سجن جوالمنامة

المعتقل علي عبد آل خميس: ذاكرة ١٦ أغسطس المثقلة بالعذابات.. وأمل الحرية

 

 

المنامة – البحرين اليوم

على غرار كثير من حكايات الضحايا في البحرين؛ تتوقف الناشطة الحقوقية زينب آل خميس مع تاريخ اليوم الأربعاء “١٦ أغسطس”؛ بكثير من الذكريات التي تتقاطع في حياتها مع شقيقها المعتقل علي.

تقول خميس “في مثل هذا اليوم، وقبل ثلاثة أعوام، اعْتقل أخي علي عبدالله آل خميس. ليبدأ هذا الشّاب اليافع في تجرُّع معنى أن تُنتهك حقوقك وأنت ما زلت صغيراً”. وتتساءل” هل هناك سرّ ما في حياة أخي مع تاريخ ١٦ أغسطس؟ لستُ أدري”، وتضيف “في هذا التاريخ تم اعتقال علي في العام ٢٠١١م، وحُكم عليه بالسجن سنتين، ليُفرج عنه في ١٦ أغسطس ٢٠١٣م!”، وفي العام التالي، “وفي ١٦ أغسطس كذلك، وفي الساعة نفسها، تم اعتقاله من جديد!”.

ربما يكون هناك اختلاف بين ١٦ أغسطس ٢٠١١ و١٦ أغسطس ٢٠١٣م، فشقيقها علي حُكم عليه هذه المرة بالسجن ٥ سنوات، مع غرامة مالية، وبتهم تتعلق بالوضع السياسي في البلاد. ولكن سيرة الوجع واحدة، وخطّها متّصل على مسافات متشابهة من المعاناة.

“هل تشابه التواريخ صدفة أم أنكِ تشعرين أن هناك أمرا ما، أقرب ما يكون إلى التخطيط العلوي؟”. الناشطة التي تتابع انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد؛ لا تجد إجابة على هذا السؤال الذي تتركه ليوم ما – قد يأتي قريباً – ليُزيح كومة الانتهاكات التي تُثقل كاهل هذا الوطن، وتُعكّر حياة آلاف الأسر البحرانية منذ أكثر من ستّ سنوات، وليكون ممكناً بعدها رؤية الأشياء بوضوح أكثر.

بين ملفات الانتهاكات التي توثقها كلّ يوم؛ يُوْقِف تاريخ ١٦ أغسطس الناشطة لتتذكر معه الانتهاكات الأخيرة التي مرّت في حياة أخيها المعتقل. تقول “تعرّض علي لسوء المعاملة في مبنى التحقيقات الجنائية، وداخل السجون في البحرين”. الذاكرة الحزينة التي شغلت كلّ البحرانيين في ١٠ مارس ٢٠١٥م؛ كانت تتقاطع مع الذكريات التي تسترجعها زينب آل خميس اليوم، حيث كان أخوها علي، ومثل آلاف غيره من المعتقلين، ممن عانى في ذلك اليوم الذي شهد “أبشع عمليات الانتقام الجماعي ضد السجناء”.

تقول زينب “تمت مداهمة المبنى الذي كان فيه علي، وانْتُزعت كلّ ملابسهم، ما عدا قطعتين”. وقد وقع على عليّ في ذلك اليوم عذاب شديد يشهد عليه جسده المثخن حتى اليوم بالجراح. “مرّت سنتان و خمسة أشهر، ولازال أخي بحاجة إلى علاج تجميلي جرّاء ما لاقاه في ١٠ مارس من ضرب في منطقة الأنف، وتسبب في حصول اعوجاج وتغيُّر في اللون” تضيف زينب التي تؤكد بأن علياً لم يحصل حتى اليوم على العلاج اللازم.

بالنسبة لزينب؛ فإن ١٦ أغسطس يجعلها تستشعر بأثقال الأوجاع التي يتعرض لها شقيقها الآن، وبقية السجناء. فهو “لازال يتعرض لسوء المعاملة، والإهانة، والتهديد بين الحين والآخر من أفراد الشرطة”. ليس مهماً أن يكون هناك سبب ما لكي تتعرض لذلك كلّه، فقط يكفي أن تكون بين الأيدي المفترسة لكي تتوقع النّهشَ في أية لحظة.

قائمة طويلة من الحقوق التي حُرم منها علي بسبب اعتقاله، وبعد الاعتقال. حُرم من حقه في التعليم، ومن العلاج. حُرم من أن يُمارس حياته بحرية وبروح الشاب التي تحاصرها اليوم قضبان الزنازن. لم يعد، تقول زينب، عليّ ذلك الشاب الذي يُسابق الأمل ويخترق السّحاب، بل أضحى “ضحية من ضحايا التعذيب، وعلى كاهله المرهق معاناة بحجم عذابات هذا الوطن”.

في هذا اليوم تتوجه زينب إلى أخيها ولبقية المعتقلين بعبارة “الحرية لأخي علي، ولجميع السجناء”، وتدعو النظام للإفراج الفوري عنه وعن جميع المعتقلين والمحكومين. وتضيف “أرفض أن يكون مكانهم السجن. فهم المضحون لإعلاء الحق والحقوق في وطنهم الذي يملؤه الظلم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى