رمضانيات الثورة

في رمضان البحرين: منارة الذكر والتكبير في مواجهة الغازات السامة والمرتزقة

 

البحرين اليوم – (خاص)

“الله أكبر على كلّ ظالم”: صوت غاضب من عاصمة الثورة، سترة، يختصر بقية الأصوات التي تعجّ بها البحرين في ليالي شهر رمضان.

يتظاهر الأهالي في سترة دون ملل أو تراجع (شاهد: هنا). القوات الخليفية سجّلت أرقاماً قياسيّة في تاريخ البشرية في تعداد طلقات الغاز السام التي تصوّبها إلى المتظاهرين. ملايين طلقات الغاز لم توقف سيل التظاهرات التي تعبر في الشوارع وتجتاز الأحياء وكأنها تخرج من رحم الأرض، طرّيةً ومليئة بالعنفوان. (شاهد: هنا). لم تفلح الغازات في خنق الأصوات، ولا نجحت في تبديد حناجر الغضب.

مساء أمس السبت، ١٠ يونيو، رسم الستراويون لوحة رمضانية أخرى ملوّنة بكلّ ألوان العزة والوفاء والصمود. جدّدوا عهدهم للمعتقلين في سجون آل خليفة، وذكّروا حمد عيسى بأن المواطنين المحكومين بالإعدام لن يهتز لهم جفن أو يرتعد له طرف، وأن الرصاصات التي يُهدّد بتسديدها إلى صدورهم لن تقوى على إركاعهم وإجبارهم على الخضوع لوجه القبيح. وكما قال المتظاهرون، فإن “الله أكبر من كلّ ظالم”، ولذلك فإن النتيجة الموقنة هو أن نظامهم “سيهوي”، وذلك حين يحين “يوم المظلوم على الظالم” وهو يوم محصَّن بعقيدة “الدفاع المقدس” التي هتف بها المتظاهرون. وعلى هذا المبدأ، فإن اللوحة ترسم في جوانبها شعار: “بحرين تصرخ إلى الأبد.. براءة منك يا حمد”.

في الحدود القريبة من القوات المتربّصة في كل مكان، وقبيل إطلاقها غازات الموت؛ كان المتظاهرون يرفعون شعار “الله أكبر على من هدم المساجد”. ثوان قليلة، ويُطلق المرتزقة عبوات الغاز، وتدوّي بعدها الطلقات الحاقدة. سحب الغازات تملأ الساحة والأحياء السكنية، ولكن منارة المسجد التي كانت شاهدة على الجريمة؛ كانت أكثر رسوخاً من أيدي القتلة أقدامهم. شموخ المنارة أمدّ فتيان الثورة بالعادة المعروفة في السخرية من المرتزقة، والهزء بالفوهات السوداء. هي، إذن، معركة بين المنارة التي تصدح بالذكر والتكبير، وبين الغزاة الذين يزدادون لذةً في ارتكاب الجريمة في شهر رمضان، تماماً كما هو عهد السلسلة الدموية التي يمتدون إليها منذ عصر الرسول الكريم وما بعده.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى