واشنطن

الصحفي “نيكولاس كريستوف”: الطغاة يعشقون ترامب وهو يعشقهم

من واشنطن-البحرين اليوم

كتب الصحفي الأمريكي الشهير “نيكولاس كريستوف” مقالة نشرها موقع ” بزمان ديلي كرونيكل” الجمعة (16 مارس 2018) تحت عنوان: “الطغاة يعشقون ترامب وهو يعشقهم”، تطرق خلالها إلى العلاقة التي تربط الأنظمة الدكتاتورية في العالم بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبينها النظام الخليفي في البحرين، موضحا بأن عدم اكتراث ترامب لأوضاع حقوق الإنسان في العالم أطلق يد الأنظمة الدكتاتورية لقمع شعوبها.

افتتح الكاتب مقالاته بالإشارة إلى الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أنحاء مختلفة من العالم، والتي لا تكترث لها الإدارة الأمريكية.

وأشار في هذا الخصوص إلى المذابح التي تتعرض لها أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار، والتي صمتت عن إدانتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفيما يتعلق بالنظام الحاكم في البحرين؛ لفت كريستوف إلى أن ترامب أخبر الحاكم الخليفي حمد عيسى “الدكتاتوري” أنه “لن يكون هناك ضغط من هذه الإدارة”، وقد تبع ذلك – بحسب تصريح للحقوقي نبيل رجب الذي يصفه كريستوف البطل وبأبرز نشطاء حقوق الإنسان في العالم العربي – “أن الحكومة ردت بعد بضعة أيام بقتل خمسة متظاهرين”، فيما أصدرت السلطات حكما بسجن رجب لمدة خمس سنوات لتغريداته.

واعتبر كريستوف تغيير وزير الخارجية ريكس تيلرسون ليحل معله مايك بومبيو الأكثر تشدداً؛ أمرا يتجاوز مجرد تغيير مسؤولين، بل يمس الدور الأمريكي في العالم، لينهي سياسة متفق عليها بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لدعم حقوق الإنسان ويعود تاريخها إلى عقود من الزمن.

وعلى هذا الصعيد قالت “سارة مارغون” من هيومن رايتس ووتش “في بلد بعد آخر؛ فإن إدارة ترامب تحيد الدعم الأمريكي لحقوق الإنسان”.

واما جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين فقال “إن ما اختفى تماما هو الإجماع بين الحزبين الذي كان حجر الزاوية في سياستنا الخارجية، وهو إذا ما قمت بسجن الصحفيين وتقييد الإعلام، فستكون هناك عواقب”.

وأضاف “يرى الديكتاتوريون في ذلك فرصة واضحة حيث عدد قياسي من الصحفيين في السجون في جميع أنحاء العالم “، فيما التقى ترامب بزعماء الدول الكثر قمعا للصحفيين، لكنه لم يثر معهم قضية قمع الصحافة.

وأوضح كريستوف أن دعم ترامب للإستبداد يعود إلى ماضيه حيث أبدى تعاطفه مع الحكومة الصينية في المذابح التي ارتكبتها ضد المؤيدين للديمقراطية في عام 1989، وكذلك تعاطفه مع نهج الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

لكن كريستوف لفت إلى أن ترامب يثير قضايا حقوق الإنسان فقط لضرب الأعداء مثل كوريا الشمالية أو فنزويلا، واصفا هذا التعاطي بـ”النفاق” الذي يقلل من شأن الولايات المتحدة في العالم، قائلا ” في بعض المناحي؛ لقد وحّد ترامب العالم ضدّنا”.

وعلى هذا الصعيد؛ قال غاري باس من جامعة برينستون “لقد كان ترامب كارثة بالنسبة للولايات المتحدة”، مضيفا “إنه مكروه للغاية حول العالم وإنه في بعض المناسبات النادرة عندما يقوم بشيء ما بشأن حقوق الإنسان، فإنه لا يؤدي إلا إلى تشويه القضية”، واصفا هذا الواقع بالمأساة بالنسبة للولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى