مغردون

مغردون: #خطاب_الغريفي_يمثلني.. أصوات مؤيدة ووجوه “صحت” بعد سُبات.. ورافعو رايات “المصالحة” يطربون

 

البحرين اليوم – (مغردون)

 

اشتعل الجدل بين المغردين في البحرين بعد كلمة ألقاها العلامة السيد عبدالله الغريفي يوم الخميس، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧م، ودعا فيها إلى “مبادرة” للخروج مما أسماها الأزمة في البلاد، معبرا عن ضرورة المصالحة مع النظام الخليفي ومن بوابة توجيهه الشكر إلى الحاكم الخليفي حمد عيسى على موقفه “المهتم” بالوضع الصحي لآية الله الشيخ عيسى قاسم الذي يخضع للإقامة الجبرية العسكرية منذ شهر مايو الماضي بعد تنفيذ القوات الخليفية لهجوم دموي على الاعتصام بجوار منزله في بلدة الدراز.

وفي حين لم تتضمن كلمة السيد الغريفي إعلانا بأن هناك “مبادرة” حقيقية مطروحة من جانب النظام أو من قبل السيد الغريفي أو منْ يمثله، كما أنها لم تحتو على مضامين مختلفة عن خطابات السيد الغريفي السابقة؛ إلا أن هناك أطرافا عديدة ومتنوعة سارعت إلى تسجيل الدعم لكلمة السيد الغريفي وأطلقت هاش تاغ   والذي غرّد فيه خليط من الناس، ومنهم ناشطون وعلماء دين، ومنهم أصحاب مواقف سياسية داعمة للنظام الخليفي ولهم مواقف سابقة في التقارب من النظام تحت عنوان “الواقعية” وضرورة “الخروج من النفق المظلم” ومن نافذة المشاركة في الانتخابات المقبلة، كما لوحظ أن سياسيين وكتّابا لاذوا بالصمت قبل أكثر من عام؛ عادوا للظهور من بوابة التمجيد بكلمة السيد الغريفي والتحشيد لها، في حين شنّ بعض علماء الدين دفاعا مستميتا عن السيد الغريفي وذلك في وجه الرافضين لما تضمنته كلمته من مواقف سياسية، وقارَب بعد رجال الدين المؤيدين (مثل الشيخ عبدالنبي النشابة) بين السيد الغريفي وأهل البيت، وهو ما أثار جدلا آخر بين المغردين حول الديمقراطية وحرية الرأي وضرورة الفصل بين الخلاف السياسي والغطاء الديني.

وفي الوقت الذي استهجن مغردون الخلاف بين المؤيدين والمعارضين لكلمة السيد الغريفي، فإنهم أشاروا إلى أنها لا تمثل “مبادرة” أو “خارطة طريق” مقبولة من قبل النظام، مؤكدين بأن التحشييد المؤيد لها والمواقف الغاضبة منها تعبّر كلها عن مواقف “عاطفية” وتفريغا لشحنات الخلاف “المضمر” على مستوى التيارات السياسية، وذلك في الوقت الذي لازال النظام الخليفي يواصل قمعه وانتهاكاته الواسعة وإصدار أحكام الإعدام و”عسكرة الدولة”.

المحامي علي يحي عبّر عن تأييده لكلمة السيد الغريفي معللا ذلك بأن خطابه هو “خطاب العقل والمنطق والحريص على أمن الأوطان وكرامة الإنسان”. وأضاف “يمثلني لأنه خارطة الطريق لإنقاذ هذا الوطن من أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية”.

ومن جانبه، رأى أمين عام جمعية “التجمع الوحدي”، حسن المرزوق، بأن جمعيته كانت ولازالت “مع كل المبادرات التي من شأنها استقرار يتطلب قرار يبدأ بإطلاق سراح السجناء السياسين وإلغاء أحكام الإعدام والحوار الهادف المفضي إلى حل شامل وعادل، يبعدنا عن شرور الفتن ومغديها والمرتزقين عليها!” بحسب تعبيره.

وبدوره، ثمّن الحقوقي سيد شرف الموسوي كلمة السيد الغريفي ولكنه أكد أيضا بأن المطلوب “خارطة طريق واضحة وجريئة”، ويكون “من أهم نقاطها إلغاء أحكام الإعدام وإطلاق سراح الموقوفين والمحكومين” وقال بأن هذه النقاط “جديرة بإضافة عناصر مهمة لتعزيز الثقة بين أبناء الوطن والسير في طريق الانفتاح وتقليل تأثيرات الوضع الحالي على الحالة السياسية”.

المغرد قنوت عيسى دوّن سلسلة من التغريدات التي دافع فيها عن موقف السيد الغريفي، كما “استخف” بالمعارضين الذين أطلق عليهم أوصافا للتحقير من شأنهم العام، وهو ما عكس “حدة” التجييش الذي أطلقته أوساط دينية دفاعا عن السيد الغريفي عبر دمجها بين موقفه السياسي وموقعه الديني. وكتب المغرد قنوت “ لأنّه -على أقلِّ التقادير- خطابٌ دينيٌّ برؤيته، ملائمٌ لظرفِ الواقعِ بأصلِه، وطنيٌّ بموقِعه، وليسَ خطابَ المُتصاغِرين في دائرةِ المشهد المُتعملقينَ خارجَها، الصّراخ في مربّع “التغريد” لن يقدِّم أطروحة حل”.

في السياق نفسه، كان ملاحظا أن رجل الأعمال محمد حسن العرادي – من جمعية مبادرات البحرين الأهلية – من أكثر وأوائل الأشخاص الذين سارعوا إلى الاحتفاء بكلمة السيد الغريفي، والدعوة للتغريد على الهاش تاغ الداعم له. وفي حين جاء هذا الموقف منسجما مع الأدوار التي ظهر بها العرادي منذ أكثر من سنتين، على أقل تقدير، وذلك تحت عنوان “المصالحة مع النظام ووقف الثورة”؛ فقد اصطفّ الأخير مع “المتشددين” في دعم موقف السيد الغريفي، ووصف المختلفين معه بأنهم “أصحاب بضاعة كاسدة” و”وجدوا أنفسهم مجرد أرقام صغيرة على هامش الأحداث” بحسب وصفه.

 

الشهداء يمثلوني.. لا خطاب يمثلني

الشاعر والكاتب الصحافي جعفر الجمري كان من أبرز الذين دوّنوا موقفهم المختلف مع كلمة السيد الغريفي، معبرا عن اعتراضه على مقاربة الأخير للأحداث الجارية، بما فيها انتهاكات واسعة ومستمرة. وكتب الجمري: “#لا_خطاب_يمثلني في ظل هذا الفجور والقمع ومحاولات الإبادة، ما لم يُسمِّ الفظاعات بأسمائها”، وأضاف “الخارطة الافتراضية قد توصلك إلى “طريق” ولكنها لن توصلك إلى “الطريق”” في إشارة إلى عدم موافقته على المحتوى السياسي لخطاب السيد الغريفي وأنه لا يمثل خارطة إنقاذ حقيقية للبلاد.

واعترض الجمري على الهجوم “العنيف” الذي تعرض له المخالفون لموقف السيد الغريفي السياسي، وقال الجمري بأنها هناك منْ خرج من “طوره” دفاعا عن هذا الموقف وهجوما على مخالفيه، مؤكدا بأن هذه المجموعة “لا تستحق الالتفات ولا الاحترام”، وتساءل في الوقت نفسه “ماذا سيكون وضع الحريات لو تمكنتم لا قدر الله؟!”.

بعد المعارضين لمحتوى كلمة السيد الغريفي فضّلوا إطلاق هاش آخر “لا يمثلني”، وهناك من أطلق هاش تاغ “الشهداء يمثلوني”، كما نشر المعترضون مواقف لقيادات الثورة المعتقلين وللشهيد الشيخ نمر النمر، مؤكدين بأنها تمثلهم وتعبر عن مواقفهم من آل خليفة.

المغرد ابن التمار كتب سلسلة من التغريدات في هذا السياق، وقال “نحترم الآراء والمواقف الجادة لكن بالأول والأخير لا تكون ضد رغبات أولياء الدم والمضحين والمغتربين. لتكن المواقف والدعوات بحفظ حقهم ولا تكن إستنزافاً لمعطياتهم، فهم قد قدموا أرواحاً وفلذات أكبادهم”، وذلك في إشارة إلى موقف والد الشهيد علي الدمستاني، الناشط إبراهيم الدمستاني الذي أكد بأن كلمة السيد الغريفي لا تمثله في الجانب السياسي.

مغرد آخر كتب “لم تُخلق الثورة و تروي الدماء (..) ليكون نهايتها طريق عجز أو إستسلام، الشعب ليس حقل تجارب تارة أكفان و تارة إذعان، نحن نمعن النظر في خطابات الشهداء فقط أما “. كما دوّن مغرد يُدعى ميكائيل “حينما تُباع القضية بمسمى الإصلاح، ويُشكر من سفك دِماء الشعب، و يُدعى إلى صفحة جديدة مع بداية السنة.. ستبدأ صفحة التصعيد الجهادي، و سيبدأ رِجال الله بالمُقاومة الضارِبة و المُزلزلة لأركان الظُلم، و ما أيامُكم الا عدد” وذلك في إشارة إلى الفعاليات المرتقبة مع بداية العام الجديد والتي أعلنت عن بعضها القوى الثورية المعارضة في البحرين.

وكتب مغرد آخر “رغم توقفي عن الإطلاع على خطاباته إلا أني اقول فهو لم يمثلني يوماً ولن يفعل. فمفردات التصالح والحوار وعديم تأزيم الأمور والتودد للنظام التي طالما رددها لا تمثل سوى ضعفه أمام النظام، أما نحن فاخترنا المقاومة ومقارعة الظلم وإسقاط الطاغية الذي أمعن في سفك دمائنا”.

المغرد الذي يحمل اسم “مقاوم” كتب تحت هاش تاغ : “من يريد الخير لهذا الوطن فعليه أن يحترم ويعترف بشريحة كبيرة من الشعب لها قيادتها لا تؤمن بأهلية هذا النظام المجرم لإدارة الوطن، وليس لغة الإلغاء والتخوين المبطنة بأنه يوجد أناس يريدون تعطيل الحلول وتعقيدها وفشلها”، وأضاف “لم نقرأ لك مع كبااار العلماء بيانًا يستنكر ٥ من أبنائنا في مجزرة ولم نقرأ بيان استنكار لأحكام الإعدام الظالمة، كل ما يأتي بخطابك هو خطاب متراجع يوضح للنظام الخليفي بأننا نستجدي الإصلاحات”، بحسب تعبيره.

 

خارج يمثلي.. ولا يمثلني

 

وقد توقف مغردون وكتّاب عند طبيعة الجدل بين المؤيدين والمعارضين لموقف السيد الغريفي، ومن زوايا مختلفة، حيث كتب المغرد “البن خميس” “ سيدنا العزيز لم تكن المشكلة فيكم يوما ما، بل في جحر الحية والعقرب، لكن أن تثق مرة أخرى في هذا الجحر فهنا تكون المشكلة فيكم أيضا”. وأضاف “هناك مغالطة يجب الابتعاد عنها، وهي وصم كل من لا يثق أو لا يؤمن بالحوار مع آل خليفة بتهمة نعم نؤمن بالحوار لكن ليس مع الحيات والثعابين والعقارب المجربة”.

أما الكاتب محمد السلمان فكتب “يسألني لماذا ابتعدت عن التعليق على الأوضاع السياسية، أقول السبب الرئيس معروف للجميع، ولكن من الأسباب الأخرى المهمة هو ما نراه من على شاكلة هواش الجهال حول خطاب السيد الغريفي وتناحر القوم على “رأي” واحد والثاني وطايحين سب وشتم في بعض”.

الفنان أنس الشيخ قارب الموضوع من زاوية أخرى، وقال بأن المسألة ليس بيد السيد الغريفي أصلا لكي يتم التحشييد لموقفه في مواقع التواصل الاجتماعي، ودوّن بالقول “الاهتمام بخطاب الشيخ الغريفي سيجعل النظام يرفض أي حل لأن بطبيعته لا يقبل أن يكون خطاب غيره هو الممهد لأي طريق، ولكي تجعله راضيا يجب أن تقول له نحن لا نفهم شيء، وضيعنا الطريق، ولذا نلجأ إليك لتشفق على الشعب البحريني وتعيد له برؤيتك النيّرة طريق الأمل، وما علينا إلا السمع والطاعة :)”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى