الدكتور إبراهيم العراديمقالات

في البحرين.. ليلة حزينة وعيد بلا معيدين

 

البحرين اليوم – (خاص)
بقلم الدكتور إبراهيم العرادي
ناشط سياسي بحراني
هل الآهات تكفي؟ هل الدموع تجزي؟ أحبةٌ كانوا يقولون لنا في مثل هذا اليوم: “عيدكم مبارك”، ونرد عليهم: “عساكم من العايدين السعيدين”. كانوا يسهرون معنا ليلة العيد، وكنا ننتظر سويّةً وقت صلاة الفجر ونتهيأ بعدها لنصلي العيد، وليبدأ بعدها برنامجنا المشترك، ولا تكاد عيوننا تفارقهم لحظة.
أينهم اليوم؟ أين ابتسامتهم وضحكتهم؟ منْ خطفها؟ منْ اغتالها؟ ماذا نقول لأيتامهم الذين لا عيد لهم بدونهم، ولا فرحة دون غمرتهم وحنانهم؟!
نعم، أصبحوا تحت التراب شهداء، قسوا علينا بفراقهم، وما عاد للعيد معنى دونهم، فهو عيدٌ يتيم حزين.
وهل يحلو لنا عيد وأسرانا في السجون؟
غصّة العيد تتجدد في عامه السابع وآثارها واضحة على وجه كلّ معايد ينتظر معايدةً عزيزةً، وزوجة افتقدت زوجها الأسير، وابن وبنت ينتظرون على أحر من جمر عيدية الوالد، وكذلك من الوالدة التي كانوا بصحبتها لشراء ثياب العيد، ولكن.. غيّبتها عنهم غياهبُ السجون إلى أجل غير مسمى، فغابت عنهم نكهة العيد، وشكله والمضمون.
كنّا، ومازلنا وسنبقى؛ نسأل الله الفرج القريب العاجل.
فقد انطلقنا في فجر ثورة الرابع عشر من فبراير بإيمان من الله ومعرفة منه بأن تتحقق أهداف ثورة فبراير المجيدة، وأدركنا خطورة ووعورة الطريق لتحقيق المطالب ضد حكّام قبيلة لم يؤمنوا يوما بوجودنا كبشر على هذه الأرض، وصحفهم وإعلامهم الطائفي المريض خير دليل على ذلك، واستشعرنا بعدها أن فرحة العيد ستتأجل إلى حين، فعملنا بتكليفنا، ولم نهاب المنون، فكان منا منْ قضى نحبهم، وبقى الباقون ينتظرون وما بدّلوا تبديلا.
أبا سامي.. لا عيد وأنت محاصر أسير
يأتينا العيد ودرازنا محاصرة، وفقيهها تحت إقامة قسرية معلنة، وفي ظلّ سيناريو مخيف مقبل وغير معلن. يأتي العيد والدعاء: “اللهم احفظ الشيخ عيسى قاسم وكل العلماء المجاهدين العاملين”، يأتي العيد والشعب صابر صامد متماسك، لن يضعف ولن يلين.
وهناك دعاء آخر يلهج به الجميع: “اللهم فرج عن أخواتنا الأسيرات في سجون المعذبين المغتصبين”. فالغصّة تكبر والألم يشتدّ لحالات اعتداء مليشيات الطاغية حمد على شرفنا وعرضنا وحرائرنا الأسيرات وزجّهمن في السجون. يا له من ألم، ويا لها من لوعة؛ حيث الخليفي فَقدَ الغيرة وشرف العروبة والإسلام والنخوة وهو يعتقل خيرة نساء البحرين، ويمارس ضدهن أشنع أنواع التعذيب والإبتزاز بلا رحمة. فكيف يصفو لنا عيش ويحلو لنا عيد؟
وللمهجَّرين كلمة 
تقول الوالدة: “حمدا على سلامتكم، حمدا وفيرا له جلّ شأنه أن أبقاكم أحياء سالمين في المهجر، ترى غيابكم موجع، ريحتكم العطرة ما فارقت البيت، قريبا بنعايدكم وبتعايدونا يوم نصر الرب الجبار الكريم. ترى داركم حزينة، غرفكم مظلمة كئيبة، لكن الأمل بالله ووعده راح ترجعون رافعين راسنا وراسكم و منتصرين”.
ختاما عذرا يا عيد.. أجّلنا الفرحة إلى يوم نصر معلوم، وهو عند الله مقدر ومحتوم، وعساك تعود يا عيد وهذا الحاكم الظالم منهزم و مغلوب، عساك تعود والشعب منتصر و مسرور.
ليلة عيد ٢٠١٧م

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى