رمضانيات الثورة

في رمضان البحرين: بعد قرار حلّها ومنع انعقاد مجلسها الرمضاني.. (وعد) إبراهيم شريف تجول في مجالس البحرين

DCE-G8EWAAEeICE

المنامة – البحرين اليوم

رغم علامات “العتاب”، وربما المشاكلة، التي يحقّ لكثيرين أن يواجهوا بها جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، على مدى سنوات عملها السياسيّ المعارض، إلا أن وجهةً صائبة من الترحيب لا يختلف عليها اثنان حينما يتعلق بالنكهة الخاصة التي تمتزج في أدائها حيال الضغوط والإجراءات القمعية التي تعرضت لها خلال الفترة الأخيرة، وهي نكهة لا يتردد أحد في ربطها بالقيادي البارز فيها، وأمينها العام السابق إبراهيم شريف، الذي لا يزال يمثل “محور” هويتها السياسية، ودينامو حراكها المعارض، قبل أن يصدر قرار حلّها “غير النهائي” الشهر الماضي، وبعد ذلك.

على الطريقة التي اعتمدها شريف في “خرْق” السياسة الرسمية ضد المعارضة والمواطنين والحراك الشعبي، سارت الجمعية وقياداتها البارزة. ففي العام الماضي، وتحديدا في شهر محرم، وحين بدا أن الخليفيين حرّكوا أكثر مشروعهم الطائفي واستهداف الشعائر الحسينية، بالتزامن مع توجيه الاستهداف نحو آية الله الشيخ عيسى قاسم وفريضة الخمس؛ فإن إبراهيم شريف حملَ نفسه وقيادات من (وعد) وأخذ يتنقل من حسينية إلى أخرى، ويسجّل العزاء للمواطنين بذكرى عاشوراء. في وقته، وجد آل خليفة ذلك إزعاجاً لمخططهم الطائفي، وتكسيرا لتحركاتهم الرامية إلى تلويث البلاد بالتخندق المذهبي، فوجهوا السهام المشدَّدة إلى وعد و”شريفها”، واتهموها بتسييس أماكن العبادة. منذ ذلك الحين، كان واضحاً أن الرّماح أخذت تُسنُّ أكثر، وبدأ صليل السّيوف يشتدّ أكثر فأكثر، وبالتوالي مع مضيّ (وعد) على خُطى شريف التي استكملها بحضوره، اللافت، في مجالس عزاء الشهداء الذين تتابع ارتفاعهم مع بدء العام الجاري وحتى شهداء اجتياح الدراز الفدائيين. لذلك لم يكن مستغربا أن تكون إحدى أهم أسباب حلّ الجمعية هو موقفها في مواساة عوائل الشهداء، وتسجيل عبارات التأبين في حقهم، واعتبارهم شهداء “سينيرون الأمل والمستقبل”، كما قال شريف فى إحدى نصوص النعي التي كتبها في دفتر المعزين.

DCN5O6yXkAEpbOv

بعد قرار حلّ الجمعية نهاية مايو الماضي، ومنْع انعقاد مجالسها الرمضانية في مقارها التي أُغقلت بالقوة، خلافا “للقانون” بسبب عدم صدور حكم نهائي بغلق الجميعة؛ (بعد كلّ ذلك)، تحوّل إبراهيم شريف – ومعه وجوه الجمعية وقياداتها – إلى مجالس رمضان التي تُفتح في مناطق البحرين. ومن المؤكد بأن اختيارات شريف ورفاقه للمجالس لم يكن عشوائيا. فقد حضر في مجلس آل إسماعيل في نويدرات ليُذكّر باستمرار العهد والصداقة مع رفيق الدرب والزنزانة الأستاذ عبد الوهاب حسين. كما حضر في مجالس سترة، أبوصيبع، وبني جمرة التي تحرّك منها إلى مجلس الشيخ محمد علي المحفوظ ليُسهم – بنحو غير مباشر – في إعادة هذا الاسم إلى واجهة الذكر مرة أخرى بعد سجن دام ٥ سنوات عجاف. كما حرص “الوعديّون” على أن يربطوا الخيوط بين فصائل المعارضة السياسية – على تباينها – فحضروا في غبقة جمعية المنبر التقدمي، وتناولوا ما تيسّر في مجلس جمعية (الوحدوي) الرمضاني، وهي الجمعية التي تناولتها المصائب والإنكسارات الداخلية، والخارجية، وآخرها استهداف القيادي فيها الناشط عادل المرزوق الذي استُدعي في مايو الماضي إلى مبنى ما يُسمى جهاز الأمن الوطني في المحرق، وتعرض لتعذيب جسدي ونفسي واسع، وأُجبر بعد يوم من الاحتجاز على إعلان استقالته من الجمعية ومن مرصدها الحقوقي، الذي يرأسه، “لأسباب صحية”.

من غير المستبعد، إذن، ألا ينتهي شهر رمضان قبل أن يُضاف إلى شريف عدد آخر من الاستدعاءات والاتهامات، وأن تطول أكثر قائمة التهم إلى الجمعية التي على وشك، في أغلب التقادير، أن تغادر قهرا الوسط السياسي المحلي بصدور حكم نهائى بحلّها، بعد أن كانت أول فصيل سياسي معارض يحجز مقعده في هذا الوسط الذي لم يعد متاحا فيه لا صحف وسطية، ولا معارضة متوسطة، وأضحى المطلوب أن ينكّس الجميع راياته، ورقابه، ويُديم تقبيل أنوف القتلة ومسح أحذيتهم وقراراتهم “الوسخة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى