التجار بالبحرين تضمن كلمات تتغني ببناء البيت المقدسعلى أنقاض المسجد الأقصى.

  وتعليقا على هذه الزيارة؛ قال المتحدث باسم (هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار في غزة)، أدهم أبو سلمية، بأن الوفد اليهودي الذي زار البحرين لم يكن يتضمن رجال أعمال يهود،بل مجموعة من حاخامات حركة (حباد) الدينية اليهودية الأكثر تطرفا.

   وغير بعيد عن ذلك، فقد أثار وزير الخارجية الخليفي، خالد أحمد، غضبا داخل البحرين وخارجها بعد أن “عزّى” بموت الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيريز، وكتب “نعيا” في حسابه على تويتر وصف فيه الأخير بأنه “رجل حرب ورجل سلام”.

   وظهر الحاكم الخليفي حمد عيسى الخليفة في مشاهد علنية متكررة وهو يصافح إسرائيليين، ووصلاً بهذه السياسة التي تمتد إلى عقدين سابقين، فقد استقبل الخليفيون في البحرين وزير البيئة الإسرائيلي السابق يوسي ساريد في العام ١٩٩٤، إبان انتفاضة “الكرامة” المعروفة، كما التقى ولي العهد الخليفي سلمان حمد ببيريز في العام ٢٠٠٠م على هامش اجتماعات مؤتمر (دافوس)، وهو لقاء تكرر في العام ٢٠٠٦م في لقاء رسمي آخر.

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2014-04-13 05:59:30Z | |

وكان النظام الخليفي أعلن عام ٢٠٠٥ رفع الحظر عن البضائع الإسرائيلية، وإغلاق مكتب المقاطعة، وعاود استقبال المدير العام السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، رون بروساور مبعوثاً من تسيبي ليفني عام ٢٠٠٧. وفي العام ٢٠٠٨م دعا خالد الخليفة، وزير الخارجية الخليفي، إلى تأسيس ما وصفه بتجمع شرق أوسطي يضم “إسرائيل”. وفي العام ٢٠٠٩م، التقى حمد في نيويورك ببيريز بعد استلامه رئاسة الكيان الصهيوني، إضافة إلى تسيبي لفني، وذلك علي هامش مؤتمر “حوار الأديان” في الأمم المتحدة.

وفي العام ٢٠١٣م أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الخليفية، يُدعى حمد العامر، عن “إمكانية التحالف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل”، وأعقب ذلك إقرار وزير الخارجية الخليفي في العام ٢٠١٥ بأن نظامه وأنظمة خليجية أخرى “تجري مفاوضات لشراء منظومة الصواريخ الإسرائيلية المتقدمة المعروفة بـ(لقبة الحديدية) من خلال متعاقدين أمريكيين”.

ومن المعروف بأن البحرانيين كانوا حريصين على التضامن مع القضية الفلسطينية ودعم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في مختلف المناسبات، ورغم الظروف السياسية القاسية التي يعانون منها بسبب الاضطهاد والقمع الممنهج، ولاسيما خلال ثورة ١٤ فبراير. وأصر المواطنون على إحياء يوم القدس العالمي، في آخر جمعة من شهر رمضان، من كلّ عام، حيث تخرج تظاهرات حاشدة في مختلف مناطق البحرين، وعادةً ما تعمد القوات الخليفية إلى مواجهتها بالغازات السامة وأسلحة القمع المختلفة.

يُشار إلى أن الشهيد محمد جمعة الشاخوري (صورة التقرير) قتلته القوات الخليفية في أبريل من العام ٢٠٠٢م بعد خروج تظاهرة غاضبة باتجاه السفارة الأمريكية في البحرين، رفضا للاعتداءات الصهيونية ضد الفلسطينيين، ودعماً لانتفاضة الأقصى آنذاك، وتعبيرا عن الغضب من موقف السفير الأمريكي آنذاك، رونالد نيومان، الذي دعا في حينه إلى “وقفة حداد” في حفل نظمه نادي “روتاري” وذلك “تأييدا” للقتلى الإسرائيليين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى