تقارير

انتخابات 2018: قرابين “الاستهبال السياسي”

 

البحرين اليوم – (خاص)

 

  • الانتخابات المقبلة تشابه يوم “الزنية” التي وعد فيه فرعون بالانتصار على موسى.
  • البرلمان المقبل سيضم الراقصة والطبال والبغية والقواد والمكبوب على وجه في غرف النوم المغلقة.
  • إستراتيجية الديوان الملكي الجديدة هي اختراق الجسد السياسي للمعارضة، ومحاولة تفتيت تماسكها الاجتماعي من أجل إلحاق أكبر الأذى بصورة المعارضة والنضال الذي يناضله الشعب البحراني منذ سنوات.
  • النظام غير مقتنع، ولو بجزء بسيط، بإصلاح نفسه أو السماح للآخرين بإصلاح مدخلاته أو مخرجاته
  • المطلوب حاليا، كحد أدنى، هو محاصرة النظام ومؤسساته وإفقارها شعبيا، كنوع من أنواع المقاومة المدنية.

 

“الاستهبال السياسي” ليس مصطلحاً جديداً لكي يضاف إلى معجم ثورة 2011 أو في معجم النضال السياسي المتجدد للشعب البحراني، فالصورة التي يتلقاها كلُّ مواطن بحراني وكلّ مواطن عربي من كلمة “الاستهبال”؛ تعنى معنى واحداً وصريحا. فالصورة تختزل ما يُطلق عليه في أفريقيا بـ”أصحاب الكروش”، حيث تبرز فئة منتفعة تتجاوز مبادئ الاتفاق السياسي وتخطط لأنْ تفوز بالمكاسب المادية وحدها. ولمّا كانت هذه الخطوة فاحشةً بذاتها، وتُظهر الشخص على أنه بغيٌّ متجاهر بالبغي؛ فهو يغلّف بغْيه بشعارات سياسية، وبدعاية سياسية مراوغة. في البحرين؛ تتخذ هذه الشعارات مسارَ المراجعة تارة ومسار اجتراح الجمود تارة أخرى، وفي أحيان أخرى تبحث عن مبررات سخيفة، لا تختلف كثيراً عن سُخف منطق أصحابها.

قيل الكثير عن الرغبات المادية الواضحة لمترشّحي الانتخابات المقبلة، والمقرّر عقدها في نوفمبر 2018، وتُظهر الإعلانات الانتخابية المتكاثر ظهورها منذ حوالي الشهرين؛ ضحالةَ هؤلاء وسُقم عقولهم، فضلا عن سيرتهم الشخصية المملوءة بالانحرافات الأخلاقية، لدى كثير منهم على الأقل. هذه الصورة القبيحة جعلت الناس تصوّر البرلمان المقبل على أنه سيكون أسوأ من البرلمان المنتهية صلاحيته، فالبرلمان الآتي سيضم الراقصة، والطبال، والبغيّة، والقوّاد، والمكبوب على وجه في غرف النوم المغلقة! وكلّ ذلك على نحو الحقيقة، لا المجاز.

وقيل أيضا عن إستراتيجية الديوان الملكي الجديدة في اختراق الجسد السّياسي للمعارضة، ومحاولة تفتيت تماسكها الاجتماعي، والعبث في بعض أجزائها، بالتّهديد تارة وبالإغراء مرة أخرى، من أجل إلحاق أكبر الأذى في صورة المعارضة والنضال الذي يناضله الشعب البحراني منذ سنوات.

إذن، ما الذي يمكن قوله مجدّدا هنا، ونحن على حافة الاقتراب من موعد “يوم الزينة” الذي تحدّى فيه فرعون نبي الله موسى، ووعد فيه بالانتصار على دعوته؟

الجديد هو هذا “الاستهبال السياسي” الذي يحاول المرجفون ترويجه، وجعله سلعةً من سلعهم السياسيّة المغلفة.

لنتفق مجددا على أن المطلوب حاليا، وفي الدرجات الدُّنيا، هو محاصرة النظام ومؤسساته، وإفقارها شعبياً، كنوع من أنواع المقاومة المدنية، وعلى ضوء هذه القاعدة البدهية يحاول “الاستهبال السياسي” تجاوزها والقفز عليها بعباراتٍ ضبابية وبإستراتيجيات عقيمة لا تنطلي إلا على الهُبْل من الناس.

ولنتفق مرة أخرى على أن دعوة “الإصلاح” من جانب مؤسسات النظام؛ تمثل دعوة باهتة، وأن النظام غير مقتنع، ولو بجزء بسيط، بإصلاح نفسه أو السماح للآخرين بإصلاح مدخلاته أو مخرجاته، وحتى الآن على أقل تقدير.

ربما نختلف قليلاً في مواجهة ومصارحة “قرابين” الديوان الملكي الجديدة، ولكن لن نختلف على ضرورة إلحاق الإفلاس السياسي بمؤسسات النظام ومخرجاته. فقراءة بسيطة للمعيطات السياسية القائمة، مضافا إليها الإجراءات والممارسات الأخيرة؛ تؤكد مقولة “استعصاء” النظام على الإصلاح، وتؤكد هَبل الداعين إلى الاستفادة من فرص النظام الموهومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى