اوروبا

في محاولة لتبرير زيارته إلى لندن.. وزير الخارجية البريطانية: “المصلح السعودي ابن سلمان يستحق دعمنا!”

من لندن-البحرين اليوم

أعاد الموقع الرسمي للحكومة البريطانية الأربعاء(28 فبراير 2018) نشر مقالة لوزير الخارجية البريطانية “لوريس جونسون” بعد نشرها على صحيفة “التايمز” تحت عنوان “المصلح السعودي محمد بن سلمان يستحق دعمنا”، استباقا للزيارة المقررة لولي العهد السعودي إلى المملكة المتحدة يوم الأربعاء المقبل السابع من مارس. ودافع فيها عن زيارة ابن سلمان وعن أهميتها لبريطانيا.

جونسوت افتتح مقالته بالإشارة إلى اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق “ونستون تشرشل” مع الملك السعودي عبدالعزيز قبل 73 عاما في واحة الفيوم المصرية، والذي شرب خلاله تشرشل قدحا من ماء زمزم قدمه له الملك السعودي، بحسب المقال، وقال “إذا كان ذلك الاجتماع في الصحراء هو فصل مبكر في العلاقات بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية، فإننا سوف نفتح صفحة جديدة في 7 مارس عندما يزور حفيد ابن سعود، ولي العهد محمد بن سلمان العاصمة لندن”.

جونسون وجه مقالته للمعترضين على زيارة محمد بن سلمان واصفا السعودية بأنها قوة في الشرق الأوسط، ومن جهة أخرى، أحد أقدم أصدقاء بريطانيا في المنطقة، مبررا الزيارة عبر الإشارة إلى “الإصلاحات” الأخيرة المزعومة التي أجراها ابن سلمان في السعودية، مشيرا إلى السماح للمرأة بقيادة السيارات وافتتاح دور السينما وحضور النساء في المناسبات الرياضية.

ووصف جونسون تلك ” الإصلاحات” بالحقيقية بعد عقود من الركود، وبأنها تروي “قصة مهمة” وهي شروع ولي العهد ووالده الملك سلمان معا في “التجديد الاجتماعي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية”، بعد إطلاق ما يعرف باسم رؤية 2030.

وأشارت المقالة إلى تأكيد ولي العهد السعودي في أكتوبر الماضي على أن الهدف الأساسي هو بناء “بلد ذي إسلام معتدل ومفتوح لجميع الأديان والعالم”. ووعد أيضا “بالقضاء على محفزات الأفكار المتطرفة”، ودعا جونسون إلى عدم إغفال مثل هذه التصريحات، ومعتبرا أن محمد بن سلمان “أثبت بالقول والفعل أنه يهدف إلى توجيه المملكة العربية السعودية في مسار أكثر انفتاحا”، وأن على المملكة المتحدة تشجيعه في هذا المسار.

وذهب جونسون إلى أبعد من ذلك راهنا مستقبل السعودية – وفي الواقع المنطقة والعالم الإسلامي – على نجاح ابن سلمان! ولذلك “تأتي أهمية زيارة ولي العهد إلى لندن، فهي فرصة لتعزيز علاقتنا مع المملكة العربية السعودية كهدف في حد ذاته وأفضل وسيلة لتعزيز الإصلاح”، بحسب قوله.

لكن جونسون بيّن أنه لا يريد التقليل من شأن خلافات بريطانيا مع السعودية، قائلا “أريد من المملكة العربية السعودية أن تفعل المزيد لحماية حقوق الإنسان”، لكنه يستدرك قائلا “لا يمكننا إيصال هذه الرسائل أو حل خلافاتنا ما لم نلتق بزعماء المملكة”.

ثم عرج جونسون على بيت القصيد ألا وهي المصالح الإقتصادية البريطانية مشددا على التمسك بالمصلحة الوطنية البريطانية، ولافتا أن عشرات الآلاف من الوظائف البريطانية تعتمد على الصادرات البريطانية إلى السعودية، التي ارتفعت إلى 6.2 مليار جنيه استرليني في عام 2016، بزيادة قدرها 41 في المائة منذ عام 2010 بحسب جونسون.

وعاد جونسون كذلك إلى العزف على أسطوانة التعاون الأمني مع السعودية لمكافحة الإرهاب في بريطانيا، مدعيا أن المخابرات السعودية كانت حاسمة في مكافحة الإرهاب، و أن حياة بريطانيين تم إنقاذها وتم منع وقوع هجمات بسبب “تعاوننا الأمني” ​​مع السعودية.

وتطرقت المقالة كذلك إلى العلاقات التاريخية بين البلدين، واصفا إياها بـ” المهمة” بالنسبة للأمن العالمي، مشيرا إلى أن السعودية كانت حليفا قويا خلال الحرب الباردة، وفي ظل جميع الاضطرابات في الشرق الأوسط.

وأكد الجونسون على أن بريطانيا والسعودية “تعملان معا لمواجهة السلوك التخريبي الإيراني في الشرق الأوسط وإنهاء الحرب في اليمن”، مشيرا إلى القرار الذي اتخذ الملك سلمان في العام الماضي بالتقارب مع الحكومة التي يقودها الشيعة في العراق، الأمر الذي سيساعد على استقرار البلاد بعد هزيمة داعش”، بحسب زعمه.

وأما بشأن الحرب التي تشنها السعودية على اليمن منذ ثلاثة أعوام؛ فادعى جونسون “أنه لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله للتوصل إلى تسوية سلمية في اليمن وضمان وصول المساعدات إلى كل من يحتاج إليها”، مؤكدا على أهمية مناقشة هذه “المسألة الحيوية ” مع ولي العهد خلال زيارته إلى المملكة المتحدة.

واختتم جونسون مقالته بالتأكيد على أن السياسة الخارجية “صمّمت لتعزيز سلامة وازدهار الشعب البريطاني مع التمسك بقيمنا كقوة للخير”، إلا أنه استدرك قائلا “لا يمكننا تحقيق أي من هذه الأهداف إلا إذا التقينا بزعماء المملكة العربية السعودية بشروط متكافئة وودية. وكان ذلك حقيقة عندما شرب تشرشل مياه مكة المكرمة مع ابن سعود في عام 1945 – ولا تزال حقيقة اليوم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى