المنامةتقاريرما وراء الخبر

متابعات: في ذكرى الثورة.. السيد الغريفي يتحدث عن “تعصب السلطة والمعارضة”

12662428_10154094368583072_4137661046126480251_n

البحرين اليوم – (خاص)

متابعات

ما وراء الخبر

 

ينطلق العلامة السيد عبد الله الغريفي من رؤيةٍ سياسيّة ترى أن الأوضاع في البحرين يمكن أن تتجه نحو “الإيجابيّة” من خلال توسيع النقد ليطال السلطة والمعارضة معاً.

بعد انتقاده العلني المثير للجدل قبل أشهر لشعار إسقاط النّظام، وبعد موجة من الاعتراضات؛ قال العلامة الغريفيّ بأنّه لم يكن بصدد التعبير عن “حقيقة معصومة”، واحتمل أن يكون كلامه آنذاك “مخطئاً”.

من المؤكد أنّ السيد الغريفيّ لا يعبّر عن تلك الخيارات “التسووية” التي تنحاز لنظام آل خليفة، وهو من الأسماء التي ستظل تحظى باحترام شعبيّ وتقدير قطاعات واسعة من المواطنين والمثقفين والقوى الدينية والوطنية. إلا أنّه، في الوقت نفسه، يفتح المجال لأن ينظر المراقبون إلى طروحاته من منطلقٍ نقديّ مشروع، وذلك لكون السّيد أحد الوجوه اللامعة التي تنتسب إلى مدرسة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، صاحب مقولة “الحقيقة بنت الحوار”.

في كلمته يوم أمس الخميس، 11 فبراير، في جامع الإمام الصادق بمنطقة القفول، أعاد السيد الغريفي طريقته في إدارة الوضع السياسي ّ في البلاد، وفتح باب النقد – بالتساوي والتوازي – إلى السلطة والمعارضة معاً، وقال إن التعصّب حاضر في كلّ الجانبين.

يؤكد السيد الغريفي بأنّ “تعصّب الأنظمة هو الأخطر”، ولكنه يرى أيضاً أنّ القوى المعارضة “مطلوب منها كذلك أن تتحرّر من كلّ أشكال التعصب السياسي”، مشددا على ضرورة أن تقوم هذه القوى ب”مراجعة إستراتيجيتها ومساراتها وخياراتها” شرطاً لنجاحها واستمرارها.

في النظريّات، والكلام العام الذي يُحاكي “الأجواء الهادئة”، يمكن أن يكون هذا الكلام مقبولاً من الجميع، ولكن صدوره في ذكرى ثورة 14 فبراير، وفي ظل الظرف “القمعي” المحكم الذي يُمارسه النظام الخليفي؛ تُصبح موازاة “السلطة والمعارضة” وتشريحهما على طاولةٍ واحدة؛ محلاً للنقد، لاسيما حينما يُقارب العلامة الغريفي هذا التشريح على قاعدة أن إنصاف “السلطة” يتلوه إنصاف من “المعارضة”، وأن “تواضع السلطة” وانفتاحها وصدقها وإخلاصها يدفع بمثله من جانب “المعارضة”.

يستدرك السيد الغريفي ويؤكد بأنه لا يمكن “المساواة” في الأدوار والمسؤولية بين السلطة والمعارضة، إلا أن تمرير تفاصيل الرؤية التي يؤمن بها الغريفي تدفع – في المحصلة – إلى وضع الطرفين على الطاولة الواحدة.

يقول السيد بأن هناك “أنظمة حاكمة متعصِّبةٌ، وهناك قُوى سياسية متعصِّبة”، ويوضّح بأنّ “تعصُّب الأنظمة لا شك هو الأخطر”، ولكنه توضيح يضيع حينما يخاطب الجميع – في سياقٍ واحد – ويدعوهم للمراجعة “في قراءة معطيات المرحلة، وفي البحث عن الحلول والعلاجات لأزمات الأوطان”.

يرى ناشطون أن هذا ” الإيقاع الذي يؤمن به السيد الغريفي “لا يستقيم مع ذات المعطيات القائمة، محلياً وخارجياً، مشيرين إلى “ثبوت حقيقة أن النظام الخليفي ما عاد قابلاً للإصلاح”، وأنه يُمارس “قمعاً واستبدادا ممنهجاً” وبأدوات “خطيرة تستهدف الوجود الثقافي والديني والتاريخي للسكان الأصليين”، إضافة إلى أن النظام “هو جزء من محور الشّر السعودي في المنطقة”، ما يعني أن شرور آل خليفة وإجرامهم بلغ حداً لا يمكن التعاطي معه على أنه “انتهاكات قابلة للعلاج”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى