مقالات

آل خليفة سباقٌ محموم نحو التطبيع

هرولة آل خليفة نحو التطبيع والموقف الشعبي

البحرين اليوم – مقالات

بقلم: ناهدة وهبة – كاتبة إعلامية

يقف نظام آل خليفة في مقدمة المهرولين الى أحضان الكيان الصهيوني، وقد اتخذ مسار العلاقات بين الطرفين منحاً تصاعدياً وصل إلى حدّ التطبيع في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية وفي مقدمتها الأمنية.

سجلّ آل خليفة في التطبيع مع العدو الصهيوني ليس وليد اللحظة انما بدأ منذ العام 1994 حين زار وزير البيئة الصهيوني “يوسي ساريد” المنامة على رأس وفد كبير تحت ذريعة المشاركة في مؤتمر يتناول قضايا البيئة. وفي بداية العام 2000 عقد في دافوس لقاء بين سلمان بن حمد آل خليفة “ولي عهد البحرين” والرئيس الصهيوني السابق شمعون بيريز، حيث نتج عن اللقاء اغلاق مكتب مقاطعة الكيان الصهيوني في البحرين، تلاه في العام 2008 لقاء بين ” الملك” شخصياً و”بيريز” و”تسيبي ليفني” التي كانت وزيرة الخاريجية انذاك على هامش مؤتمر “الحوار بين الاديان” في نيويورك وكانت الذريعة التسامح بين الاديان.

أما في عام 2016 تفاجأ العرب والمسلمون بمقطع فيديو فيه بعض التجار من البحرين وهم يرقصون الى جانب حاخامات صهاينة من حركة آغاد على ايقاع أغنية تمسّ عروبة القدس، وفي شباط 2018 كان اللقاء العلني في تلّ أبيب بين “الامير مبارك آل خليفة” ووزير الاتصالات الصهيوني بشكل علني. واخيراً وليس اخراً دعوة وزير الاقتصاد الصهيوني إيلي كوهين للمشاركة في مؤتمر لريادة الاعمال في العاصمة المنامة، ناهيك عن الدور الذي يلعبه عراب التطبيع خالد آل خليفة وزير خارجية البحرين في تصريحاته الشاذة حول هذا الموضوع وفي لقاءاته الفاقعة مع مختلف المسؤولين الصهاينة.

وقد يثار التساؤل حول هرولة آل خليفة نحو التطبيع، وتوازي ذلك مع سباق التسلح، خصوصا مع ما تشهده البحرين من أزمة اقتصادية وإنتهاكات حقوقية رصدتها مختلف المنظمات الحقوقية الدولية على رأسها الأمم المتحدة.

ومما لا شك فيه بأن نظام آل خليفة يهرول في سباق محموم نحو صفقة عسكرية تلو الأخرى بهدف حيازة ترسانة عسكرية قوية تمثل نوعاً من السير بركب الدول المجاورة مثل السعودية والامارات وكذلك قطر. ويمكن القول بأن الهدف الرئيس من وراء ذلك هو شراء السكوت الدولي عن انتهاكات حقوق الانسان وقمع الشعب البحراني بشتى الطرق، ناهيك عن انخراطه في العدوان على اليمن ضمن أسوء كارثة انسانية شهدها التاريخ .

إن تلهّف نظام آل خليفة على السلاح رغم صغر مساحة البحرين وتعثرها بالديون يعكس حجم الفساد واللعب بمقدرات البلد ومستقبل الأجيال. وبدلاً من أن تنفق الاموال في حل المشاكل الاقتصادية بات الانفاق مفتوحاً على السلاح بنسبة تجاوزت الثلاثون بالمئة من الموازنة السنوية .
ذهب آل خليفة إلى تنويع تعاونهم العسكري الخارجي وتوسيعه ليشمل عدداً أكبر من الدول، بغرض تعزيز التعاون معها وتشتيت الانتباه فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها بالجملة على مسمع ومرأى المجتمع الدولي الذي تحركه واشنطن ومن لفّ لفّها.

تطوير المنظومات العسكرية الموجودة في دول الخليج تطمع بكسب نيل رضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضمان دعمه في أي مواجهة محتملة، والأهم من ذلك كله ضمان بقاء «ملوك وأمراء» الخليج على عروشهم  وحمايتهم من أي تهديدات داخلية قد تطيح بهم إلى غير رجعة.

على الجهة المقابلة فإن الموقف الشعبي في البحرين واضح للعلن برفضه الشديد واستنكاره لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهیوني. وردود فعل الشارع البحراني السابقة تفاوتت بين التظاهرات المناهضة لمشاريع التطبيع، والتصريحات وبيانات المؤسسات الدينية والجمعيات السياسية والأهلية وجمعية مقاومة التطبيع. ناضل شعب البحرين في أصعب المراحل التاريخية، ورغم مصادرة حريته وحقوقه والإعتداء على مقدساته، فما يزال يصارع من أجل البقاء ورسم طريق الحرية. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننسى وقوفه مع حركات التحرر العربي والعالمي وتأييده لجبهات المقاومة الوطنية والإسلامية ضد الكيان الصهيوني، وتقديمه قرابين الشهداء في سبيل التحرير ضد “إسرائيل” الغاصبة. وملخص القول أن آل خليفة نحو التطبيع وشعب البحرين نحو المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى