الخليج

صالح الصماد يعلن القضاء على “فتنة” صنعاء.. ومحمد عبدالسلام: السعودية تواصلت مع صالح لتنفيذ الإنقلاب

 

صنعاء – البحرين اليوم

أعلن صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، القضاء على ما وصفها بـ”الفتنة” والسيطرة على الأوضاع في العاصمة صنعاء، وذلك بعد قيام عناصر تابعة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالهجوم على بعض المقرات والمراكز السياسية والأمنية العاصمة، وذلك في أحداث وصفها مراقبون بمحاولة لـ”الإنقلاب” على الوضع القائم وبدعم من التحالف السعودي الذي يشن العدوان على اليمن منذ مارس ٢٠١٥م.

وكان صالح أعلن في حديث تلفزيوني نقضه للاتفاقات مع حركة أنصار الله، وأبدى تقاربه مع التحالف السعودي، وهي الخطوة التي عملت وسائل الإعلام التابعة للسعودية والإمارات على دعمها والتحريض على استمرار “انقلاب” صالح الذي استُبدل وصفه في وسائل إعلام السعودية من الرئيس المخلوع إلى “الرئيس السابق”، فيما أعلن الرئيس المستقيل التابع للسعودية هادي منصور دعمه لإعلان صالح واستعداده لفتح “صفحة جديدة” معه.

وبدوره، دعا زعيم حركة أنصار الله، السيد عبدالملك الحوثي، للاحتكام” إلى العقلاء من المؤتمر الشعبي العام وحكماء اليمن”، مجددا التأكيد في كلمة مساء السبت ٢ ديسمبر ٢٠١٧م على “الأمن والاستقرار” في مواجهة “الميليشيات التخريبية” في صنعاء.

كما قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة “إن الجيش والأمن هما المسؤولان الوحيدان عن استباب الأمن والاستقرار في أمانة العاصمة وبقية المحافظات”، مؤكدا أنها ستقوم بدورها في هذا الصعيد، كما شدد على “أن إعلان البعض انضمامه لقوى العدوان؛ لن يضعف من قوة الجيش واللجان الشعبية وصمود الشعب اليمني في معركة الدفاع عن الوطن ولن يضيف رقما صعبا في تحالف بني سعود الباغي” بحسب تعبيره.

وقد شنت عناصر تابعة لحزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده صالح هجمات مفاجأة ضد تجمعات لأنصار الله في صنعاء خلال احتفالات بالمولد النبوي الشريف، وذلك في اشتباكات بدأت منذ ٥ أيام، فيما استغل التحالف السعودي الأوضاع المضطربة وكثّف غاراته على مواقع ادعى بأنها تحت سيطرة أنصار الله، فيما تحدثت مواقع إعلامية عن تقديم الطيران السعودي والإماراتي الدعم العسكري واللوجستي للعناصر التابعة لصالح.

وصرّح المكتب السياسي لأنصار الله في بيان “غير غريب ولا مفاجئ أن يخرج صالح منقلبا على شراكة لم يؤمن بها يوما (…) الأولوية كانت ولا تزال هي التصدي لقوى العدوان ومخططاتها ومواصلة معركة الكرامة والاستقلال“.

وكان الصماد أوضح في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء السبت، ٢ ديسمبر ٢٠١٧م، بأن ما قامت به “العناصر والمليشيات التخريبية هي أخطر ما تعرضت له الجبهة الداخلية منذ بداية العدوان”، معلنا إعادة “الأمن والاستقرار ووأد الفتنة”، وأشاد بالتعاون بين القبائل والأجهزة الأمنية والجيش في تعزيز “موقف الدولة والنظام والقانون”.

وأكد الناطق باسم أنصار الله، محمد عبد السلام، بأن الأجهزة الأمنية أعادت “السيطرة التامة” على أغلب المناطق التي شهدت التوترات.

وأضاف “قوى العدوان بحاجة لبعض الوقت حتى تستوعب احتراق ورقتها الأخيرة على نحو سريع يكشف حجم الأوهام المعشعشة في قصورهم النتنة بالمؤامرات”، في إشارة إلى الاتصالات السرية بين صالح وكل من السعودية والإمارات، حيث تحدث عبدالسلام عن إعداد البلدين مع صالح لإنقلاب “وهو ما حاولا فعله” أمس، فيما أكدت أوساط يمنية على استمرار هذه الاتصالات خلال الأشهر الأخيرة، وأن الرياض وأبوظبي كانا يراهنان على “انقلاب” صالح على أنصار الله و”تغيير موازين القوة” في البلاد، في ظل عجز العدوان العسكري عن تحقيق أهدافه واحتلال صنعاء.

وتعليقا على الأحداث الأخيرة، قال المستشار في مجلس الشورى الإيراني، أمير عبداللهيان، بأن “لعبة الرياض الجديدة في صنعاء مصيرها الفشل الذريع”، مجددا التأكيد على أن “المباحثات السياسية هي الحل الوحيد لليمن”، مشيدا في الوقت نفسه بأنصار الله الذي اعتبره “عنصرا فاعلا في المقاومة والحل السياسي”.

وفي السياق، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن ولد الشيخ أحمد “الأطراف اليمنية” للعودة بسرعة إلى طاولة الحوار، ودعاها “لضبط النفس” وعدم التعرض للمدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى