سجن جوالمنامة

بيان لسجناء سجن جو يتحدث عن كارثة صحية بانتشار أمراض الكبد الوبائي و”الإيدز” بسبب الإهمال الصحي

 

المنامة – البحرين اليوم

كشف بيان من سجن جو المركزي في البحرين عن “كارثة” صحيّة يواجهها السجناء مع انتشار الإصابة بأمراض وبائية خطيرة، بما في فيها أمراض الكبد الوبائي و”الأيدز” (نقص المناعة المكتسبة).

وتلقّت (البحرين اليوم) بيانا صادرا بتاريخ 10 نوفمبر 2018م عن سجناء بالسجن المركزي؛ عبّروا فيه عن القلق الواسع الذي يستولي على السجناء، بعد اكتشاف حالات جديدة من الإصابة بمرض الكبد الوبائي و”الإيدز”، بمن فيها حالات لسجناء سياسيين.

ووصف البيان ما يحصل بأنه “تداعيات خطيرة” جاءت نتيجة “الإهمال وسوء الإدارة في سجن جو”.

وقال البيان إنّ هناك 14 حالة جديدة من الإصابة بالأمراض المعدية الخطيرة، وبينها حالة جديدة لسجين سياسي تُضاف إلى حالتين مماثلتين سابقتين، وهي حالات تعاني من الكبد الوبائي و”الإيدز” نتيجة دمجها في مبان مخصصة لحالات مصابة.

وذكر البيان الحروف الأولى لأسماء السجناء المصابين، وتحتفظ (البحرين اليوم) بأسمائهم كاملة للجهات المعنيّة.

وأكد السجناء أن سبب انتشار الأمراض يعود إلى الإهمال في فحص السجناء الجُدد، وغياب الفحص الدوري، إضافة إلى التساهل في إدخال أدوات تنقل العدوى، بما في ذلك المخدرات والإبر.

وكشف البيان عن وقوع حالة وفاة في الفترة الأخيرة بسبب مشاكل تتعلق بتراجع خدمات صرف الأدوية، والحالة هي لسجين جنائي يبلغ من العمر 60 عاماً، وهو ما يؤشر إلى شيوع حالة الإهمال الصحي داخل السجون بالبحرين.

وحمّل البيان مدير السجن، عبدالسلام العريفي، إضافة إلى مسؤولة الخدمات الطبية فاطمة عمر.

ووثق السجناء ومنظمات حقوقية العديد من أوضاع التدهور الصحي والخدماتي في سجون البحرين، وهناك خشية جدية من تدهور أكثر في أوضاع السجناء الصحية نتيجة ذلك، وبما يصل إلى الخوف من الإصابة بالأمراض الخطيرة والوفاة بسبب ذلك.

 

*نصّ بيان السجناء

سجين سياسي ينضم إلى سجناء آخرين مصابين بالكبد الوبائي و”الأيدز” بسبب سوء الوضع الصحي

 

في تداعياتٍ خطيرة فيما يتعلق بالأمراض الوبائية المعدية في السجن، وبما يُظهر مستوى الإهمال وسوء الإدارة في سجن جو، فقد تفاقمت المشاكل الصحية وانتشرت الأمراض الخطيرة داخل السجن، وخصوصا مرض HIV (الايدز)، حيث أُضيفت 14 حالة جديدة تم نقلها من سجن رقم 2 إلى مبنى 3.

وبين هذه الحالات حالة للسجين السياسي (ج.س.ع) من بلدة المعامير، حيث تم اكتشاف حالته في عنبر غير مخصَّص لهذه الأمراض، وهذه دلالة واضحة على سوء الإدارة الصحيّة، والإهمال والفساد في عملية تصنيف وفحص الحالات مسبقا قبل إيداعها السجن، لمعرفة ما إذا كانت مصابة قبل ذلك.

وهناك حالاتٌ غير معلومة تورّطت باستخدام أدوات ناقلة للعدوى، وهي حالاتٌ لأصحّاء تمّ دمجهم مع حالاتٍ مصابة، وهذا ما كان موجودا سابقا، حيث كانت هناك حالاتٌ مصابة بالـ HIV (الإيدز) وهي موجودة في عنبرٍ مخصص للأمراض الوبائية، مثل أمراض الكبد الوبائي بمختلف فئاته مثل فئة C أو فئة D أو A أو المصابين بأمراض السل، ولاحقاً تم عزلهم في عنبر منفصل، فتم فصل مبنى الإيدز في مبنى٣ وبقية المصابين بالأمراض الأخرى في مبنى منفصل، وتم فصل مرضى الكبد الوبائي في مبنى ٢ عنبر ١.

إلا أن هناك حالات جديدة مُصابة بهذه الأمراض الخطيرة، وقد تم اكتشافها بعد الفرز والفحص، ما يعني أن هناك حالات مصابة لم يتم فحصها بالفعل، على أن الخطير في الأمر هو أن هناك حالات لسجناء سياسيين تم تصنيفهم في عنبر المصابين بأمراض الكبد الوبائي في مبنى سجناء المخدرات، ما تسبّب بإصابة أحدهم بالإيدز داخل السجن، وهي حالة السجين (ح. ر. ب) من بني جمرة، بالإضافة إلى حالة أخرى للسجين (ح.ع.ع). وهناك قلق كبير بانتشار المرض، بما في ذلك الأيدز، بين السجناء بسبب ذلك.

وتتمثل أوجه الإهمال والتقصير في التالي:
– عدم إجراء الفحص الأولي للسجناء الجُدد المودَعين في السجن، وتراجع عمليات الفحص الدوري للسجناء.
– التصنيف الخاطيء للسجناء ودمْج أصحاب الأمراض الوبائية مع بعضهم، رغم خصوصية كل مرض.
– تسهيل إدخال الأدوات الناقلة للعدوى في السجن وضعف الرقابة عليها، مثل المخدرات وأدوات الوشم والإبر وتبادل حبوب العلاج.

ومن علامات تردي الخدمات الصحية المقدَّمة لأصحاب الأمراض الوبائية؛ هو عدم انتظام المواعيد الخارجية في المستشفيات، وعدم توفير الأدوية بشكل منتظم.

وقد طرأ أمر خطير على صعيد الأدوية، حيث تم وقف توفير أدوية تُقدّر قيمتها الشهرية بألف و200 دينار، وإجبار السجناء وأهاليهم على شرائها. ويعتبر ذلك تنصّلا من إدارة السجن من مسؤولياتها تجاه السجناء.
وقد أدى ذلك إلى وفاة إحدى الحالات المصابة مؤخرا، وهو السجين الجنائي (حمزة الديري) البالغ من العمر 60 عاما، وذلك بسبب تردي وضعه الصحي لعدم توافر الرعاية الصحيّة الكافية، وعدم صرف الأدوية.

وفي هذا السياق، نحمّل المسؤولية الكاملة إلى مدير السجن عبد السلام العريفي، ومسؤولة الخدمات الصحية فاطمة عمر.

صادر عن سجناء سجن جو المركزي
البحرين

10 نوفمبر 2018م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى