اوروبا

المعارضة البحرانية تحيي يوم الشهيد البحراني داخل البرلمان البريطاني

من لندن-البحرين اليوم

أحيت المعارضة البحرانية في بريطانيا يوم الشهيد البحراني عبر تنظيم ندوة الأربعاء(13 ديسمبر 2017) في إحدى قاعات مجلس العموم البريطاني.

الندوة التي عُقدت برعاية النائب البريطاني “فرانسيس مولوي”، وتحت عنوان: “سياسة المملكة المتحدة المعيبة في الخليج”؛ شارك فيها جمع من الناشطين والمختصين البحرانيين والبريطانيين والخليجيين، وفي مقدمتهم المعارض البحراني البارز الدكتور سعيد الشهابي، والبروفيسور “رودني شكسبير”، و”ستيفن بيل” من تحالف أوقفوا الحرب و “أندرو سميث” المتحدث باسم حملة مناهضة تجارة السلحة (CAAT)، والناشط الحقوقي سيد أحمد الوداعي، المدير في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD)، والناشط الحقوقي جواد فيروز مدير منظمة “سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان”، والناشط الحقوقي السعودي يحيى العسيري.

النائب عن حزب “الشين فين” الإيرلندي “فرانسيس مولوي”؛ افتتح الندوة بالإشارة إلى العلاقات التاريخية التي تربط المملكة المتحدة بالأنظمة القمعية في منطقة الخليج، وخاصة في البحرين والسعودية اللتين تُرتكب فيهما انتهاكات جسيمه لحقوق الإنسان، لافتا إلى أن مبيعات الأسلحة إلى الأنظمة القمعية هي التي توجّه السياسية الخارجية للحكومات البريطانية المتعاقبة.

وبعد الكلمة الإفتتاحية تولى الناشط البحراني علي الفايز إدارة الندوة، مشيرا إلى أن بريطانيا “الديمقراطية” تركت أهل البحرين فريسة للدكتاتورية، بدلا من أن تترك البلاد وعلى رأسها نظام ديمقراطي؛ مذكّرا بأن غالبية أبناء الشعب البحراني يطالبون بالتحول الديمقراطي.

 

سميث: ٦٠ مليون جنيه من الأسلحة البريطانية للبحرين

 

وكان اول المتحدثين “أندرو سميث” من حملة مناهضة التسلح؛ الذي افتتح كلمته بالإشارة إلى السياسة البريطانية القائمة على تصدير الأسلحة إلى مناطق النزاعات والأنظمة القمعية، وفي مقدمتها السعودية والبحرين، مؤكدا على أن صناعة الأسلحة ستضطر إلى إعلان إفلاسها فيما لو توقفت الحروب والأزمات.

ولفت سميث إلى أن النظام السعودي “المتوحش” يشتري الأسلحة البريطانية، ويستخدمها لقتل اليمنيين بالرغم من وصف وزير الخارجية البريطاني “بوريس جونسون” للوضع في اليمن بأنه يعاني من أسوأ الأزمات الإنسانية. وفيما يتعلق بمبيعات الأسلحة البريطانية إلى البحرين أشار سميث إلى أن المملكة المتحدة باعت البحرين أسلحة بقيمة 60 مليون جنيه استرليني منذ اندلاع الحراك الشعبي المطالب بالتغيير في العام 2011.

وبيّن أن هناك العديد من المؤسسات التي تتولى الترويج لمبيعات الأسلحة، وهي تعد قوائم تضم أسماء الدول المرشحة لاستيراد أسلحة، ومن بينها أنظمة قمعية مثل السعودية والبحرين، التي تسعى بريطانيا إلى بيعها 24 طائرة مقاتلة من طراز “تايفون”. وأبدى سميث استنكاره لمطالبة وزير الدفاع البريطاني السابق مايكل فالون بعدم انتقاد السعودية لأن ذلك يؤثر على مبيعات الأسلحة؛ زاعماً بأن مثل هذه الإنتقادات تترك أثرا سلبيا على أرباح الشركات المصنعة للسلاح.

واختتم سميث مداخلته بالإشارة إلى إن معظم الشعب البريطاني ضد تصدير الأسلحة إلى الأنظمة القمعية، وأن الحكومة البريطانية وعبر استمرار تصديرها للأسلحة لتلك الأنظمة؛ فإنها تبعث عدة رسائل إحداها للأنظمة القمعية إذ تطلق يدها للأستمرار في القمع، وأما رسالتها للناشطين والمعتقلين فهي تشير إلى نسيانهم وعدم الإهتمام بأوضاعهم.

 

السيد الوداعي: العام ٢٠١٧ من أسوأ الأعوام في البحرين

 

وأما الناشط البحراني سيد أحمد الوداعي فبدأ مداخلته بالتأكيد على أن هذا العام هو واحد من أسوأ الأعوام التي مرت على البحرين منذ عدة سنوات، مشيرا إلى مقتل خمسة أشخاص في يوم واحد وهو أعلى رقم في تاريخ البحرين منذ عدة عقود. ولفت الوداعي إلى أن الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية الدولية اعتبرت عمليات القتل تلك أنها وقعت “خارج نطاق القانون” وبشكل يوضح “دموية” القوات الحكومية في البحرين.

الوداعي أشار إلى استئناف السلطات لعمليات الإعدام هذا العام ولأول مرة منذ العام 2007 حيث تم إعدام كل من سامي مشيمع وعباس السميع وعلي السنكيس مطلع هذا العام. وانتقد الوداعي التعاون الأمني البريطاني مع البحرين، مبيّنا أن بريطانيا أنفقت خمسة مليون جنيه استرلني منذ العام 2012 لتدريب قوى الأمن في البحرين على كيفية “تبييض” جرائم النظام. كما وانتقد الموقف البريطاني المعارض لإجراء أي تحقيق أممي في جرائم السعودية باليمن، مدعين أنهم يدربون السعوديين على كيفية التحقيق، وهو في الواقع بحسب الوداعي “تدريب على تبييض جرائهم” ولحماية السعوديين من المساءلة.

وفيما يتعلق بنظام العدلة الجنائية في البحرين؛ أكد الوداعي على أن النظام “معيب”، مستشهدا بإصدار السلطات حكما بالسجن لمدة ستة شهور على رجل أمن قتل متظاهرين سلميين، فيما تحكم السلطات بالسجن المؤبد على من يطالب بإسقاط النظام سلميا.

وأكد الوداعي أن السلطات لا تكتفي بقتل المواطنين، بل إنها تستهدف عوائلهم أيضا عبر مقاضاتاهم، وكما حصل مع عوائل الشهداء علي مشيمع وعلي الشيخ وآخرين، واعتبر الوداعي أن رسالة السلطات هي أننا “لا نقبل أي معارضة فقط، بل نقاضي كل فرد يطالب بتحقيق العدالة”.

 

يحيى العسيري: السعودية تهيمن على البحرين

 

وألقى الناشط الحقوقي السعودي يحيى العسيري كلمة في الندوه أوضح فيها أن التدخلات السعودية في شؤون دول المنطقة جعلت الأوضاع ” أسوأ” مما كانت عليه، لافتا إلى أن تلك التدخلات ليست لصالح شعوب المنطقة “ولكن خوفا من حراك تلك الشعوب”، لأن السعودية تخشى التغيير.
وبيّن العسيري أن السعودية تمارس سياسة الهيمنة على الدول الصغيرة في المنطقة، مثل البحرين، وهي ذات السياسة الأمريكية التي تهيمن على السعودية.

واعتبر العسيري إن السعوديين يقوضون الأمن والسلام في المنطقة، محذّرا من عواقب ذلك على السلم والأمن العالميين. ولفت العسيري إلى أن السعودية تستخدم شعار مكافحة الإرهاب لقمع المعارضين والناشطين الحقوقيين داخل البلاد، كما وأنها تستخدم ورقة الإرهاب لإشعال النزاعات.

 

فيروز: غرف الموت، وجرائم خارج التغطية

 

المعارض البحراني جواد فيروز تطرق في مداخلته إلى توثيق منظمة “سلام” للإنتهاكات في البحرين عبر اصدارها لكاتبين بهذا الشأن، واحد بعنوان “غرف الموت” وآخر تحت عنوان “جرائم خارج التغطيه” حيث وثقت فيه الجرائم التي وقعت خارج منزل آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم في منطقة الدراز منذ شهر يونيو من العام الماضي.

وأشار فيروز إلى غياب المحاسبة في البحرين، وسيادة سياسة الإفلات من العقاب والحصانة للجلادين، لافتا إلى إغلاق الجمعيات السياسية واعتقال القادة السياسيين والنشطاء الحقوقيين ومنع العديد من الناشطين من السفر.

 

بيل: ضد زيارة الوفد إلى إسرائيل

 

الناشط “ستيفن بيل” من تحالف “أوقفوا الحرب”؛ ابتدأ مداخلته بالتأكيد على أن الأوضاع أصبحت أكثر سوءا اليوم في البحرين، مشيرا إلى استشهاد العديد من الأشخاص هذا العام، والى اعتقال السلطات للناشط الحقوقي نبيل رجب، واستمرار اعتقال الحقوقيين عبدالهادي الخواجة والأكاديمي عبدالجليل السنكيس، بالإضافة إلى مضايقة عائلة الناشط الحقوقي سيد أحمد الوداعي.

وانتقد بيل إرسال سلطات البحرين وفدا لزيارة “إسرائيل” في ذات الوقت الذي أعلن فيه ترامب القدس عاصمة أبدية للدولة العبرية. كما وانتقد بيل موقف الحكومة البريطانية مما يجري في البحرين، والذي لا يتجاوز التعبير عن القلق، معتبرا أن الحكومة البريطانية لا تقدم سوى الدعم لسلطات البحرين.
وبيّن بيل أن النظام في البحرين غير قلق من بريطانيا، لكنه أشار إلى وجود معارضة في بريطانيا يقودها “جيرمي كوربن” لبيع الأسلحة إلى الأنظمة القمعية.

 

شكسبير: البحرين.. خماسي الشر

 

الباحث البريطاني “رودني شكسبير” أشار في بداية مداخلته إلى ما أسماه بـ”خماسي” الشر المؤلف من بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والبحرين وإسرائيل. محذّرا من ان دعم الأنظمة القمعية سيضر بالمصالح البريطانية على المدى البعيد. واعتبر شكسبير أن بريطانيا تدعم تلك الدول مقابل المنافع الإقتصادية، ولذا فهي تطلق يد تلك الأنظمة لقمع الشعوب. وشدد شكسبير على أنه ليس من مصلحة بريطانيا دعم الجلادين في البحرين والوهابيين في السعودية.

 

الشهابي: البحرانيون لن يستسلموا

 

واختتمت الندوة بكلمة للدكتور سعيد الشهابي الذي ذكّر بمقتل شهيدين بحرانيين في التسعينات من القرن الماضي وآخر في العام 2007 موضحا بأن هذه الأفعال دفعت الشعب إلى تسمية السابع عشر من ديسمبر من كل عام يوما للشهداء. وأكد الشهابي على انعدام الحريات في البحرين وأن كل من يطالب بالحقوق ويعارض سياسات الهيمنه فإنه يتهم بالإرهاب.

وأكد الشهابي في كلمته على مكانة الشهداء وانهم أحياء لأنهم تحركوا وحملوا الراية، وأما الأموات فهم الساكتون والجالسون دون حراك، مؤكدا على أن الشعب البحراني لن يستسلم مهما فعل الخليفيون.

وانتقد الشهابي السياسة البريطانية مشيرا إلى أن السعوديين يذبحون المعارضين بالسيف، لكنهم تُفرش لهم السجادة الأحمر عند زيارتهم لبريطانيا.

وأعرب عن قلقه من الوضع الأمني في بريطانيا، موضحا بأنه يتم إيقاف الناشطين عند مغادرتهم وعند عودتهم لبريطانيا، مؤكدا على أنهم لم يستخدموا العنف بل اسُتخدم العنف ضدهم، مشيرا إلى إن أعضاء المخابرات الخليفية يلاحقون الناشطين في لندن في وقت لا تُحرك فيه الشرطة البريطانية ساكنا.

هذا وشارك في الندوة العديد من الناشطين والمهتمين بالشأن البحراني وحظيت بتغطية من العديد من وسائل الإعلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى