تقارير متلفزةفيديو

وثائقي: الأمير السمسار.. كيف يتاجر بالأرواح ؟! .. البحرين مثالاً

البحرين اليوم ـ خاص ..

بدأ الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا زيارته إلى البحرين في جولةٍ شملت عمان والإمارات. رسمياً هذه الزيارة تهدف إلى نشر التسامح الديني ودعم فرص المرأة في القيادة, وصناعة فرص جديدة للشباب والحفاظ على التراث الثقافي والبيئي لهذه الدول. في الحقيقة ان الهدف العسكري هو الأسمى من بين تلك الأهداف التي روجت لها العلاقات العامة التابعة للأمير ولم ينطلِ الأمر على أحد. فما أن أعلن الأمير عن زيارته إلى البحرين حتى توالت الانتقادات ضده من سياسيين وحقوقيين وكتابٍ وصحفيين لأن الهدف الرئيس لهذه الزيارة هو اتمام المزيد من صفقات السلاح وبناء قاعدة عسكرية بريطانية. انتقاد تحول لاحتجاج عارم قام به المعارضون البحرانيون أمام مقر رئاسة الوزراء في لندن. ولأجل اتمام صبغ الصورة بلونٍ وردي اصطحب الأمير زوجته كاميلا معه لتنشر السلام والمحبة أثناء افتتاح القاعدة العسكرية وتوقيع أوراق صفقات السلاح الذي سيوجه في ظل الظروف التي تمر بها البلاد إلى صدور الشعب المعارض لآل خليفة, وليس لحماية أمن الخليج كما أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

الأمير تشارلز كان قد زار البحرين والسعودية ودول الخليج في العام 1986 وتوالت بعد ذلك الزيارات التي كانت تهدف إلى إدخال الشركات البريطانية في العمل مع تلك الدول بشكلٍ فعالٍ أكثر ولإتمام صفقات سلاح نرى أثرها اليوم في تقوية أنظمة حكمٍ لا تعبأ بحقوق شعوبها وتهاجم دولاً جارة أخرى بهذا السلاح كما يحصل في الحرب على اليمن, حيث وافقت بريطانيا على شراء السعودية صفقة أسلحة بقيمة 3.3 مليار دولار أمريكي منذ بدء العدوان.

ما لن تذكره التقارير الصحافية اليوم أن الأمير تشارلز وعائلته في الحقيقة هم تجار سلاح وبالتالي تجار أرواح, فحادثة اختطاف الأميرة ديانا المعروفة عام 1997 كانت بسبب جمعها معلومات في ملفٍ سري كتبت فيه عما اكتشفته عن تجار سلاح يحتلون مناصب عليا كما كشفت عن المستفيدين من إراقة الدماء في الحروب وأسمته ملف ( الكسب من البؤس ) وكان ذلك أثناء قيامها بحملةٍ ضد تجارة الألغام التي تتاجر بها بريطانيا من خلال أفراد مقربين من العائلة المالكة مثل صديق الأمير وزير الدفاع السابق نيكولاس ساومز والذي هدد ديانا بشكلٍ مباشر أن مكروهاً سيقع لها إن لم تتوقف عن حملتها.

كانت بريطانيا قد انسحبت من قواعدها في الخليج عام 1971 في خطوة أدت إلى استقلال البحرين وقطر وإنشاء دولة الإمارات, ولكن إعادة فتح هذه القاعدة العسكرية بعد تلك الأعوام في ظل ثورةٍ شعبية مستمرة منذ عام 2011 , ومع افتخار الحاكم الخليفي حمد عيسى بفترة الاستعمار البريطاني في كلمةٍ له حينما زار لندن مؤخراً حيث أبدى تأسفه على استقلال البحرين وخروج المحتل عاملان يُبديان دعوة مبطنة ليخلع الاستعمار البريطاني عباءة الاختباء وراء الشركات والعلاقات الدبلوماسية بيد الأمير تشارلز.

وما أشبه اليوم بالبارحة! فما زال هناك من سيقف معترضاً أمام انعقاد تلك الصفقات على حساب الأرض والأرواح, والبحرانيون في الداخل والخارج والذين تذوقوا طعم حديد السلاح البريطاني وأصيبوا بناره لن يكون موقفهم غير إعلان الرفض لزيارة تاجر سلاحٍ آخر وإن كان برتبة أمير.. وولي عهد المملكة الحامية للديكتاتوربات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى