تقارير

تربية الأبناء في قصر الصافرية: خالد بن حمد نموذجا

1209686_447850975413571_1452981664_n

البحرين اليوم – (خاص)

 

وفقا لما يذكره ناصر الخيري في كتابه “قلائد النحرين” في وصف تربية آل خلفية لأبنائهم؛ فإنه يُقرِّر إنها “تربية بسيطة”، وتماثل تربية أولاد الشيوخ في البلاد العربية، الذين يعنون بتربيتهم على فنون الفروسية واقتناء الجياد والإبل وصيد الصقور، في حين تغيب قضايا الأدب والعلوم والمعارف التي يعرفها أبسط الناس العاديون. لذلك يقول الخيري عن حاكم البحرين محمد بن خليفة ( ١٨٦٧م): “إنه نشأ أمّيا جاهلا لا يعرف من شؤون هذا العالم غير ركوب الجياد والتقلب على ظهور الإبل، واقتناء العبيد والجواري بكثرة عظيمة، وتثقيف الطيور (الصقارة) وإعدادها للصيد والقنص..”. وبالتالي، فنحن أمام ثقافة تؤهِّل أفرادها للحرب واقتناص الفرص للوثوب على سدّة الحكم، حتى ولو كان الحاكم هو الأب أو العم، وفي خرق واضح لأبسط قواعد الأعراف القبيلة التي دونها أساطين الأنثروبولوجيا.

بالتأكيد، لوكان ناصر الخيري حيّاً اليوم وقُدِّر له أن يُعيد كتابة هذه الفقرة، وفقا لمعطيات عصرنا، لما كان قادرا على وصف نمط الدلال والغنج الذي يعج به قصر الصافرية في البحرين، ولما استطاع أن يفسِّر كيف تتحول خزينة الدولة ومقدراتها وهياكلها الإدارية إلى ألعاب وهدايا تُقدَّم للأبناء المدلّليين في القصر.

 

خالد بن حمد التوازن المفقود

 

خلافا لأخيه الأكبر؛ لا يبدو خالد حمد الخليفة في مشاهد حية إلا نادرا، وحتى الصور الجامدة التي تُنشر له بكثافة؛ قليل منها ما يظهر فيها امتلاكه لتوازنه ووعيه الطبيعي. إحدى الصور التي عملت قناة “الجزيرة” القطرية على توظيفها؛ يظهر فيها خالد مؤديا لتحية عسكرية غريبة جدا، لا تُعرف بين العسكريين، أصبحت “علامة تجارية” مسجلة باسمه! ربما اعتبرها اختراعا يُسجَّل له كما في اختراعاته المثيرة للضحك، وآخرها تصميم مدرعة عسكرية عرضها في معرض السلاح في البحرين، وكأن المعرض الذي كلّف خزينة الدولة ملايين الدولارات؛ كان مخصَّصا لعرض هذا التصميم!

DMaL0wYWsAAsRmf

تسخير أموال الدولة لألعاب أولاد الملوك

 

خالد حمد مواليد (١٩٨٩) لكنه يضع أوسمة ونياشين عسكرية أكبر من حجمه وعمره. وبعيدا عن التحقيق بشأن مدى استحقاقه لها؛ إلا أن القصة الشعبية تروي أن والده يقوم بشرائها لها، كما فعل في شراء شهادة تخرّجه من الكلية العسكرية التي قضى فيها سنة واحدة فقط بعد تخرجه من مدرسة ابن خلدون الخاصة في البحرين. في أعراف أولاد الملوك المدلّليين؛ فإن الزمن والخبرة العملية لا قيمة لها في الرُّتب والمناصب، فخالد الذي تخرّج من الأكاديمية العسكرية البريطانية، ساند هيرست، في أغسطس ٢٠٠٨م؛ أصبح برتبة رائد في مارس ٢٠١٥م، وقائدا لقوة التدخل السريع بالحرس الملكي في ٢٠١٣م! وليس بعيداً أن يصبح برتبة عميد أو مشير بعد سنتين من الآن. قصة أخرى يتنذر بها البحرانيون، وهي قصة سباحته وهو نائم في تحدي قطع مسافة ٤٠ كليو متر سباحة، وقد قطع سباحة المسافة بين السعودية والبحرين! وهي القصة التي خفّفت على الشعب البحراني شيئا من عذاباته وألمه الذي ألحقه به خالد إبان فترة السلامة الوطنية (الطواريء) ورعايته لإحدى الحواجز العسكرية قرب قصر والده، قصر الصافرية. فلا مانع عقليا يمنع امتلاكه قدرات خارقة تطيح بكل قوانين الطبيعة والعسكر وهيكليتها الصارمة.

 

طي المسافات والأزمنة لأولاد الملك المدليين

BNA_7013

حاليا يشغل خالد ما لا يقل عن سبعة مناصب، بين رئيس أو نائب رئيس. وأُطلقت باسمه أربع جوائز لا علاقة فيما بينهما. فجائزة البحرين للروائيين لا تربطها صلة بجائزة مشاريع التخرج، وهذه الجوائز لا تربطها علاقة مع اهتماماته المنحصرة في تربية الخيول والمصارعة (فنون القتال العنيف) التي استأجر لها مصارعين من الشيشان ومن دول أخرى، وصرف عليها مبالغ طائلة من خزينة الدولة مقابل أن يظهر فريقه فريقا قويا فقط. القصة الأكثر أهمية هنا هي أن والده منحه وسام الإقدام العسكري بسبب دوره في عمليات الحرب على اليمن ضمن قوات التحالف التي تقودها السعودية منذ مارس ٢٠١٥م! وعلى هذا النحو يتم بناء المناصب والإدارات ليتم تعيين أولادة “الملك” المدليين فيها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى