المنامةتقاريرما وراء الخبر

متابعات: وزير الداخلية الخليفي يعلن الحرب على المواطنين.. الصراخ على قدر الألم

sh rashid abdulla_352 (1)

 

البحرين اليوم – (خاص)

 

متابعات

ما وراء الخبر

 

في سجل وزير الداخلية الخليفي، راشد الخليفة، أكثر من لقاءٍ “عام”.

اللقاء الذي عقده اليوم الأحد، 21 فبراير، مع “نخبة من أبناء الوطن ضمت علماء الدين وبرلمانيين ورؤساء تحرير الصحف وجمعا من رجال الأعمال والمحامين وأصحاب المجالس”، كما قالت الوزارة، فيه تفسير “زائد” للقاءات السابقة، وفيه نقض “سائل” للقاءات السابقة ذاتها، ومع ذات “النخبة” التي أُجبرت للجلوس والإنصات إلى “الأسطوانة المشروخة”.

فماذا قال الوزير الخليفيّ؟ (اقرأ: نصّ كلمة وزير الداخلية: هنا)

يتهم إيران بأنها تنفذ “مشروعاً فارسياً” في البحرين. ويجتهد الوزير الخليفي في “تاريخ الفقه الشيعي”، ويقوم إن إيران فرضت على شيعة البحرين “ولاية الفقيه”، على الرغم أن “المراجع الشيعة غير مجمعين عليها”. ويشرح الوزير امتدادات “المشروع” الإيراني في البحرين، مشيراً بشكل “يكاد يكون واضحاً” إلى جمعية الوفاق، باعتبارها تملك ولاءاً لإيران، ودخلت معها في الأجندة ومكّنتها من “تحقيق الغالبية النيابية الموالية لها”، مماثلاً ذلك مع حزب الله والحال اللبنانيّة، دون أن يذكر اسمها.

يُعلن الوزير بأن “الإستراتيجية” المقبلة لوزارته ستقوم على “الاستباقية”، معلنا في الوقت نفسه فشل “المخطط الإيراني” التوسعي في البحرين. وذلك بعد 5 سنوات من الحديث عن هذا “المخطط”. يقول الوزير – واثقاً – بأنّ هذا المخطط مسنود بأدلة “واقعية” و”مادية”، وليس مجرد تقارير “إخبارية”. إشارةٌ يردّ فيها على التقرير الشهير باسم “تقرير بسيوني”، الذي نفى وجود تدخّل إيراني “حقيقي” في البحرين، وخاصة في إطلاق الثورة.

وبحسب قول الوزير، فإن تلك الإستراتيجية “الاستباقية”، ستعتمد على “عدم السماح بتسييس الشعائر الحسينية”، و”حماية المنبر الديني من التطرف الديني والسياسي”، و”تشكيل لجنة لمراقبة تداول الأموال وجمع التبرعات”. بمعنى آخر، هو “إعلان” متجدّد للحرب على الشيعة البحرانيين في البحرين.

لا يُخفي الوزير ونظامه الإنزعاج من شعار “إسقاط النظام”، ويقول بأنه لا “يمكن التبرير” لهذا الشعار،  “ووضع المشانق” للخليفيين، والقول بأنها “وسائل سلمية وحرية تعبير”، كما يقول الوزير وهو يتلبّس وجه الحقوقي العارف بالقوانين والمعاهدات الدوليّة!

يعيد الوزير الحديث عن الحياة “الديمقراطية” و”المشروع الإصلاحي”، ويقول بأن الذين “انضووا تحت العباءة الإيرانية أو ارتموا في أروقة السفارات” لا مكان لهم في هذه الحياة.

عند هذا الحدّ تبلغ “إطلالة” الوزير نهايتها في الكذب. فهل أتى من جديد؟!

 

قبل عامين، كان للوزير لقاء عام أيضاً. ولكنه كان من نوع آخر. كان لقاء دعوة لفتح “صفحة جديدة”. في ذلك اللقاء، حاول الوزير – الذي يصفه المواطنون ب”وزير الإرهاب” – أن يكون “رسول محبّة”، وهو يبشّر – آنذاك – بضرورة طي صفحة الماضي، وتجاوز “الجراح”.

كثيرون لم يصدّقوا الوزير في ذلك الوقت. كان المؤشر الحقيقي لكشف “كذب” الوزير، هو الواقع الجاري على الأرض. كان يتحدّث عن “مرحلة جديدة”، في حين كانت قوّاته من المرتزقة تُمعِن أكثر في الجرائم والانتهاكات بحقّ المواطنين والمعتقلين. إذن، لا جديد كان يُتوقّع من وزيرٍ “فُطِن” على الكذب، مثل سيّده، (الملك) الذي امتازَ بتراكم متخم من “الأكاذيب”، حتى بات مضرباً للمثل في “النكث بالعهود”، وتسطير الهراءات الكاملة على الهواء مباشرة. تاريخٌ يمتد من كذبة “الميثاق”، مرورا بالأيام الجميلة التي لم نعشها بعد، وليس انتهاءاً ب”المشروع الإصلاحي” الذي لا يزال يحصد الأرواح وينكّل بأجساد السكان الأصليين.

فهل من جديد أتى به وزير الداخلية، عدا تطوير “الكذبة”، والإفصا ح عنها أكثر؟

ربّما الجديد هو أنّ جزءاً إضافياً من القناع بدأ يسقط أكثر. طبائع القمع التي ترتسم على ملامح الوزير تلاقت مع ظهورات جديدة من الشخصيّة “الداعشيّة” التي تتربّى في صفوف قوات آل خليفة، جيلاً بعد جيل، جنوداً وضبّاطاً. استهداف الشّيعة بالنسبة لراشد الخليفة والخليفيين هو أساس “الإستراتيجية الاستباقيّة” التي يوفّر البريطانيون لها الغطاء والخبرة الفنية والتدريبات اللازمة.

ولكن من المهم التوقّف عند توقيت ظهور الوزير.

إنه، كالعادة، الأمر السعوديّ، والاستجابة للتبعيّة الأصيلة لآل سعود.

النظام السعودي، وفي تكرار للهروب من أزماته، فتح مجدداً جبهةً ضد إيران، وحزب الله، ولكن من خلال الأرض اللبنانية. كان الإعلان عن إلغاء المساعدات العسكريّة السعودية إلى الجيش اللبناني؛ محاولةً من السعوديّة لتعزيز قدراتها على “إخفاء التأزم الداخلي”، حيث باتت ممتلئة بالمحاكمات في الداخل، وبالحروب والصراعات في الخارج. وبحسب العميد الركن المتقاعد اللبناني هشام جابر، فإنّ السعودية – وتحت وطأة الإحباط – تلجأ إلى اعتماد تكتيك “الهروب الطويل وغير المحدود، وإلى الأمام”. وهو تكتيك تفترض السعوديّة أنه يُعينها على تجاوز المحن والأزمات والحدّ من “اضمحلال كيانها التاريخي”. ولكن الخبراء يؤكدون أن ذلك ليس صحيحاً.

إذن، الخليفيون ينفذون الأوامر. والصرخة التي يرفعها راشد الخليفة اليوم هي قراءة لبيان سعودي وُزّع على الأتباع الصغار في مجلس التعاون الخليجي. وربّما يكون آل خليفة هم “التابع الأصغر الوحيد” بينهم”. والصرخة دائماً، كما يقولون، على “قدْر الألم”، وآلام آل خليفة وآل سعود بلغت المدى.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى